فلول نظام بن علي ينتحلون السلفية الجهادية

<img src=http://www.babnet.net/images/8/fouloulll.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عادل السمعلي

تواترت في الآونة الأخيرة بتونس أحداث حرق ونهب طالت بصفة حصرية الزوايا و مقامات أولياء الله الصالحين بمختلف المدن التونسية حتى بلغ عددها العشرات ومن أشهرها مقام السيدة المنوبية ومقام الولي الصالح سيدي أبي سعيد الباجي بالضاحية الشمالية بتونس العاصمة

.وبقطع النظر عن موقفنا من هذه المقامات وممارسة البعض لأعمال الشعوذة والدروشة داخلها فإن اعتقادنا راسخ أن هذه الأعمال العنيفة المنسوبة إعلاميا لتيار السلفية الوهابية أو الجهادية إنما هي من تخطيط وفعل قاعات العمليات المركزية للثورة المضادة المكونة أساسا من فلول نظام الجنرال بن علي و التي لا علاقة لها لا بالسلفية ولا بالتيارات الدينية وهي تنتحل هذه الصفة بطريقة خبيثة وماكرة و تعمل منذ هروب المخلوع على إرباك الوضع الأمني وإحداث انفلاتات بغاية إعادة خلط الأوراق السياسية.



إن أتباع الجنرال الهارب يعتمدون على خطة انقلابية تتكون من محورين أولهما إدخال الشك والبلبلة في نفوس التونسيين بهذه العمليات المنظمة وثانيهما تتعلق ببعث رسالة للخارج وللدول الكبرى مفادها أن تونس ما بعد الثورة تسير في طريق يؤدي للإرهاب ولسيطرة الجماعات السلفية، وهي بذلك تستجدي الخارج حتى يتدخل و يضع حدا للمسار الانتقالي في تونس وهذه الحقيقة ليست رجما بالغيب بل صرح بها أكثر من سياسي وإعلامي محسوب على النظام السابق وكانوا كثيرا ما يستحضرون النموذج الجزائري في بداية التسعينات ( إنقلاب الجيش على نتائج الإنتخابات).

إن التونسيين يعلمون جيدا أن كثيرا من اللحى نبتت بعد 14 يناير تاريخ هروب الجنرال وأن العديد من الأقمصة السلفية لبست بعد هذا التاريخ وأن ذلك يعد بمثابة عملية إعادة تموقع للنظام السابق داخل تيار السلفية العنيفة لممارسة عمليات التخريب تحت مسميات سلفية تبعد عنه الشبهة، ومثل هذه العمليات تفكرنا بما حدث في البصرة بالعراق إثر الإحتلال الأمريكي حيث قبض على مخبرين إنجليز بالزي العراقي التقليدي محمّلين بالمتفجرات لاستهداف مساجد السنة من جهة ومساجد الشيعة من جهة أخرى تطبيقا للقولة الإستعمارية المشهورة : فرق تسد.

فإذا علمنا أن عدد المساجد في تونس يبلغ أكثر من خمسة آلاف مسجد وأن نظام بن علي كان يضع على كل مسجد ما بين إثنين وثلاثة مخبرين يحملون السمت الديني (لحية، قميص،...إلخ) فإن عدد المخبرين لن يكون أقل من 10.000 شخص نضيف إليهم بعض المجرمين ومساجين الحق العام الذين يقع إستعمالهم مقابل المال الأسود لنجد أنفسنا أمام عصابات وفرق بلطجية منظمة وتعمل وفق مخططات تخريبية لبلوغ أهداف سياسية.

إن قاعة عمليات الثورة المضادة تعمل على قيادة الصراع في تونس من خلال انتحال صفة السلفية القتالية التي لا تؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي على السلطة و تتبنى العنف كوسيلة وحيدة للتغيير وهذان صفتان تتقاطع فيها السلفية مع أزلام حزب الدستور وهو الحزب الفاشي الذي هيمن على البلاد لمدة تزيد عن نصف قرن اعتمادا على عنف أجهزة الدولة وميليشياته وعلى إحتكار السلطة لنفسه بطريقة حصرية لا تقبل التنازل أو حتى مجرد المشاركة في الحكم( حكم مدى الحياة).

إن نظام بن علي كان يعتمد على آلاف مؤلفة من المخبرين والجواسيس المكلفين باختراق التيارات الدينية وكتابة التقارير عن نشاطاتهم وتحركاتهم سواءا داخل المساجد أو خارجها، فالنظام الديكتاتوري القهري يعلم جيدا أنه لا قوة سياسية حقيقية في البلاد إلا التيارات الاسلامية بشتى اختلافاتها ولذلك كانت العقيدة الأمنية مرتكزة على استهداف التيار الديني خاصة وأن النظام نجح في احتواء التيارات الليبرالية والعلمانية واليسارية وتمكن من ترويضها بسهولة عن طريق منح عدد من أفرادها مناصب جامعية كما أنه أدمج بعضهم في البرلمان من خلال نسبة ثابتة (20%) مهما كانت نتائج الانتخابات المزوّرة أصلا وهم يعلمون ذلك، وبذلك أعطى نموذجا لتعددية برلمانية صورية ومزيفة لإسكات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان المطالبة بالانفتاح السياسي.

إن فلول نظام بن علي هم الذين يخططون بدقة لأعمال العنف والتخريب ثم يعتمدون على ذراعهم الإعلامي المكون من فضائيات وإذاعات لتغطية هذه الأحداث بطريقة تثير الريبة حول العمليات المنظمة سلفا بإتقان حتى أننا شهدنا تغطية إعلامية مباشرة لهذه الأحداث وكأنها مقابلة في كرة القدم مما يطرح التساؤل حول التنسيق المسبق بين العقل المدبر لعمليات الحرق والنهب وبين بعض وسائل الإعلام المملوكة سابقا لأقرباء وأصهار الرئيس المخلوع


Comments


19 de 19 commentaires pour l'article 59646

Lapravda  (Switzerland)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 22:35           
Ya en marre de ces sous developpes de ligue de destruction de la revolution! il n y a aucun pays democratique qui laisse des milices se substituer et a l etat et au droit . en somalie il ya des milices et du terrorisme. ennahdha a engendré et mis en place un monstre et un systeme et maintenant le ministre de la justice parle de hybat eddouala ! kal! vous l avez mise p,us bas que terre haybat edawla! eddawla ou des milices agissent a la place de l
etat n est pas une dwla! degagez vite on veut des gens developpes pour s occuper de l economie !

Averti22  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 19:49           
اصاب الاستاذ السمعلي في توصيفه ووضع الاصبع عما يهدد الاستقرار الذي لا يرضي من يخشون المحاسبة والعدالة الانتقالية. ففلول التجمع ومن يسايرهم من يسار عدمي يسهرون على تصور وحبك الخطط التخريبية بواسطة مخبري الماضي و جلهم من مجرمي الحق العام باغداق المال عليهم لكن لا احد من كل هؤلاء يستطيع اعادة عقارب الساعة للوراء باعتبار القناعة الراسخة وشبه الاجماع من ان اصل البلية ونكبات الماضي هم من حكموا لاكثر من خمسين سنة. ولننتظر مزيدا من الاعمال التخريبية
والتدميرية للاقتصاد اساسا لان ضرب مقامات الاولياء يعني فتنة بين الحساسيات الاسلامية وهو الوضع الذي ينفر الاستثمار ويبحث عنه فلول وازلام ومرتزقة النظام البائد بمن فيهم اعلام العار. وهذا يعني سقوط الحكومة ورجوع اللصوص في ثوب المنقذ والمخلص.وهو ما يفسر اصرار هؤلاء على ابادة روابط حماية الثورة والقضاء على السلفيين باعتبارهم حماة الثورة والقوة المعنوية التي تمنع كل محاولات ارجاع المنظومة القديمة

Tunisia  (France)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 18:21           

التجوعيين الاوغاد احفاد الطاغوت بعد هذا المقال الذي

عراهم بكشو و لم نسمع لهم صوت !

شكرا لسيد عادل السمعلي
mousalim تحية لك

Toonssii  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 14:46           


مقال ممتاز و في الصميم لخص المشهد السياسي و الخطة المعتمدة من طرف الفلول


هذا الذي يحصل اليوم هو حرفيا ما تكلم عنه فرحات الراجحي بالتفصيل عندما عاين و إطلع على هذه المخططات و وقف عليهامن موقعه كوزير للداخلية


مقال يستحق النشر على طول العام لتوعية التونسيين و تنبيههم حتى يفهمو اللعبة بحذافرها



Tounssi66  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 14:41           
هذا جزء بسيط من الحقيقة وما خفى كان أعظم

Riadhbenhassine  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 13:56           
كلام معقول و هذا هو الواقع, و لكن في الأخير مجهودهم سيذهب هباءا لأن المجموعة الثورية أقوى منهم و في الشارع و على رأسها رابطات تحماية الثورة التي يشنّون عليها حملاتا مسعورتا و من دون فائدة, و أي مواجهة وجها لوجه لن يقدرو عليها لأنهم ضعفاء و جبناء. سواءا بالشارع أو بالإنتخابات فالنصر لن يكون إلاّ للثورة

Tunisia  (France)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 13:53           
هذا التخطيط ليس وليد الحضة عندما تتجاهل الحكومة عن ما كشفه المحامي شريف الجبالي عن الارساليات المشفرة والتي تضمنت خططا لعمليات ارهابية في تونس شملت ( تفجيرات و عمليات اختطاف واغتيالات وتسريب سلاح) عن تورط السفير الفرنسي بوريس بويون اقله في بالعلم المسبق بالتخطيط للعمليات . هذا ما كشفه تشفير الارسالية الخامسة التي اشارت الى ضرورة اعلام السفير المشار اليه ب (ب.ب) بالاهداف والمخططات. كذلك بنية الشبكة الارهابية التي تتوزع بين القيادة في فرنسا والجهة
المنفذة في كل من تونس والجزائر. وما يزيد في دقة هذا الاستنتاج نوعية الرسائل القادمة من فرنسا التي كانت اغلبها في شكل اوامر لعمليات او رسائل شكر على النجاح في تطبيق عمليات اخرى .

وتعلم ايضا ان فرنسا ساهمت في الضغط على الحكومة التونسية للتخلي عن المتابعة القضائية للطيف لا تتعجب في ما يحصل الان

Bingo  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 12:51           
حسبنا الله و نعم الوكيل

Lina  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 12:34           
إذا كانت المنظومة القديمة على إطلاقها (الأمن و الإعلام و المخبرين والمتمعشين من الفساد والمسؤولين ...) لم تتغير ومازالت في مواقعها
إذا كانت مؤسسات الدولة ووزارات السيادة مُختَرقَة والأخبار تصل أولا بأول إلى كمال لطيف ومن معه من الأزلام و المتربصين
إذا كان الذين كانوا يرسمون وينفذون السياسات القديمة للأنظمة القديمة مازالوا في مواقعهم
إذا كان الحقد الأعمى على الإسلاميين المزروع في لاشعور أجيال وأجيال من التونسيين مازال هو رد الفعل الطبيعي إزاء كل ظهور للظاهرة الإسلامية وهو نتاج لسنوات من التشويه والشيطنة والإقصاء
إذا كان رجوع التجمعيين وارد وبدون حياء أو تحفظ
إذا أصبح المخلوع يطل علينا بين الفينة و الفينة بتصريحات غريبة وعلى مواقع تونسية
إذا أصبح الخونة والأزلام أبطال المنابر الإعلامية وضحايا للثورة
إذا ما أصبح المنادون بالتطهير إقصائيون ورجعيون وغير ديمقراطيون وكأن الثورة طهرت البلاد و العباد و النفوس تطهيرا
إذا كان كل ذلك كذلك
فأبشروا بأمرين لا ثالث لهما
إما ثورة جديدة قد تُنصب فيها المشانق
أو ثورة من قامت الثورة ضدهم لكي ينصبوا هم المشانق لجميع الثائرين

Fikou  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 11:34           
أفتونا أيها العقلاء
إنها الشماعة الغبية التي تعلقون عليها كل خيباتكم وإخفاقاتكم
يا أستاذ عادل هل عدنا الى الاسطوانه القديمه المتجدده واقصد بها نظرية المؤامره ارى ان الزمن تعداها والناس باتت اكثر انفتاحا على التحليلات الدقيقه والتي تتوخى الدقه والمعقوليه اعتقد ان زمن السذاجه والتي ابتلانا بها الحكام عقودا من السنين قد اصابها الوهن وبات الكثير يتلمس الحقيقه هنا او هناك لا ان يتكئ على فكره ركيكه مؤداها المؤامرة و ان كل المشاكل تاتي من الفلول فهل الحكومة ملائكة اطهار وكأنك تنسى أوتتناس أيها المثقف ان الطغاة قديما وحاضرا ورجال
الايديولوجيه الاحاديه ورجال الدين السلطويون كلهم يمارسون الخطأ ليل نهار.
لا تضحكوا على الشعب المغلول بحجة الفلول
كلنا شركاء للفلول ....
أنا ،أنت، مواطن ،عامل ،موظف وكاتب أوتلميذ أو معلم قمنا بتمجيد الطاغية الهارب ولو بالسكوت عليه
تونس اليوم شعبها لم يعد يستسيغ كلمة فلول ...الكل شريك للفلول
والكل يعرف لماذا نطلق علي شخصية بذاتها فلول ....ولماذا نطلقوا عليهم فلول ونحن وهم شركاء في نفس الوطن وكل منا له حلم أن تكون تونس دولة مدنية حرة كريمة لها كيان ومستقبل
يا أصحاب نظرية المؤامرة ما هي حيثياتكم وبرنامجكم وخطتكم لتحويل تونس من دولة فلول إلي دولة مواطنة بلا فلول ؟

أترى ان الديكتاتورية لا تأتي الا من مثل بني جنسك من البشر حيث حسّكم مُغلّف بالإبهام ومُلبَّد بسُحب التبعية و العبودية؟
في الختام إليك هذا الحديث النبوي الشريف
"ويل لأمة إن لم تقل لمحسن أحسنت ولمسيء أسأت "

Soltani80  (France)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 11:15           
Y en a marre de ce refrain "azlem annitham assebe9". toutes les conneries commises par le gouvernement ou par les lpr ou par les salafistes qui retrouvent la réprobation des tunisiens sont automatiquement attribuées aux partisans de l'ancien régime.un mécanisme d’irresponsabilité ou de rejet de responsabilité appuyé par une presse à 2 francs

OmarUSA  (United States)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 11:06           
Un autre article de journalisme a' deux sous qui est base'nsur des presomptions. aucune investigation ou preuve concrete que les auteurs des saccages sont des anciens rcd. l'auteur doit bien se rappeler que ceux qui ont incendie' saida mannoubia etaient bel et bien des salafistes et ca selon le ministere de l' interieure. zaba est parti sans retour et les wahhabis sont la nouvelle plaie de la tunisie.

Celtia  (France)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 10:58           
Un article rédige par un khouanji pourri .
les khouanjias veulent refaire la même chose que ben ali.la milice nahdhaouiste est abois. rien ne marche plus .vous pouvez dire ce que vous voulez le peuple va vous faire dégager un jour ou l'autre.

TunisiaYes  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 10:49           
خرف يا سي عادل خرف.....
لو كان كلامك صحيح راهو كي شدوهم البوليسية خرجوهم في التلفزة وجاء الغنوشي يتمجدق ويقول ازلام..... لكن في بالي ازلام النظام الحالي هوما الي قاعدين يتكلمو في كلام فارغ كيف محتواهم............

3azizou  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 10:25           
Mr. adel ;
mais est ce que ce peuple comprend sa ?!!!
et qu'est ce qu'il va faire pour s'opposer a ces bandis

Oubeydallah  (France)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 09:51 | Par           
Bonne analyse. Bravo

Zoulel  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 09:14           
J'ai la meme conviction que l'auteur de cet article...mais le probleme est que les services du m.i devraient etre au courant de toutes ces vérités ... alors porquoi ne pas les dévoiler au public pour arreter cette hémorragie qui asseche le corps tunisien.les anti-révolutionnaires il y en a certainement. les imbéciles salafistes se laissent exploiter de cette manière parce qu'ils réagissent la plupart du temps par instint et se mettent
betement dans le trou du canon pour etre ejectés à n'importe quel instant. a mon avis si les salafistes ont un role politique à jouer, ils n'ont qu'à se mettre du coté de leurs freres islamistes pour faire un front aux courants anti-révolutionnaires et faire prévaloir l'ordre plutot que le désordre que nous vivons actuellement.

Chaouki  (Satellite Provider)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 09:03 | Par           
بربي فهمونا شنية العملية اللي صوروها مباشرة

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 28 Janvier 2013 à 08:36           
كان على الكاتب أن يسقط ورقة التوت بالكامل ويكشف المؤامرة لاعادة الاستبداد بقناع نداء البجبوج الذي تحول لمحمية الديناصورات في حقبة صباط الظلام الذين لا يحتملون أنوار الثورة وهو ما قسم الشعب لمعسكرين معسكر الأنوار ومعسكر الظلمات ...


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female