بصراحة لا أعتقد بأنه خلاف بين إخوة داخل عائلة واحدة .. تأسس مجلس دول الخليج لصد التهديد الايراني أيام صدام حسين (عليه رحمة الله ).. التهديد الذي تصوره ذلك الوقت كان واضح (غزو ، حرب ضد دول الخليج ).. اليوم ما هو التهديد الايراني ؟
- إذا كان الحد من النفوذ الايراني داخل منطقة الشرق الأوسط و الحد من التمدد الشيعي داخل الدول العربية .. فهذا حاصل و لا عودة عليه ، و يجب تعلم الحياة معه . سواء كان في سوريا ، العراق ، اليمن .. أما في لبنان فهو من المشهد الوطني اللبناني ..
- إذا كان الخطر الايراني هو ربما غزو أو حرب ضد دول الخلج الستة أو احداها .. فحكام إيران ليسوا مهبولين .. إيران لها علاقات قوية إقتصاديا مع الامارات ، كذلك مع قطر .. لا شيء يمنعها أن يكون لها علاقات قوية مع الكويت ، و الكويت لا تخاف إيران . حتى البحرين، كحكومة ، يمكن أن تعيد حساباتها داخل مجتمعها ، و النظام السياسي البحريني يمكن أن يحتضن الطائفة الشيعية (كمسحة تجديدية لوجهه) و حتى يتحول لإمارة ذات دستور جديد (مدني ) مع مراعاة بعض المصالح
للعائلة الحاكمة ؛ و بذلك البحرين تصبح أقوى مما هي عليه الآن ، و حتى تفرض نفسها على السعودية ... خاصة و أن عائلة آل سعود ذاهبة في التطبيع مع إسرائيل .. فمن الأحسن (أمنا و إستقرارا ) لديها أن تتخلى عن السعودية ...

ثم في المشهد الشرق أوسطي قوتان إقليمياتان (تركيا و إيران ) لهم علاقات أكثر من إستراتيجية (بل وجدية ) ، إيران تستحق تركيا 100% ، كذلك تركيا تستحق إيران 100%. و هذه معادلة جديدة حقيقية و سيقع تدعيمها من طرف الدولتين .


و بذلك هناك تشكلات جديدة ستفرض نفسها في المنطقة (محور قطر تركيا إيران عمان ) ثم الكويت و البحرين سيجدون كثير من الدعم .. محور السعودية الامارات و يمن جديد و مصر و إسرائيل .. لكن الخاسر الكبير هنا هي السعودية ، لسببين إثنين :
- الامارات ليس فيها ثقة أبدا ، تخون كما تريد ، لها قوة إختراق ، ثم هي سوف لا تعادي إيران ،
- السعودية بالتطبيع حتى الجزئي مع إسرائيل سوف تخسر الضمير العربي نهائيا.

كم سيكون ثمن هذا التشكل الجديد في المنطقة (خاصة بالنسبة للشعوب)؟ لست أدري .. لكن الأكيد هو أن مجلس التعاون الخليجي سوف لا يبقى مدة طويلة كما هو .

قطر دولة عضو في منظمة التجارة العالمية (OMC)، ليس لها مشكل في التجارة مع إسرائيل .. و هذا موجود ، و لا يمنعها من مساندة المقاومة الفلسطينية . ثم القضية السورية دخلت في منحى آخر ، و لا تشكل قائق بين تركيا و إيران .. الدولتان كقوة إقليمية سوف يجدون المعادلة التي لا تتعارض مع المصالح الكبرى لكليهما .. و الذي يهم إيران في سوريا ليس الأسد بالذات .

العناوين المزيفة التي تخرج من أفواه الحكام العرب هي التي حطمت شعوبها وكلفت قرون من المهازل والتقهقر، كلهم يعانقون البعض ويبالغون في كلمة الاخوة التي لا نجدها حتى بين أمراء إخوة من نفس الأب والؤم الذين يتقاتلون على السلطة بالخيانة والغدرة وكل يخشى بعضهم البعض.
ويصلوا حتى لطلب النجدة من أعدائهم لمساعدتهم على التخلص من اخيه او حتى أبيه.

اللهم استر المسلمين منهم وخلصنا منهم