جمهور الحمامات يحتفي بنعمة ''لا ديفا'' الفنانة المبدعة ويستحضر 62 سنة من العطاء والحب

وات -
"ما أحلى الاغنية التونسية كلمة ولحنا فلا تجعلوها غريبة في تونس" هكذا قالت الفنانة "السيدة نعمة" في ليلة الاحتفاء بها في الحمامات.
كلمات اختزلت وفاء الفنانة نعمة وعشقها للاغنية التونسية فتركت للحاضرين وصية فنان في رصيده اثنين وستين سنة من العطاء وحب الجمهور.
كلمات اختزلت وفاء الفنانة نعمة وعشقها للاغنية التونسية فتركت للحاضرين وصية فنان في رصيده اثنين وستين سنة من العطاء وحب الجمهور.

ان يحتفي مهرجان الحمامات الدولي ووزارة الشؤون الثقافية بالفنانة نعمة بادرة حياها جمهور الحمامات فحضر بكثافة ادهشت الكثيرين.
جمهور بادل الفنانة نعمة الحب وهتف باسمها طويلا وصفق لها وردد اغانيها وتمايل على انغامها وقاطعها مرارا ليعبر عن حبه للفنانة النعمة، التي حضرت حفل تكريمها، و رددت بعضا من كلمات اغانيها.
جمهور غص به مسرح الهواء الطلق بالحمامات، جمهور عاود اللقاء بالفنانة واستعاد مسيرة فنانة زاخرة قدمت الكثير من الأغاني للمدونة التونسية ما تزال الى اليوم كالوشم مرسومة في قلوب جمهور "نعمة لا ديفا".
" ربي يفرحكم ويمتعكم بالصحة" هي كلمات على بساطتها خاطبت وجدان الجمهور الذي كان يتطلع لعباراتها عساه يلامس " ذاكرة فنية حية" ومسيرة فنانة نحتت اسمها برصيد لا يحصى من الاغاني التونسية " ام القد طويلة" و " اركزي عل الرملة" و الليلة يا ليل" و " حرمت بيك نعاسي".
تقول نعمة " مسيرتي انطلقت من الرشيدية مدرستي الاولى" غنت المالوف ورسمت مسيرة زاخرة واغان لاكبر الملحنين التونسيين : الشاذلي انور و محمد رضا وخميس ترنان ومحمد التريكي واحمد خير الدين.

نعمة حضرت حفل تكريمها رغم مرضها واصرت على ان تعاود اللقاء بجمهورها فالفنان يتنفس حب الجمهور ويعيش بصور لا تمحى من الحب المتبادل فتبعث فيها روحا جديدة لتحلق في سماء الحمامات وتعانق نسائمها فاذا الرحلة بين الماضي والحاضر واذا المتعة ترسم على وجوه الجمهور وتعزف على انغام تونسية اصيلة ما تزال الى اليوم " صامدة بصمود فنانة اختارت الوفاء للاغنية التونسية.
نعمة واسمها حليمة الشيخ ولدت بازمور من معتمدية قليبية.
عمرها 84 سنة وما تزال الى اليوم متيمة بالاغنية التونسية تشجع الفنانين وتوصيهم خيرا بالاغنية التونسية.
تستحضر صورا وحوارات وذكريات " فهي اليوم عنوان للفن التونسي الاصيل" والاحتفال بها كان رسالة لكل من " ظن انه يستصغر الاغنية التونسية و الالحان والكلمات التونسية" ليبحث عن نجاح من خارج البلاد". تتحدث نعمة فتقول " ثروتي التي لا تنضب حب الجمهور ان احضر اليوم حفلي فهو اكبر تتويج".
ان يبقى الفنان راسخا ومنحوتا في مخيلة جمهوره هو عنوان النجاح و " الخلود بصدق الكلمة وبالاخلاص في الاداء" فهي اليوم وان "غنت ما عندي والي" التي استعادتها الفنانة سلاف وهي تمسك يدها فكل الجمهور واليها".

الاحتفاء بنعمة في حفلها " اثثه عبد الستار عمامو يحكي ويحاكي مسيرة فنية يروي ادق تفاصيلها ويلخص سنواتها فاذا الحكواتي يرسم بطرافة اسلوبه وحنيته مسيرة مبدعة واحياه فنانون كبار حكي حاكي مجموعة من الفنانين من بينهم سلاف والبشير السالمي على الكمان و نوال غشام و نور الدين الباجي وعبد الوهاب الحناشي ومحسن الرايس وجيل جديد من الفنانين من بينهم سفيان الزايدي و فؤاد بالشيخ و ليلى حجيج وآية دغنوج وراقية ناصر .
تذكرت الفنانة نعمة محطات من مسيرتها في تونس والمغرب ومصر واستحضرت اغنية "فينك يا غالي" التي لحنها محمد الجموسي وغنتها لاول مرة الفنانة المصرية شافية احمد ورفض بعد ذلك ان لا يسمعها الا بصوت نعمة نظرا لتميزها في غنائها.
المبدع التونسي محمد زمنتر من جهته جمع جزءا من اغانيها و اهداها 620 اغنية عساه يساهم بدوره في تكريمها.
"عيني شافتك خنتينا ... قداش نصبر قداش نصبر " كلمات احدى اشهر اغانيها رددتها بصوت فيه غصة اختلطت بغبطة فتقول " انا محموصة لان اغاني لم تعد تسمع اليوم" وتضيف " الا تعلموا ان حبي لجمهوري ولتونس هو الخيط الذي ما زال يربطني بالحياة".

سهرة الاحتفاء التي تواصلت الى الواحدة والنصف صباحا وسحرت الجمهور الذي رفض مغادرة المدارج عساه يشبع جوعا ويروي تعطشا الى الموسيقى التونسية الاصيلة سهرة لم تقف عند نوتة حزينة بل انها توجت باحدى اشهر اغاني نعمة " اليلة عيد الليلة عيد".
وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين قال ان "الاحتفاء بالفنانة نعمة هو احتفاء بمدونة نعمة الفنانة المبدعة في سهرة النوستالجيا التي ملئت محبة ليغني اجيال من الفنانين موروث نعمة وتراثها" مبرزا ان برمجة الاحتفاء بنعمة في مهرجان الحمامات الدولي هو " اعتراف بالجميل لمن اسس الاغنية التونسية وبناة الذائقة التونسية".
ويضيف "الاحتفاء بنعمة هو واجب واعتراف بالمكانة الكبيرة لهذه الفنانة التي تركت ارثا فنيا لتونس يجب العمل على صونه وتعهده وتداوله ليبقى حيا في الذاكرة الثقافية الوطنية".
اختتم حفل الاحتفاء بالفنانة نعمة بهالة من التصفيق وبتدافع اعداد من الحاضرين عساه يفوز بصورة مع الفنانة نعمة وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة وقالت " الحمد لله على نجاح هذا الحفل فقد اغدق علي كل الحاضرين محبة أنستني مرضي ولن انسى بأن أوصيكم بالمحافظة على الاغنية التونسية فهي هويتنا و روحنا وهي الحاضر والماضي والمستقبل".
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 186358