فوز مانويل ماكرون يضع السبسي في مأزق!!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/emmanuel-macron-34_5791607.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

كل الدلائل عبر كل استبيانات الراي تشير الى دخول المرشح الشاب ايمانوال ماكرون للايليزي بعد اسبوعين، هذا الشاب الذي جدد الامل لدى الفرنسيين الخائبين من الاحزاب والطبقة السياسية الفرنسية المتشظية، ومع ذلك الرئيس السبسي الذي يدعي الاستشراف وبعد النظر رفض مقابلته في نوفمبر 2016 .





والمسألة بالفعل ستكون تداعياتها سلبية في مستقبل العلاقات التونسية الفرنسية، اذ الرؤساء لا يمكن بحال أن ينسوا من ساعدهم على النجاح، كما لا يمكن ان ينسوا من أدار لهم وجهه أو أحبط عزائمهم أو من تنبأ لهم بالفشل والاخفاق، حيث مهما كان عمق العلاقات ومتانتها ففي صورة فوز الشاب ماكرون الذي يبدو في طريق مفتوح امام مارين لوبان فسيكون تعامله مع السبسي بفتور وبرود منتظر للرد على تجاهله السابق له.

ديبلوماسيا وسياسيا الامر يعتبر اخفاقا كبيرا، فالقراءة والمتابعة الدبلوماسية والسياسية الدقيقة تتطلب اعطاء اعتبارا خاصا للقادمين لدفة الرئاسة بقدر الاعتبارا الممنوح للرؤساء المباشرين، وحتى من باب فهم برامجهم ومشاريعهم قبل وصولهم للسلطة، ولكن دبلوماسيتنا الجامدة المنغلقة في قواعد قديمة متكلسة لا تراقب الشأن الدولي بما يكفي، وحتى داخليا فقد تم اجتياحها من الدبلوماسة الموازية والعشوائية.

أما سياسيا فطبعا السبسي الغارق في مستنقع النداء، واستقبالاته المتكررة والمتعددة لقياداته من أجل رتق الشقوق، يمنعه في عديد الحالات من رؤية الواقع ورصد التحولات الدولية بدقة، وزيادة فمستشاره السياسي بن تيشة المتورط في السجالات والتجاذب الداخلي لا يمكنه فهم هذه المستجدات المصيرية، بالرغم أن مانويل ماكرون برز في استطلاعات الراي كمرشح بارز جدا للرئاسة منذ 2016، ومنذ سنة تقريبا اي منذ افريل 2016 استطلاعات الراي كانت تعطيه اكثر من 20%.

مرة أخرى تبرز محدودية رؤية الرئاسة وتظهر اسيرة القواعد الدبلوماسية الجامدة وتخبط النداء، وتضيع مصالح الدولة العليا بحركة فاقدة تماما للتوفيق، في وجه مرشح أساسي جاء لتونس لفهم الواقع السياسي عارضا اهتمامه بمشروع الانقاذ الاقتصادي في تونس، خاصة أنه شخصية ذات قامة عالية شغلت منصب وزير للاقتصاد والصناعة والرقميات، واليوم لن تصلح التشقق اي حركة، وستظل نقطة سوداء غامقة في صفحة البلدين وعلاقاتهما.

السبسي ما فتىء يذكرنا بتعلمه الحكمة والرؤية الثاقبة وبعد النظر من بورقيبة، ولكنه في كل مرة لا يثبت شيئا من هذه الخصال البورقيبية، ويظهر أن الامر لا يعدو ان يكون مجرد استثمار ومتاجرة في الارث البورقيبي لا غير!!

(*) قانوني وناشط حقوقي





Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 141767

Radhiradhouan  (Tunisia)  |Lundi 24 Avril 2017 à 20:06           
الثورة التونسية أضهرت انه بالإمكان تغييرالأنظمة الموروثة!!!
أما السبسي لكبر سنه لم يفهم أن تونس صارت فيها ثورة !!!

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 24 Avril 2017 à 13:55           
@GoldenSiwar

GoldenSiwar  (France)  |Lundi 24 Avril 2017 à 13:25           
@BenMoussa:
هو كيف تجي تشوف ما هوش هذا أهم حدث يكشف إنو مؤسسة الرئاسة محدودة الرؤية ...إلي في تونس يكفي و يوفي ...وفهمك كفاية ؛)

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 24 Avril 2017 à 13:08           
السيد بن عيسى يرى ان عدم استقبال السبسي لوزير فرنسي سابق امر خطير ويدعي "محدودية رؤية الرئاسة تظهر اسيرة القواعد الدبلوماسية الجامدة وتخبط النداء، وتضيع مصالح الدولة العليا بحركة فاقدة تماما للتوفيق،"
ان كان الامر على هذه الدرجة من الاهمية لماذا اهمله سي شكري بن عيسى ولم يتحدث عليه في ابانه خلال الزيارة المذكورة او مباشرة بعدها؟

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Lundi 24 Avril 2017 à 10:54           
Envoyez toute la Vieille COLONIE:

El ghanouchi , El sebsi , El Ayari , El Marzougi à la retraite Obligatoire....


MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 24 Avril 2017 à 10:38           
الكاتب يحاول بث الرعب والخوف في قلب السبسي لعل وعسى يكرر هروب المخلوع نحو السعودية لا خوفا من الشعب بل من المسؤول الكبير القادم *

Raisonnable  (Saudi Arabia)  |Lundi 24 Avril 2017 à 10:35           
قلنالكم يا محلليلين يا سطحيين أنو السبسي ليس إلا موظف عند المقيم العام الفغنسي حسب ما يمليه المسؤول الكبير اللي هو توة هولاند. علاش تظلمو في الراجل و تحملو فيه أكثر من طاقتو.

Elghazali  (France)  |Lundi 24 Avril 2017 à 09:38           
Une analyse et un point de vue trop pauvre trop simpliste. Aucune objectivité. Miskina Tounes .
j'ai voté pour Macron pour s'opposer aux extrémistes de Le Pen qui sont les khounjistes de chez nous qui n'ont aucun programme sauf la haine et la division du pays.


babnet
*.*.*
All Radio in One