مسلسل "حرقة" على الوطنية 1 يكشف حقائق صادمة عن الهجرة السرية بمعالجة درامية فيها الكثير من الصور التوثيقية

وات -
يسلط مسلسل "حرقة" الذي تبثه قناة الوطنية 1 خلال شهر رمضان الضوء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية بمعالجة درامية تجعل المتفرج يتوقف عندها ويعمل على تفكيك شفراتها في الشكل والمضمون لاعتبارات منها ما هو متعلق بالرؤية الفنية للعمل ومنها ما يحيل الى الجانب التوثيقي الذي يختزل مشاهد هي اقرب الى الواقع منها للخيال باسلوب فيه الكثير من الحرفية الفنية ورغبة حقيقية لفريق العمل في التحسيس بقضية اجتماعية ظلت لسنوات عدة قيد المسكوت عنها.
وأصل الحكاية مجموعة من الاشخاص من فئات اجتماعية مختلفة ومشارب فكرية ونفسية متباينة يجمعها "شقف" لتنطلق حكاية حلم يسعى اصحابه لتحقيقه مهما كلفهم الامر حتى وان كان الثمن حياتهم من خلال المغامرة في هجرة غير شرعية في اتجاه ايطاليا النقطة الاقرب للسواحل التونسية لعلهم يتخلصون من اوجاع واقع جمع بين المرارة والياس والانكسار.
وأصل الحكاية مجموعة من الاشخاص من فئات اجتماعية مختلفة ومشارب فكرية ونفسية متباينة يجمعها "شقف" لتنطلق حكاية حلم يسعى اصحابه لتحقيقه مهما كلفهم الامر حتى وان كان الثمن حياتهم من خلال المغامرة في هجرة غير شرعية في اتجاه ايطاليا النقطة الاقرب للسواحل التونسية لعلهم يتخلصون من اوجاع واقع جمع بين المرارة والياس والانكسار.
لقد اختار المخرج لسعد الوسلاتي البحر ليكون الفضاء الرئيسي الذي تدور فيه احداث مسلسل "الحرقة" وهو اختيار ملزم له ولكل الممثلين المارين عبره ويعكس نوعا من التحدي غير المعهود لدى عموم المخرجين لكون القضية المطروحة اي الهجرة السرية مرتبطة بالبحر بشكل وثيق كحلقة اساسية من حلقات الدراما الفنية وهو ما يجعل العمل يحاكي الافلام الوثائقية في جديتها وتفاصيلها ولكن بمعالجة سينمائية بالاساس فعرض البحر والاحاسيس المتلاطمة مع امواجه واللحظات التي تسبق الموت هي ذاتها احاسيس الاهل وتحديدا الام والاب عندما يفتقدون فلذات اكبادهم ويجلسون على حافة البحر ينتظرون رفاتهم ..
"الحرقة " للاجساد نعم ولكن ايضا حرقة النفوس على شباب يبحث عن البديل لحياته في بلد لم يتمكن من تقديم الامل لابنائه او تصحيح مسارات العيش الكريم وهو ما حدى ب"نعمة" او الام وجيهة الجندوبي الى حث ابنها على ركوب الخطر والهجرة بصفة غير شرعية لعلها تخرج من بوتقة الفقر والتهميش او "هالة" عائشة بن احمد التي تجسد دور الام العزباء الباحثة عن ارض تتمكن فيها من العيش مع طفلها بعيدا عن احكام مجتمعها القاسية او شباب يائس يبحث عن فرص العمل والمال في مكان غير مكانه ..
المهم ان مسلسل "حرقة" وهو من انتاج التلفزة الوطنية تمكن من كسر القوالب الفنية الجاهزة التي كانت تحرك اغلب الاعمال الدرامية التونسية واهمها الخوض في مسائل انسانية وحياتية شديدة الارتباط بالواقع ولعل كاتب السيناريو والحوار عماد الدين الحكيم وجد مجالا واسعا للحديث بكل حرية عن قضية الهجرة غير الشرعية في شموليتها عبر التمهيد للاحداث وابراز الاسباب والدوافع ورسم الانفعالات والمواقف وتقديم النتائج بشكل يبدو اقرب للواقع منه لفانتازيا العمل الفني مع المخرج لسعد الوسلاتي الذي يبدو انه احتفظ باغلب عناصر عمله الدرامي السابق "المايسترو" من حيث الرؤية الفنية وادارة الممثلين وخاصة اعتماد التقنية السينمائية من اجل صورة ناطقة بالحياة تجسمت تحديدا في تصويره للحياة اليومية بالاحياء الشعبية .
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 224534