في المنستير : تراجع إعداد الحلويات التونسية في المنازل والإقبال على شرائها من المحلات التجارية

<img src=http://www.babnet.net/images/6/baklawa.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - توافد العديد من الرجال والنساء، منذ الصباح الباكر ليوم السبت، على أحد المحلات المختصة في صنع الحلويات التونسية بالحي الرابع بالمنستير لشراء حلويات العيد، واصطف الجميع الواحد وراء الآخر كلّ حسب وقت وصوله إلى المحل، فهذا يريد البعض من البقلاوة والغريبة وكعك الورقة، وتلك طلبت مجموعة مشكلة من بقلاوة الباي وكعابر اللوز، وآخر سيقتني ما تيسر من "البشكوتو" والغريبة و"حلو اللوز" وككعك الورقة والبجاوية والبقلاوة .

وأكدت إحدى الحريفات لمراسلة (وات) أنّ الأسعار ارتفعت مقارنة بالسنة الفارطة من ذلك ارتفاع سعر "حلو اللوز المخلط" الذي أصبح يتراوح سعره بين 35 و40 دينار مقابل 30 د في السنة الفارطة، مشيرة إلى أنها تخصص عادة بين 150د و200 دينار لإعداد ولشراء حلويات العيد.

...

كما أكدت نجوى المرشاوي أستاذة وباحثة، بدورها، على ارتفاع أسعار الحلويات مقارنة بالسنة الفارطة، معتبرة أنّ إعداد الحلويات في البيت أقل كلفة من شرائها جاهزة، علاوة على أنّها فرصة لإحدى بناتها لتعلم إعدادها ضمن أجواء عائلية بمساعدة خالتها وجدتها، وقالت إنها تخصص مبلغ 100 دينار تقريبا لشراء حلويات العيد ، وهو نفس المبلغ الذي يخصصه الاستاذ الجامعي أحمد حيزم لحلويات العيد، معتبرا أنّ العديد من الناس يقبلون على الشراء بشكل غير معقلن إذ هم "يأكلون بالذاكرة وبأقوال الناس" بحسب رأيه.

وليس بعيدا عن الحي الرابع يقع حيّ السعادة حيث يوجد محل لصنع الحلويات التونسية أكدت صاحبته لمراسلة (وات) بأنّ الأهالي في المنستير يقبلون خلال العيد بكثافة على شراء "الكيزاطة" التي تعد بالعجين واللوز والمحبذة جدّا لديهم إلى جانب كعك الورقة والبقلاوة والغريبة والدبلة.
وشاطرها هذا الرأي مكوّن في مجال المرطبات وصاحب محل لصنع الحلويات التونسية، الذي قال إنه سجل في محله إقبالا من التونسيين على شراء مختلف أنواع الحلويات التونسية كالغريبة بالحمص والغريبة بالدرع وغريبة السميد والفاكهة الجافة وغريبة بالفستق وغريبة بالبوفريوة والبجاوية.

ويرى هذا المختص في الحلويات أنّ الأسعار في متناول الجميع وحافظت عموما على أسعار العيد الماضي، رغم ارتفاع سعر الفواكه الجافة بشكل مشط وهي من المكونات الرئيسية في صنع الحلويات، من ذلك أن سعر الكيلو الواحد من البندق بالجملة وصل إلى 110 دينار والبوفريوة إلى 32 دينار بسعر الجملة.
من جهتها أكدت المديرة الجهوية للتجارة بالمنستير، سهام مبروك، لـ(وات) أنّ الحلويات التقليدية متوفرة وبالجودة المطلوبة، مشيرة إلى أن الأسعار حافظت على نفس النسق مقارنة بذات الفترة من السنة الفارطة،غير أنه تم تسجيل ارتفاع نسبي في أسعار الفواكه الجافة.
وأفادت بأنه، ومنذ بداية رمضان، تم رفع 22 مخالفة إقتصادية في مجال المرطبات وصنع الحلويات التقليدية مقابل 17 مخالفة في ذات الفترة من السنة الماضية، وتعلقت هذه المخالفات بعدم إشهار الأسعار، وبعدم إعلام المستهلك بتركيبة المنتوج علاوة على حجز 200 كلغ من العجين الفاسد و100 كلغ من "عسل الشحور" غير صالح للاستهلاك و120 بيضة غير صالحة للاستهلاك لانتهاء تاريخ صلوحيتها.
وكما تعيش مدينة المنستير على غرار العديد من المدن التونسية على أجواء تقاليد إعداد أو شراء حلويات العيد، هناك عادة شراء "الفاكية" وهي التسمية الشعبية للفواكه الجافة، والتي توضع على طاولة الإفطار يوم العيد في جلّ البيوت في المنستير، إلى جانب الحوت المالح والحلويات التونسية التقليدية.
وأشهر مكان في المدينة العتيقة بالمنستير هو باب الغربي الذي يعدّ قبلة المواطنين للتزود بشتى أنواع الفواكه الجافة إلى ساعة متأخرة من ليلة العيد.
وقد سجلت أسعار هذه الفواكه ارتفاعا مقارنة بالسنة الماضية، وفق ما أكده لمراسلة (وات) أحد الباعة في هذا المكان.
وتحاول العديد من الأسر التونسية المحافظة على هذه التقاليد التونسية وعلى أجواء العيد في البيوت وفي المدينة، غير أنّ البعض يجد صعوبة في ذلك، وقد يخيّل إليه أنّ الأمر أصبح بعيد المنال، من ذلك إيناس حمدى وهي من مواليد 1983 إلتقيناها أمام نقطة عارض للحلويات التونسية التقليدية ضمن الأيام التجارية بالمنستير.
هذه الفتاة تعتبر أنّ الأجواء التي عرفتها في الثمانينات لم تعدّ موجودة الآن، وأنّ نسق الحياة تغيّر إلى نسق "الفاست فود"، حسب رأيها، فأجواء اللمة العائلية لصنع حلويات العيد أو أجواء رمضان أو العيد عامة لم يعد لها طعم، وفق قولها، غير أنّ العديدين قد يخالفونها الرأي باعتبار أنّ الكل بامكانه أن يعمل على إحياء الأجواء التونسية الأصيلة بما هو متاح له من إمكانيات مهما كانت بسيطة.
تم



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 144518

Falfoul  (Tunisia)  |Dimanche 25 Juin 2017 à 14h 44m |           
انه عصر المادية الحيوانية و انهيار القيم .... كيف الخروج من هذا المستنقع .... مجتمع الإستهلاك قتل روح الأمة ...

Falfoul  (Tunisia)  |Dimanche 25 Juin 2017 à 14h 35m |           
مساكن التوانسة ضيعو أصولهم و بقاو يجريو وراء القشور ...
ماشي فيبالهم جدودهم كانو يصنعو الحلويات في المنزل من أجل الأكل فقط ...
نساو اللي الأساس هو التواصل بين الناس و التعايش و توطيد العلاقات الإجتماعية و العائلية هي الأساس ... الحلوة ما هي إلا ذريعة لما هو أهم ... لقد أسمعت ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي
قبل كان صنع حلويات العيد يتم تقريبا في العشر الأواخر من رمضان و كان النساء يتعاون كل ليلة في منزل و كانت الأجواء احتفالية و يوم العيد يقع تبادل الحلويات و زيارة الجيران و تهنئتهم بالعيد .
و الآن كل واحد يشري الحلو يخبيه و يدز يحشي في الحلويات في كرشو حتى يطلعلو السكر
الحاصيلو بلادنا ولات تعيف ...


babnet
All Radio in One    
*.*.*