المجامع التنموية النسويّة بسيدي بوزيد: ملاذ للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة الريفية

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/femme_rurale-tunisie1.jpg width=100 align=left border=0>


وات - ( ليلى بن إبراهيم)- " الريحانية ..الريحان..الباطومات..النّعم..رائدة .. حراير المزّنة .. مقديات منزل بزيّان.. بطّومات سوق الجديد "، كلّها تسميات لمجامع تنمويّة نسويّة باتت تزخر بها مختلف معتمديات ولاية سيدي بوزيد في السنوات الأخيرة وازدهرت في المناطق الريفية بصفة خاصّة ما عزّز جهود التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء هنالك.

وتستهدف هذه المجمّعات ، وفق ما استقته "وات" من مشرفين عليها وكذلك من مسؤولين بالجهة دعم التشغيل الذاتي للنساء والفتيات وتعزيز روح المبادرة لديهن، وتطوير مهاراتهن من خلال التكوين ومساعدتهن على بعث مشاريع خاصة، مع توفير التمويل ووسائل الإنتاج.





وأجمعوا أن هذه المجمّعات مثّلت نوافذ أمل للنساء الريفيات من خلال توفير الدعم الفني والمالي والتوعوي لمساعدتهن على تحقيق استقلالية مالية والمساهمة في التنمية المحلية المستدامة.

وفي هذا الجانب تقول نائلة مصلبي رئيسة المجمع المجمع التنموي النسائي الفلاحي "الريحان" بمعتمدية بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد أنّ المجمع يواصل العمل منذ سنة 2021 بمجهود متناسق لـ 27 امرأة ريفية يثابرن من أجل تحويل المنتوجات الفلاحية وترويجها لضمان موارد رزق لهن ولعائالتهن.
كما أوضحت أنّ المجمع انطلق في بدايته بتحويل المنتوجات الفلاحة ذات المنشأ الى الأكلة التقليدية وتحويل القمح والشعير الى مواد استهلاكية تقليدية لكن وبعد تمكين فتيات ونساء المجمع من حرية الاختيار شهد المجمع التنموي وبطريقة عفوية توسّعا ليشمل تربية الماشية وانتاج الخرفان اضافة الى انتاج دجاج الضيعة وكذلك الانتاج النباتي كالمنتوجات العلفية وانتاجات أخرى تحويلية صناعية بالأساس ترتكز على بعض التجهيزات والالات التي مكنتهم منها وزارة المرأة والبنك الافريقي للتنمية .

وأشارت إلى أنّ هذه الانتاجات كانت ضمن حلقات تكوينية أمّنها عدد من الأساتذة والمكونين في معهد تكوين الصناعات الغذائية، مبيّنة أنّ المجمع لم يقتصر على إنتاج وتحويل المنتوجات الفلاحة ذات المنشأ بل نشط في تفرعات أخرى كانت ايجابية وأثبتت أنّه في مسار صحيح من حيث التكوين والتمويل والبعث والتسيير والمرافقة. وأضافت قولها "إنّ تنويع الانتاج الحيواني كان بعد التمكن من عدة آلات وتجهيزات إثر التمتّع بقروض من البنك الافريقي للتنمية أو بتمويل تابع لوزارة المرأة" .

والمجامع التنموية النسائية، مبادرات تدعمها وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن في تونس وتهدف إلى تقليص البطالة لدى النساء والفتيات وإدماجهن في الاقتصاد التضامني. وهي تتنزّل، وفق ما أعلنت عنه الوزارة سابقا ، في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء والفتيات في المناطق الريفية الهادفة إلى دعم التشغيل الذاتي لفائدة النساء والفتيات في الوسط الريفي وتعزيز روح المبادرة لديهن في قطاعات مختلفة وتطوير مهاراتهن من خلال التكوين ومرافقتهن في بعث مشاريعهن الخاصة عبر المساعدة على الحصول على التمويل ووسائل الإنتاج.

وكانت الوزارة أعلنت أيضا شهر جانفي 2023 اعتزامها إحداث 30 مجمّعا تنمويّا نسائيّا في المناطق الريفيّة خلال المخطط التنموي 2023 – 2025 باعتمادات قيمتها 3 مليون دينار وبمعدّل 10 مجامع تنمويّة جديدة سنويّا تعتمد سلاسل القيمة في القطاع الفلاحي والصناعات التقليدية وتحويل المنتجات مع التذكير بتولّيها إحداث 22 مجمّعا تنمويّا نسائّيا مع موفّى 2022 يضمّ أكثر من 500 منخرطة في القطاع الفلاحي والصناعات التقليدية تتمركز في 8 ولايات تتصدّرها آنذاك ولاية سيدي بوزيد بـ7 مجامع تنمويّة نسائيّة.

الاستقرار المادي والاجتماعي ...

يؤّكد جلّ من سبرت "وات " آراءهم بخصوص المجامع النسويّة التنموية بجهة سيدي بوزيد أنّ هذا النشاط النسوي يعكس حراكاً اجتماعياً كثيف النشاط يعيد المرأة إلى واجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية ويدعمها لتكون فاعلة ومتكيفة مع الظروف المحلية.
وفي هذا الجانب تقول رئيسة المجمع التنموي الفلاحي النسائي بالمكناسي نعيمة عمّاري إنّ المجمع الذي أسسّته سنة 2024 ويتكوّن من 10 نساء عمل على تجميع فتيات المنطقة وتوحيد منتوجاتهم المتمثلة أيضا في تحويل المنتوجات الفلاحية والنباتيّة إلى منتوجات استهلاكية بما جعلها تبرز اكثر للعيان.
الشيء نفسه تؤكّده إيمان صخراوي وهي احدى فتيات المجمع فتقول إنّها كانت تشتغل في منزلها على تحويل المنتوجات الفلاحية كالقمح والشعير الى مواد استهلاكية تقليدية وغيرها من المنتوجات الأخرى لكن اليوم وفي إطار المجمّع أضحت المنتوجات أكثر عرضا وطلبا، مبيّنة أنّ المجمع سيواصل نشاطه وتطوره بفضل إصرارها وزميلاتها المنخرطات فيه لاثبات وجودهن وافتكاك مكانتهن في الجهة رغم التحدّيات المرتبطة بالترويج والمرودوديّة.
بدورها تقول نائلة المصلبي إنّ المجامع جعلت المراة الفلاحة تستغني عن العمل العشوائي والعمل في السيارات غير المرخّصة أو بالأجر لدى الفلاحين لتصبح صاحبة مشروع وتحقق استقرارها المادي والنفسي والاجتماعي لها ولمحيطها إلى جانب استقلالها الإقتصادي يما يمكّنها من أن تكون فاعلة ومتكيفة مع الظروف المحلية .

التأهيل المهني والتسويق..

تعمل جلّ المجامع على توفيرالتكوين والمرافقة لفائدة النساء المنخرطات في السلامة الغذائية وتقنيات التحويل والتغليف والتسويق وتربية الماشية والدواجن ليتمكنّ لاحقا من بعث مشاريع خاصّة بهم .
وفي هذا الجانب برزت المجامع التنموية النسائية "رائدة" و "الريحان" والبطومات" وغيرها تعمل على تحسين ظروف النساء الريفيات بالتشجيع على المشاركة في الحلقات التكوينية والتأهيل المهني الخاص بتحويل المنتجات الفلاحية وتقديم حلول للتحديات المالية والتنظيمية إضافة إلى بروز أنشطة متنوعة مثل معارض ومهرجانات لترويج وتسويق المنتجات .
وتمّ في شهر مارس 2023 توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة والغرفة المهنيّة للمساحات التجاريّة الكبرى لتعزيز فرص نفاذ الناشطات بالمجامع التنمويّة إلى الأسواق وإتاحة فرص هامة لتسويق منتوجاتهم المجامع بالمساحات الكبرى مع التنصيص آنذاك على أنّ عدد المجامع التنمويّة النسائيّة الذي كان في حدود 121 مجمعا سنة 2020 قد ارتفع وأنّ الإقبال يشمل مختلف الفئات العمريّة النسائيّة لاسيّما صاحبات الشهادات الجامعيّة .
وفي هذا الجانب تؤكّد مجموعة من المنخرطات أنهن يواجهن صعوبات تتعلّق أساسا بالترويج والتسويق لمنتجاتهنّ وذكّرن بالاتفاقية الممضاة مع المساحات الكبرى التي رغم الحرص على تنفيذها الا انّها لم تساهم في حلّ إشكال التسويق لأسباب تتعلق بعضها بسوء التنسيق على مستوى جهوي.
كما تمّ التأكيد على أنّ العمل متواصل لدعم احداث هذه المجامع التنمويّة خلال فترة مخطط التنمية 2023-2025 بمعدّل 10 مجامع تنمويّة وباعتمادات تقدر بـ1 مليون دينار سنويّا .
من جهتها دعمت وزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن منذ سنة 2022 ،وفق آخر إحصائيات قدّمها رئيس ديوان وزيرة المرأة شهر أكتوبر 2025 أربعين مجمعا تنمويّا فلاحيا نسائيّا بـ 13 ولاية باعتمادات تقدر بأكثر من 2 مليون دينار لفائدة 1200 منخرطة.

وأكد المتحّث آنذاك أن الوزارة أطلقت برامج تعنى بالتمكين الاقتصادي للنساء على غرار البرنامج الوطني لريادة الاعمال النسائية والاستثمار "رائدات"، الذي موّل إلى حدود أوت 2025 حوالي 6000 مشروع نسائي ووفّر ما يقارب 12 ألف موطن شغل مباشر باعتمادات فاقت 50 مليون دينار قصد تشجيع المبادرة النسائية وتوفير التمويل والمرافقة لإنشاء مشاريع في مجالات متعدّدة منها الخدماتي والفلاحة البيولوجية والصناعات التقليدية والتّحويليّة والسياحة الريفية والتي مثّلت 14% من إجمالي المشاريع المسندة وبخمس الاعتمادات المخصصة للبرنامج.

ورغم أن المجامع التنموية بسيدي بوزيد مثّلت نقطة تحوّل في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة وتوفير موارد رزق لفتيات ونساء معتمديات سيدي بوزيد إلا أنّها تبقى ، وفق أبناء الجهة ، في حاجة إلى تنويع مصادر تمويلها وتكثيف جهود التثقيف والتوعية وتطوير هياكلها التنظيمية وكذلك تزويدها بالتجهيزات لبناء نماذج تنموية متميزة تسهم في تحقيق تنمية مستدامة متوازنة وشاملة وتوفر حياة كريمة للنساء المنخرطات فيها.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 318181


babnet
*.*.*