فيلم ''وه !'' الكوميدي التونسي... تصور هزلي باهت بعيد عن الطرافة

باب نات - كوميديا تونسية طريفة نابعة من الواقع العائلي المعيش في المجتمع، هذا ما انتظره الجمهور في العرض الأول للفيلم الكوميدي التونسي "وه !" الذي قدم مساء أمس الاثنيين بقاعة الكوليزي بالعاصمة، فكانت الكوميديا حاضرة بطرح سطحي وباهت رغم مشاركة أسماء تونسية بارزة في السينما والدراما والكوميديا التونسية على غرار فاطمة بن سعيدان وهشام رستم وجميلة الشيحي ونعيمة الجاني.
وفي ردها على سؤال حول سطحية الفكرة الكوميدية للعمل، أفادت اسمهان لحمر مخرجة الفيلم أنها قامت بكتابة السيناريو خلال شهر فقط وفق التصور المطروح من قبل الشركة المنتجة للفيلم (إسيفليكس للإنتاج) التي تشترط على المخرجين إعداد العمل في أجل لا يتجاوز ستة أشهر نظرا لتواضع إمكانياتها، واعتبرت أنه رغم ضيق الوقت إلا أنها قدمت عملا كوميديا يحمل مواقف طريفة تثير ضحك ومرح المشاهدين، حسب رأيها.

ولئن سجل فيلم "وه ! " حضورا لافتا لوجوه فنية تونسية لها خبرة وطلات لافتة في التمثيل التونسي إلا أن اختيار موضوع العمل الكوميدي كادت تغيب عنه الطرافة لولا توفر آداء كوميدي لبعض الممثلين على غرار مريم بن شعبان وصلاح مصدق والممثل الشاب محمد مراد الذي شكل محور المفارقات في مشاهد الفيلم فضلا عن التفاعلات الطريفة للشخصيات من حوله مما أضفى نوعا من روح الدعابة على العمل الذي لعبت فيه ايضا اختيارات الماكياج واللباس دورا هاما في صناعة بعض الإبهاج والمرح.

وتدور أحداث الفيلم حول عائلة تونسية تدير شؤونها الأم زكية (فاطمة بن سعيدان) التي ينكب كل اهتمامها بابنها الصغير والمدلل سليم (محمد مراد) متجاهلة باقي افراد الاسرة خاصة ابنتها أماني (نادية بوستة)، في حين فضل الأب حامد (هشام رستم) عدم تحمل مسؤولية القرارات العائلية ليهتم بتشجيع فريقه المفضل الترجي الرياضي التونسي.
وتتصاعد المفارقة الكوميدية في الفيلم في حرص زكية على تنظيم احتفال خاص بالميلاد الثلاثين لابنها سليم مقابل تأجيل حفل زفاف ابنتها من مغني الراب سفيان (أحمد العبيدي "كافون") إلا أن أماني تنتقم من تفضيل أمها لابنها من خلال حبك خطة بمساعدة زوجة أخيها فريديركا (مريم بن شعبان) مما يجعل زكية تكره سليم وتأسف على يوم ولادته.
فيلم "وه" أراده القائمون على إعداده والمشاركون فيه عملا هزليا خفيفا على الطريقة التونسية إلا أن اختيار الفكرة الفكاهية في العمل كان هزيلا رغم ما يتميز به الصنف الكوميدي من مساحة واسعة في اختيار المواضيع، حيث كان من الممكن طرح قضايا جدية وقريبة من مشاغل الناس وإدراجها في سياق المخادعة اللطيفة أو ما يسمى بالهزل الظاهر والنقد اللاذع.
ومن المنتظر أن يخرج هذا الفيلم الى قاعات العرض يوم 21 ديسمبر الحالي بالعاصمة.
وخاضت المخرجة إسمهان لحمر بهذا العمل أول تجربة لها في اعداد الأفلام الروائية الطويلة بعد إنجازها لفيلمين وثائقيين "انت الصوت" و"مو 14" وفيلمين قصيرين "أي شئ" و"قوس قزح".