ضحية مركب الموت بجزيرة قرقنة .. ذاكر ابن منطقة الدندان.. من أنياب الفقر إلى فم البحر الغادر

باب نات -
/تحرير نعيمة عويشاوي/- " الليلة آخر ليلة في إفريقيا"، كانت هذه آخر تدوينات ذاكر المناعي على حسابه في الفايسبوك، هذا الشاب البالغ من العمر 29 عاما، ابن حي 3 اوت "الفراشيش " بالدندان، انتهى به حلم الوصول إلى الضفة الاخرى غريقا بمركب الهجرة السرية بعرض سواحل جزيرة قرقنة السبت الماضي.. هذا الخبر نزل كالصاعقة على العائلة التي ودعت ابنها الاكبر يوم الجمعة المنقضي بعد أن شاركهم "لمّة" ليلة النصف من شهر رمضان، ولم يعد من يومها، وكان هاتفه مغلقا، وقد علموا بعد ساعات أنه في قرقنة، وأن المركب شد الرحال في غياهب البحر باتجاه ايطاليا ونحو الحلم الذي لطالما راوده وأغلب شباب الحي.
رحلة لم تدم طويلا لتصبح العنوان الابرز للأخبار في مختلف وسائل الاعلام بإعلان غرق المركب وهلاك أغلب "الحراقة" الذين امتطوه.. هنا دق ناقوس الخطر في عائلة المناعي واختلطت مشاعر الالم بالأمل خاصة بعد انتشار خبر نجاة بعض الشباب من المركب... وبالوصول الى قرقنة والتعرف على هويات عدد من الضحايا كانت الصدمة بالتعرف على جثمانه وجلبه الى مدينة الدندان، حيث ووري الثرى بعد ظهر اليوم الثلاثاء إلى مقبرة المكان وسط حالة من التأثر العميق لأهله وأقاربه وأصدقائه.
رحلة لم تدم طويلا لتصبح العنوان الابرز للأخبار في مختلف وسائل الاعلام بإعلان غرق المركب وهلاك أغلب "الحراقة" الذين امتطوه.. هنا دق ناقوس الخطر في عائلة المناعي واختلطت مشاعر الالم بالأمل خاصة بعد انتشار خبر نجاة بعض الشباب من المركب... وبالوصول الى قرقنة والتعرف على هويات عدد من الضحايا كانت الصدمة بالتعرف على جثمانه وجلبه الى مدينة الدندان، حيث ووري الثرى بعد ظهر اليوم الثلاثاء إلى مقبرة المكان وسط حالة من التأثر العميق لأهله وأقاربه وأصدقائه.
لاشيء كان يدل على أنه كان ينوي الرحيل أو السفر، ولا معلومة كانت تؤكد اتفاقه مع أي طرف "للحرقان" إلى ايطاليا، هذا ما صرحت به والدته ربح الرحيمي لمراسلة (وات) بمنوبة، مضيفة ان ابنها وله مستوى باكالوريا، كان انقطع عن الدراسة، وامتهن عديد الاعمال اليومية، لكن الحظ لم يحالفه، وأوصدت أمامه الابواب في كل مرة حاول فيها طرقها من أجل تحصيل أجر قار وضمان عيش كريم... فمن أشغال البناء، إلى دهان، إلى عون حراسة، عجز ذاكر عن الاستقرار في مهنة تدر عليه دخلا قارا، مع توقه للافضل خصوصا وأنه أكبر إخوته، وعليه مساعدة والده وأشقائه.
وقد رسخ في ذهن ذاكر أن هذا الافضل لن يتحقق إلا بعد عبور البحر الأبيض المتوسط بحثا عن حياة جديدة في أوروبا ... ردد ذلك مرار وتكررا فكان رد الام والعائلة في كل مرة بان "الحرقان" مغامرة قد تنتهي بالموت ليرد بأن الموت قدر، وأنه ميت لا محالة إن قدّر له ذلك .. في البحر أو في البر، حسب ما صرحت الام الملتاعة.
من أنياب الفقر والعوز إلى فم البحر الغادر
هكذا كان مصير ذاكر، وسط نفي تام من أفراد العائلة علمهم بنيته تنفيذ عملية "حرقان" في ذلك التاريخ والموعد المشؤوم، وبالأطراف التي قد يكون اتفق معها، ولا بمصدر المال الذي قد يكون دفعه مقابل الخيار القاتل الذي أعاده إليهم جثة هامدة في صندوق موتى بعد ساعات فقط من امتطائه مركب الموت.
شقيقه سيف الدين المناعي يؤكد أنه علم بالفاجعة بعد وقوعها بحكم عمله في إحدى مدن الجنوب التونسي، وأنه صدم كغيره من أفراد العائلة، معتبرا أن حلم الهجرة يسكن مخيلة أغلب شباب الحي الغارق في البطالة والفقر وقلة ذات اليد، ولذلك يصبح الوصول إلى السواحل الايطالية هو طريق الخلاص الوحيد، باعتقادهم، من معاناة الفقر والتهميش ومن شبح البطالة.
وتأمل العائلة والأقارب أن تكون مصيبة غرق ابنهم درسا لشباب المنطقة ولشباب مختلف جهات الجمهورية يقيهم من الدفع بأنفسهم إلى الموت، ومن الوقوع ضحية استهتار السماسرة الذين يتآمرون على مصير الشباب المتهافت على السفر، مطالبين بمحاسبة المتسببين في الفاجعة التي راح ضحيتها عشرات الشبان اليافعين وبعدم الاقتصار على التصدي لقوارب الموت، والعمل على دعم برامج التشغيل للشباب.
وكانت العائلة قد تقبلت واجب العزاء في مصابهم الجلل من وزير النقل، رضوان عيارة، ومن والي منوبة احمد السماوي.
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 162933