الدراما التونسية تسيء الى المرأة

بقلم الاستاذ بولبابه سالم
رغم الحملة الاشهارية الضخمة التي سبقت بث الاعمال الدرامية قبل شهر رمضان فانها لم ترتقي الى انتظارات التونسيين . كما كانت البرمجة الرمضانية لحد الآن دون المستوى حيث سقطت بعض البرامج في التهريج و الاسفاف و التكرار من وجوه تأبى التطور و التغيير و الابتكار .
رغم الحملة الاشهارية الضخمة التي سبقت بث الاعمال الدرامية قبل شهر رمضان فانها لم ترتقي الى انتظارات التونسيين . كما كانت البرمجة الرمضانية لحد الآن دون المستوى حيث سقطت بعض البرامج في التهريج و الاسفاف و التكرار من وجوه تأبى التطور و التغيير و الابتكار .
من المعيب ان تستأثر بالبرمجة الرمضانية نفس الوجوه ضمن صفقات و علاقات شخصية و زبونية فنجد من يعمل في ثلاثة برامج دفعة واحدة مما يمنعه من تقديم الاضافة لانه من المستحيل ان يوفق بينهم .
لقد تابعنا خلال الايام الثلاثة الاولى من شهر رمضان فصلا مكررا من الفشل ، و من المخجل ان تتحول بعض البرامج الى ما يشبه جلسة في مقهى حيث تحضر الالفاظ السوقية و البذاءة و الميوعة ... و لا يفرق صاحب برنامج اخر بين سهرة في علبة ليلية و الكاميرا امام الجمهور حيث يستقبل حفنة من الضيوف الذين لا يوجد ما يجمع بينهم ليقحمهم في حفلة تهريج و رقص و ابتذال ركيك.

المؤسف في كل ذلك هو حال التلفزة الوطنية التي تبدو بلا تصورات و افكار رغم الامكانيات الضخمة الموجودة على ذمتها اضافة الى الهبة اليابانية المتمثلة في تجهيزات دقيقة المقدرة ب 5 مليارات لكن عندما يغيب الابتكار و تحاصر الكفاءات فان النتيجة هي هجرة التونسيين لقناة يدفعون لها المال .
و مما يثير الانتباه و القرف معا هو الصورة المقززة لصورة المرأة التونسية في الاعمال الدرامية فهي خائنة و انتهازية و وقحة تلهث وراء المال و تتحول الى جارية امام اصحاب النفوذ. يحدث ذلك من منتجين و مخرجين يرفعون لواء الحداثة و التقدمية و في بلد تحترم حقوق المرأة و لها الريادة العربية في هذا المجال في منظومتها القانونية.

و المؤسف أننا نجد ترسيخا لفكرة الجهويات حتى في التعامل مع المراة في بعض الاعمال ،، من ناحية اخرى و بمقارنة بسيطة مع الاعمال الدرامية السورية نجد انها تقدم صورة جميلة عن المرأة الشامية فهي الأصيلة و المكافحة و المدافعة عن عائلتها و تحترم زوجها و تظهر له الحب و الدلال مما جعلها امرأة الاحلام للكثيرين .
و من الغريب هذه النظرة السطحية للمخرجين و المنتجين التونسيين التي تختزل جمال المراة في العراء الفاضح و الماكياج الصارخ ، لقد كان صوت فاتن حمامة اكثر اغراء من جسدها ، و كانت نظرات زبيدة ثروت قاتلة ، و كانت أناقة نادي لطفي ساحرة ، و رقة ميرفت أمين لافتة . للاغراء وجوه عديدة اخرى مثل الادب و الثقافة و الوقار ، لكنهم يصرون على ابتذاله .
انجبت تونس نساء عظيمات من عليسة الى الكاهنة الى اروى القيروانية الى عزيزة عثمانة الى بشيرة بن مراد و غيرهن ، لذلك اقول : احترموا المراة التونسية فهي العالمة و المناضلة و المربية و الشريفة و الجميلة...
كاتب و محلل سياسي
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 143407