فلاحون يتذمرون من شح اليد العاملة

باب نات -
في ظل ندرة اليد العاملة الفلاحية وعزوفها عن العمل رغم العائدات المالية المحترمة، فان اللجوء الى الميكنة الفلاحية والتعويل على الآلات العصرية يظل الحل الأمثل لمواصلة النشاط الفلاحي.
بهذه العبارات وبنبرة من التحسر لخص عمر الشتيوي فلاح في قطاع الزياتين معاناته مع اليد العاملة خاصة عند توفر صابة متميزة على غرار الموسم الفلاحي الحالي.
بهذه العبارات وبنبرة من التحسر لخص عمر الشتيوي فلاح في قطاع الزياتين معاناته مع اليد العاملة خاصة عند توفر صابة متميزة على غرار الموسم الفلاحي الحالي.
ويقول الشتيوي في حوار مع (وات) على هامش الدورة الثالثة عشرة للصالون الدولي للفلاحة والالات الفلاحية والصيد البحري 2017 أنه "ذاق الأمرين جراء العزوف عن العمل الفلاحي على الرغم من أنه يدر عائدات مالية محترمة جدا تصل الى حدود 100 دينار يوميا".
ويقف الفلاح الخمسيني أمام جناح مختص في بيع الآلات الفلاحية الجديدة في مجال جني الزيتون ويشاهد صور الفيديو، التي تظهر طريقة الجني معبرا عن انبهاره لما وصلت إليه التكنولوجيات الحديثة.
والتفت عمر الشتيوي الى زميله فلاح اخر قائلا "لا خيار سوى الميكنة الفلاحية لتغنينا عن الصعوبات التي تعترضنا في صابة زيتون واللهث وراء اليد العالمة".
ويعرف جناح الميكنة الفلاحية في الصالون اقبالا مكثفا من الفلاحين والمنتجين، الذين توافدوا بأعداد كبيرة من أجل الإطلاع على أحدث الآلات وخاصة التقنيات الفلاحية المتطورة التي بدأت تدخل السوق التونسية في السنوات الثلاث الماضية". وعلى امتداد الجناح الخاص بالآلات الفلاحية انتشر الفلاحون ليعاينوا الآلات، التي يرونها قادرة على تعصير مستغلاتهم الفلاحية وتطويرها.
وتركز اهتمامهم على الجرارات الجديدة المعروضة من طرف الشركات المختصة في هذا الصنف من الالات الموردة أساسا من فرنسا وإيطاليا، متسائلين عن طرق تعديل الجرارات والالات وفق التضاريس والتربة في تونس.
ويشدد عمر الشتيوي الذي يملك قطعة ارض تمسح 86 هكتارا في مدينة الوردانين (ولاية المنستير) في حديثه على أهمية الميكنة الفلاحية كحل جذري لوقف الإشكاليات المتعلقة بندرة اليد العاملة داعيا الى مزيد سن التشجيعات والحوافز لاعتماد الالات والتقنيات المتطورة.
كما أثار مسألة الشروط المجحفة، التي يفرضها العمّال عند حلول موعد الصابة وجني المحصول من ذلك اشتراط الحصول على ما اسماه "بالصفقة" عوض الحصول على أجرة يومية تتراوح بين 25 و40 دينارا لكي يرتفع المردود المالي الى نحو مائة دينار في اليوم.
ويوافق الفلاح نور الدين نادري موقف عمر الشتيوي معاناته مع اليد العاملة التي أضحت من وجهة نظره "عملة نادرة" وبين هذا الفلاح، الذي ينشط في قطاع الزياتين في ولاية مدنين أنه يعاني كثيرا من اليد العاملة، التي لم تعد متوفرة لا بالأعداد الكافية ولا بالكفاءة المرجوة.
ويقول نور الدين نادري أنه في حال اقتنائه الالات الجديدة فإنه سيجمع صابته في ظرف أسبوعين بدل من ثلاثة أشهر سابقا.
كما أعرب عدد من الفلاحين عن استعدادهم لإنهاء معاناة شح اليد العاملة من خلال الاشتراك لشراء الة لجني الصابة وتقاسم الأعباء المالية.
وتتراوح أسعار الالات الجديد بين 90 و700 ألف دينار حسب درجة الجني وسرعتها ونجاعتها.كما يمكن لهذه الالات ان تعوض 5 عمال يشتغلون كامل اليوم لجني معدل 150 كلغ من الزيتون.
يذكر أن موسم جني الزيتون قد إنطلق منذ يومين وتشير المعطيات الرسمية بأن الإنتاج الوطني من زيت الزيتون سيكون قياسيا اذ ستتراوح الصابة بين 250 و300 الف طن.
م/محرز
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 150248