عندما يضيق صدر نوفل الورتاني بباب نات

باب نات -


من البرامج الفنية إلى البرامج السياسية , ومن محاورة الفنانين و الممثلين من أصحاب الدرجة الثانية و الثالثة من روّاد العلب الليلية إلى محاورة كبار السياسيين التونسيين . سمعته مرّة قبل الثورة يحاور إحدى بطلات فيلم تونسي من موجة العهر الثقافي التي اجتاحت البلاد وهي تتوعّده و تهدّده بعدما قاله فيها عن دورها المبتذل و المسقط . قفزة عجيبة لم يجسّدها حتّى أبطال رياضة القفز بالزانة رغم مشقّة تدريباتهم , إنّها بركات الثورة و فتوحاتها . لست ضدّ محاورة الفنانين و الممثلين لكن محاورة السياسي مختلفة و تستوجب إعدادا و دراية و شغفا بالعمل السياسي انخراطا و متابعة . لن ألومه على ماضيه البنفسجي فهو ليس استثناء و لا على محاولته الركوب على الثورة فالمركب قد فاض بمن فيه , لكن أن ينزل صحفي محترف إلى الحضيض و يقع في المحظور فذلك لا يليق به خاصة وهو يقول أنه يمثّل السلطة الرابعة. لن أتحدّث عن العربدة الإعلامية و الفنية التي نشاهدها أحيانا في برامجه و التي لامه فيها أحد سكان الأحياء الشعبية وهو أيضا أحد روّاد الفن الشعبي.
من الإنبطاح الكامل إلى انتقاد الوزراء و رئيس الجمهورية , تحوّل لا يدل على شجاعة أو تغير في القناعات فقد فقدت الشجاعة قيمتها بعد 14 جانفي لمّا كان ثمنها باهضا وهي تعرف أصحابها . برامج سمجة تسعى لتسويق نمط حياة و أفكار فئة قليلة ممّن يعيشون الإنبتات الحضاري . سمح نوفل الورتاني لنفسه بأن يقول ما يشاء فتلك حرية الإعلام التي لم يدافع عنها يوما في سنوات الجمر لكنّه استشاط غضبا و أزبد و عربد من موقع باب نات بسبب نقده له و قال فيه كلاما جارحا لا يليق بصحفي يطل علينا صباحا مساء و يوم الأحد . لقد قال و تأمّلوا مستوى نموذج من صحفيينا و ضحالة مستواهم : احسن موقع يعجبني و ناخو منو اخبار هو باب نات و خاصة كي يبدا يعطي دروس في الثورة وهو موقع ثوري من عهد بن علي كيما تعرفو ..اما ما فهمتش علاش اسمو باب نات هل لانه الي يكتبو فيه موش رجال. هههه .

حقيقة مسكينة تونس التي ابتليت ببعض أشباه الصحفيين , صحفي لا يحسن كتابة جملة باللغة العربية , ابتذال لا مثيل له , أما مسألة اسم الموقع فهذه مهزلة تدل على جهل صاحبها و لن نزيد أكثر حتّى لا يقع اتّهامنا بالغباء , في مسألة الثورة و الأخبار يعلم الجميع أن الموقع هو فضاء حرّ للرأي و الرأي المخالف بل فيه حتّى مقالات رأي تدافع عن حقوق سامي الفهري في جلسة بعد إيقافه وهو ما لم تفعله أي وسيلة إعلام . يبدو أن صاحبنا يعاني من حالة متقدّمة من الجهل خاصة وهو الذي يتباكى على المرأة و حقوقها فإذا به يحطّ من قيمتها في آخر كلامه , ألم يعلم أن هناك فرق بين الرجولة و الذكورة فالأولى قيمة و الثانية جنس , و في القيمة يتساوى الذكر و الأنثى . و أخيرا أذكره بأن صاحب الموقع لم يستلم يوما بطاقة حزبية و أتحدّى الورتاني أن يأتي بمقال واحد يمدح فيه موقع باب نات بن علي و نظامه .
الآن بدأت أفهم معنى إعلام العار , و لكن إذا عادوا مرّة أخرى سنعود لهم بالنّعال.
باب نات
Comments
78 de 78 commentaires pour l'article 56076