الدراما التونسية تسيء الى المرأة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/ecrans2016.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الاستاذ بولبابه سالم

رغم الحملة الاشهارية الضخمة التي سبقت بث الاعمال الدرامية قبل شهر رمضان فانها لم ترتقي الى انتظارات التونسيين . كما كانت البرمجة الرمضانية لحد الآن دون المستوى حيث سقطت بعض البرامج في التهريج و الاسفاف و التكرار من وجوه تأبى التطور و التغيير و الابتكار .

من المعيب ان تستأثر بالبرمجة الرمضانية نفس الوجوه ضمن صفقات و علاقات شخصية و زبونية فنجد من يعمل في ثلاثة برامج دفعة واحدة مما يمنعه من تقديم الاضافة لانه من المستحيل ان يوفق بينهم .




لقد تابعنا خلال الايام الثلاثة الاولى من شهر رمضان فصلا مكررا من الفشل ، و من المخجل ان تتحول بعض البرامج الى ما يشبه جلسة في مقهى حيث تحضر الالفاظ السوقية و البذاءة و الميوعة ... و لا يفرق صاحب برنامج اخر بين سهرة في علبة ليلية و الكاميرا امام الجمهور حيث يستقبل حفنة من الضيوف الذين لا يوجد ما يجمع بينهم ليقحمهم في حفلة تهريج و رقص و ابتذال ركيك.

المؤسف في كل ذلك هو حال التلفزة الوطنية التي تبدو بلا تصورات و افكار رغم الامكانيات الضخمة الموجودة على ذمتها اضافة الى الهبة اليابانية المتمثلة في تجهيزات دقيقة المقدرة ب 5 مليارات لكن عندما يغيب الابتكار و تحاصر الكفاءات فان النتيجة هي هجرة التونسيين لقناة يدفعون لها المال .

و مما يثير الانتباه و القرف معا هو الصورة المقززة لصورة المرأة التونسية في الاعمال الدرامية فهي خائنة و انتهازية و وقحة تلهث وراء المال و تتحول الى جارية امام اصحاب النفوذ. يحدث ذلك من منتجين و مخرجين يرفعون لواء الحداثة و التقدمية و في بلد تحترم حقوق المرأة و لها الريادة العربية في هذا المجال في منظومتها القانونية.

و المؤسف أننا نجد ترسيخا لفكرة الجهويات حتى في التعامل مع المراة في بعض الاعمال ،، من ناحية اخرى و بمقارنة بسيطة مع الاعمال الدرامية السورية نجد انها تقدم صورة جميلة عن المرأة الشامية فهي الأصيلة و المكافحة و المدافعة عن عائلتها و تحترم زوجها و تظهر له الحب و الدلال مما جعلها امرأة الاحلام للكثيرين .

و من الغريب هذه النظرة السطحية للمخرجين و المنتجين التونسيين التي تختزل جمال المراة في العراء الفاضح و الماكياج الصارخ ، لقد كان صوت فاتن حمامة اكثر اغراء من جسدها ، و كانت نظرات زبيدة ثروت قاتلة ، و كانت أناقة نادي لطفي ساحرة ، و رقة ميرفت أمين لافتة . للاغراء وجوه عديدة اخرى مثل الادب و الثقافة و الوقار ، لكنهم يصرون على ابتذاله .
انجبت تونس نساء عظيمات من عليسة الى الكاهنة الى اروى القيروانية الى عزيزة عثمانة الى بشيرة بن مراد و غيرهن ، لذلك اقول : احترموا المراة التونسية فهي العالمة و المناضلة و المربية و الشريفة و الجميلة...

كاتب و محلل سياسي


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 143407

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 31 Mai 2017 à 09:35           

بالنسبة لي ... و كل أحد حر في رأيه ... ما يتبع المسلسلات و التلفزة بصفة عامة و التونسية بصفة خاصة الا الي فاضي شغل ...

على ذكر التلفزة ... مرة صاحب ماركة شهيرة للسيارات الفارهة الي ما يقتنيها الا المترفين من الاثرياء ... سألوه لماذا لا نرى اعلانات لسياراتك في التلفاز ...

قال لهم: من يشتري سياراتي لا يجد وقتا لمشاهدة التلفاز ... هههه

ان شاء نكونوا منهم ... هههه


Nourammar  (Tunisia)  |Mercredi 31 Mai 2017 à 08:32           
الحمدالله الى حد اليوم لم اتابع حتى مسلسل او برنامج على اي قناة تونسية انا من بكري منتبع كان الاخبار ونشرة جوية وفي رمضان منتبعهمش جملة لا لشيء لاجتناب القرف والابتذال .والميوعة ..

Balkees  (United Arab Emirates)  |Mercredi 31 Mai 2017 à 06:28           
المسلسلات الرمضانية والبرامج التي تقدمها تلفزاتنا ليست منسجمة مع الحدث ...ولا مع ما يريده الجمهمور....شهر رمضان ..شهر عبادة وصيام وتنقية للنّفس ..شهر الصدقات والزكاة .... برامج لقنوات والمباديء التي تقدمها مناقضة تماما لكلّ هذا ...لانّها تعرض السّوقية و الابتذال والدعارة والانحراف !!! بطريقة لا نراها حتى في التلفزيونات الاوروبية ...!!! المسلسلات بأبطالهاو مخرجيها و منتجيها ذوي الايديوليجيات المريضة تقدم أعمالا وسخة كوساخة تفكيرهم!!!! قارنو
مثلا بين الكاميرا الخفية الكندية و بين الكاميرا التونسية ...تستطيعون بما تملكون من ماتيريال و امكانيات مرصودة للرّداءة أن تقدّمو الاحسن .. شيء يعزّز القيم الاجتماعية بقالب فكاهي راقي ..قدّموا أعمالا تضفي شيئا من الايجابية على حياتنا بدل هذه السّوداوية السّمجة !!! راعوا الشّهر الكريم وراعو أنّ المشاهد الصّائم!! كلّ ما بدّلت قناة ..يا امّا برنامج قمار أو مسلسل ينبش في زبلة المجتمع من منحرفين ..طريقة عيشهم وكلامهم ليقدّمها على الافطار!!!!


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female