المتسوّل و بائع المعدنوس

حسان لوكيل
في العادة نجد من يتسوّل أمام المساجد و قرب محطات الميترو و في الساحات العامة لكن أن تجد متسوّلا يخاطبك عن طريق صفحات الفايسبوك أو عن طريق قناته التلفزية الخاصة فهذا إبداع إعلامي و تكنولوجي و خلق لنظرية إعلامية جديدة قد نطلق عليها الإتصال التسوّلي .
في العادة نجد من يتسوّل أمام المساجد و قرب محطات الميترو و في الساحات العامة لكن أن تجد متسوّلا يخاطبك عن طريق صفحات الفايسبوك أو عن طريق قناته التلفزية الخاصة فهذا إبداع إعلامي و تكنولوجي و خلق لنظرية إعلامية جديدة قد نطلق عليها الإتصال التسوّلي .
الطاهر بن حسين أو الطاهر شحاذة كما أصبح يحلو للبعض تسميته أطلق حملة تسوّليّة للخروج بقناته الحوار التونسي من ضائقتها المالية التى يدّعى أن الحكومة تقف وراءها .
فالحكومة حسب سيّد شحاذة تركت كل مشاكل البلاد من السياسي إلى الإقتصادي و الإجتماعي و تركّز فقط على كيفية كتم صوت الحرية المتجسّد في قناة الحوار قناة الشعب الأكثر مشاهدة في تونس بعد روتانا سينما .
البعض يقول أن هذه القناة كانت صوت المعارضة و لم تنتظر 14 جانفى - كما لم تنتظره قناة حنبعل- لكن الحقيقة هي أن جزء كبيرا من المعارضة قبل 14 جانفى كان يموّله بن علي و يتحرّك بأمر منه و الأمثلة كثيرة على ذلك أما البقية فكانت مهجّرة أو في السجون .

حتى أن الإعلامي في قناة حنبعل سمير الوافى كتب مرّة على صفحته على الفايسبوك

كثيرون لا يعرفون الطاهر بن حسين و ربما كان من المناضلين الأشاوس و البواسل في مواجهة بن علي و نظامه لكن الشعب التونسي اليوم يعرف بن حسين فقط باحتقاره لضعاف الحال و الفقراء و ذلك من خلال تهكّمه على وزير التعليم العالى المنصف بن سالم لبيعه المعدنوس قبل أن يصبح وزيرا و قال في أحد التصريحات التلفزية حرفيا حتى الى يبيع المعدنوس فتح قناة في إشارة الى قناة الزيتونة التى يملكها ابن المنصف بن سالم .
و يجب أن نقول أنه بغض النظر عن آدائه صلب حكومة الترويكا فالحقيقة باختصار هي أن المنصف بن سالم قصّة كفاح و كتاب مليئ بصفحات التحدى و التمسّك بقيم و مبادئ النضال و الشرف حتى لو خصّص بن حسين قناته لحجبها .
بن حسين أصبح يعرفه التونسيون أيضا من خلال عدائه لمظاهر التديّن حيث أنه يعتبر حجاب المرأة المسلمة شكيمة بهيمة يعزلها عن العالم و يقلّل من إنسانيتها .
هذا الشحّاذ عرّف نفسه للتونسيين من خلال موقفين يعكسان مستواه الأخلاقى و القيمي و يقدمانه نموذجا لكره الإسلاميين و الحقد عليهم والرغبة في إرجاعهم إلى السجون و هذا كان واضحا في مسيرة السبت التى ساندها حزبه نداء تونس .
للأسف هذا الفكر الإقصائى و الإستئصالى من أكثر الأشياء التى نجح بن علي في غرسها بمساعدة يسار لاديمقراطى انتهازي و يبقى الأمل في أن تغلب روح الوفاق قائما لذلك ندعو الله أن ينقى القلوب من الكره و الحقد و البغضاء و يطهّر الأذهان من الأفكار النجسة و النوايا السيئة عسى أن يتعايش الإسلامي و اليساري بسلام و يصبح بالأخص الطاهر طاهرا .
Comments
19 de 19 commentaires pour l'article 60941