الجبهة الشعبية تستنكر اصطفاف تونس وراء الموقف السّعودي الخليجي
http://www.babnet.net/rttdetail-121410.asp

مرحلة عويصة يمر بها العالم الاسلامي . كل المتدخلين على أرض المعارك  لا يرتقون إلى درجة المبرمج و المفكر لهذه  المرحلة ، و إنما هم  مجرد آلة تنفيذ  لاجندات الدول التوسعية ... المشروع الاسرائيلي الروسي الأمريكي على يد و ساق ... كل ما يحدث هو دليل على أن المفبرك الأساسي  للجماعات الارهابية ليس الانسان العربي ... لنا يد في ذلك عبر ضعفنا، عبر سياسات  التفرقة الممارسة على ارضنا  و  عبر  سوء فهم الساسة لواقع مجتمعاتنا ... . بدون هروب من المسؤولية على
القوى الاقليمية ، السعودية ، إيران ، تركيا خاصة،  يجب أن يحدثوا تحدي نفسي و سياسي من نوع آخر، ليرقى إلى الاسترتيجي  و يرتفع بنا كدول و مجتمعات إلى حلول أمثل من الإستمرار في  تغذية الحرب على أراضي سوريا و اليمن ، كما العراق و ليبيا ... أعتقد أن هذا ممكن ... و هذا لا يعني أن الحل يمر عبر بقاء بشار الأسد في السلطة ... فهو المسؤول الأول على ما آلت إليه الأمور في سوريا ... و الذي يستعمل السلاح الكمياوي  و البراميل المتفجرة ضد الأبرياء لا يمكن أن يستمر
في الحكم .

  مواصلة التقاتل بين القوى الاقليمية عبر جيوش نظامية تفرقعت بالانقسامات (الجيش السوري ، الجيش اليمني )  و ميليشيات و مجموعات قتالية  متحالفة مع أجزاء من تلك الجيوش  ،  و تغذية الحرب بهذه الطريقة يهمش إهتمام الحكومات في كل دول العالم العربي  بالقضايا الأساسية (التنمية ، الديمقراطية ، العدالة الاجتماعية ).
- تونس اليوم (القطاع الحكومي والقطاع الخاص ) عاجزة على توفير 150 ألف فرصة عمل للذين هم أكثر تعاسة إجتماعية ،
- الحكومة اليوم عاجزة على إقناع القطاع الخاص بأن يستثمر داخل البلاد ، 
يجب أن نطرح السؤال لماذا هذا العجز ؟ و يجب أن نكون جريئين في الاجابة ... هل الحوار الوطني حول الشغل سيمثل جرأة في الاجابة رغم هروب بعض الأحزاب (الجبهة الشعبية أساسا ) منه ؟ 

يجب أن نعي أن في عدة مناطق الاحتجاجات لا تزال مستمرة عبر آليات مختلفة ... كما يجب أن نعي أن الترويج الاعلامي  لقضايا مثل قضايا الحروب الأهلية والارهاب (التي هي   قضايا مصير ) هو خطة لابعاد الرأي العام عن القضايا الاجتماعية ... قضايا محاربة الارهاب هي قضايا مصيرية بدون شك ... قضايا التشغيل هي قضايا مصيرية حتما ... كيف ستوفق الحكومة بين كل الإهتمامات ؟ 
السؤال يبقى مطروح لرئيس الحكومة و لي احزاب الرباعي الحاكم .

يعني القتلى 28 اجنبي و 9 من طاقم الملهى ؟؟؟

تركيا ستكون قوية بشعبها و جيشها و أمنها، رغم كل الاختراقات ، و ستنتصر على الارهاب . و الاقتصاد التركي سيصمد ، لأن الأتراك فهموا أن استقرارهم العام هو المستهدف .. و المستثمرين الأتراك لا يتقاعسوا عن الاستثمار و خلق الثروة و مواطن الشغل ، لهم نخوة جماعية قومية .. ثم منظمة غولن خسرت المعركة ، خاصة بعد تعدد الضربات الارهابية، التي تعتبر ضربات يأس و دلالة على ضعف العدو (رغم كل الأذى الذي يلحقه و الموت الذي ينشره ).. كانت محاولة الإنقلاب يمكن أن تقسم
الظهر ، لكن خرج الشعب للشارع و نصر الديمقراطية (مع كل ما يمكن أن نوجهه من انتقادات) .. فمحاولة الإنقلاب أتت بعكس ما أراد لها أعداء تركيا ، إلتحام الشعب و القيادة السياسية بالمصلحة التاريخية (إستمرار الديمقراطية)، ثم بالمصلحة الوطنية العليا(إستقرار البلاد) .. و الدول العربية و الغربية التي استبشرت خيرا بالمحاولة الانقلابية منذ ساعاتها الأولى ، تحسد تركيا على إنتصار ديمقراطياتها (كما اسلفت رغم كل ما نأتي به من نقد للديمقراطية التركية) ...


منذ 2015 كنت قلت أنه مع أمريكا و روسيا يمكن أن تكون حليف قوي و حتى استرتيجي ، لكن لا يمكن أن يكون دائم ، و كنت سميت عدة دول منها السعودية و كيف خذلتها أمريكا في حربها في اليمن ، كذلك في القضية السورية ؛ ذكرت حينها تركيا ، و أن عضوياتها في حلف الناتو لن تشفع لها ، و دول الحلف يلقن أن يخذلوها بعد أن دفعوا بها في المستنقع السوري ، إذا المصالح ارادت ذلك .. هم لم يخذلها فقط لكن أحلافهم (القوادة ) في الجيش التركي اسقطوا الطائرة الروسية ، و اردوغان في
البداية لا يمكن أن يعارض ما يفعله جيشه و يجب أن يدافع عنه .. لكنه بعد وقت قصير تفطن للمؤامرة (عزل تركيا )، ففي الحين بعث من يتواصل بالرئيس الروسي ، حتى يفكك حالة التوتر بين البلدين ، ثم هذا ما حدث .. و البعض من دول النيتو متشائمين لذلك ، السحر إنقلب على الساحر ، و أسقط في يد الادارة الأمريكية المنتهية ولايتها..

كذلك تحدثت عن إيران و تحالفها القوي مع روسيا .. و اليوم في القضية السورية نعاين بعض الغضض لدى النظام الايراني ، و هناك كثير من المؤشرات الأخرى ، التي تبعث بالقول أن الروس لككل الدول الكبرى الأخرى، العلاقات الاستراتيجية قبل كل شيء يجب أن تخدم مصالح ، و ليس حبا في لون العيون للدول الصغيرة أو المتوسطة القوة ... اليوم الخاسر في كل هذا ، هي السعودية ، لأن إيران و تركيا عرفوا كيف ينموا مواقع قوة ذاتية (صناعات حربية ، قدرات إستخبراتيتة ، ...)
، أما السعودية فلا ، أو بأقل حجم بكثير ... ثم قلت أن تركيا يجب أن تراجح خطها الديبلوماسي و تموقعها الإستراتيجي على خارطة الشرق الأوسط ؛ كذلك نفس الشيء لإيران و السعودية ...


اليوم تركيا قبل أن يفوت الأوان و تنفلت الأمور ، قامت بالمراجعات منذ مدة .. لكن السعودية باقية في وحلة ، و زاد على همها ثمن برميل البترول (حتى أنها ذهبت تقترض من الصندوق الدولي ) ، و بدأت تفهم أن الحرب في اليمن دون هل سياسي فئنه ستدوم حتى عشرات السنين .. لذلك الجولة الخاليجيت للملك سلمان لأخذ الدعم من الجيران .. تركيا دعمت علاقاتها الاقتصادية مع إيراان ، فككت العقد و الاشكالات مع روسيا .. ثم حتى مع العراق ؛ تذكروا في بداية حرب الموصل ، رئيس
الحكومة العراقية يطلب من تركيا أن تسحب قواتها العسكرية من العراق ، و خاضت الخوضة في الاعلام .. الآن الرئيس اردوغان يهاتف العبادي و يضمن له دعم تركيا في محاربة تنظيم الدولة (داعش) ... هناك تموقع جديد عبر ذكاء إستراتيجي للساسة الأتراك ... بالنسبة لإيران ، الأمر قد يظهر معقد خاصة مع الجيران الخاليجيين ، لكن أعتقد أن المصلحة القومية الإيرانية سوف تغلب و ستدفع بالساسة الإيرانيين لمراجعات أساسية في علاقتهم مع دول الخليج و خاصة السعودية ، سيفهمون
أنهم دون العالم العربي و خاصة دول الخليج لا قيمة إعتبارية لهم على خارطة العالم ... الكلام يطول ...

نتمنى للعالم السلام و للقضية الفلسطينية الحلحلة الصائبة ، و عاصمتها القدس .

المهم مش من تونستان