سترهم الله و فضحوا أنفسهم‎

<img src=http://www.babnet.net/images/3/3andi1.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الناصر الرقيق

أذكر فيما مضى أني حفظت حديثا شريفا رواه الإمام البخاري رحمه الله عن إبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم يقول كل أمتي معافى إلا المجاهرين و إن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح و قد ستره الله فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا و كذا و قد بات ستره ربه و يصبح يكشف ستر الله عليه .





أتذكر هذا الحديث كلما أشاهد برامج ما يسمى بتلفزيون الواقع مثل المسامح كريم أو عندي ما أنقلك أو بعض البرامج الأخرى التي تهتم بمعالجة مشاكل واقعية لأناس عاشوها في محاولة لمساعدتهم على حلها لكن بعض هذه المشاكل تكون أحيانا مشاكل خاصة جدا حيث كان من الأجدر معالجتها بطرق أكثر نجاعة و بعيدا عن الكاميرا و عن عيون الناس فمثلا أن يأتي من يحدثنا عن إقامة علاقة محرمة مع إمرأة متزوجة إنتهت بإنجاب طفل و يقول أنه يريد الزواج من هذه المراة التي طلقها زوجها بعد أن رفع عليها قضية في الزنا أو أن تأتي إمرأة لتقول انها مارست الجنس مع عدة رجال و قد وضعت بعد ذلك مولودا و هي لا تعرف أباه لذا حضرت للأستوديو لمعرفة الحقيقة هذه بعض النماذج التي تظهر في هذه البرامج التي يحاول منشطوها إضهار هذه الحلقات بأنها من بين المسكوت عنه و من حقهم معالجتها بطريقتهم و أمام السادة المشاهدين و هذه جرأة منهم لانهم حاولوا الخوض في مواضيع عجز المجتمع حتى عن مجرد التفكير في تناولها و إيجاد حلول لها .
هنا نتسائل ماذا سيستفيد المشاهد من طرح هذه المشكلات الشخصية؟ و ألم يكن من الأجدر تناول هذه المواضيع بشكل عام و دون التطرق لخصوصيات الناس؟
فأن يرتكب الواحد منا حماقة من الحماقات تجاه نفسه و تجاه غيره و تجاه وطنه و رغم ذلك يستره الله سبحانه و تعالى فلا يفطن به أحد و هذه فقط نعمة من نعم الله الذي وجب على المخطأ أن يحمد الله عليها فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ثم يأتي هذا العاصي ليجاهر بعصيانه أمام الملايين من المشاهدين فهذا في إعتقادي أنكى من المعصية نفسها و يكفي أن يحاول أحدكم البحث في جملة الحالات التي وقع تمريرها في مثل هذه البرامج خصوصا تلك المتعلقة بالشرف ليعرف أن أغلبها أربكت بل و دمرت العديد من العائلات التي كانت تعيش دون أن تعرف هذه الحقائق و أذكر أني شاهدت إحدى حلقات هذه البرامج و كانت الضيفة سيدة محترمة و لم تكن تعلم أن من طلبها للحضور إبن غير شرعي كانت قد انجبته أيام مراهقتها و عند دخولها للأستوديو إنخرطت في موجة هستيرية من البكاء البكاء و هي تلح على المنشط ألا يذيع الحصة لانها متزوجة و زوجها و أبنائها لا يعلمون شئيا عن هذه القصة التي حصلت أيام صباها و هي قد ندمت و تابت إلى الله إلا أن المذيع نجح في إقناعها بانه سيقوم بحجب وجهها و قد فعل ذلك و لكن للأسف الشديد بدت ملامحها واضحة رغم عملية التعتيم على وجهها و صوتها الذي بدا واضحا أيضا و تخيلوا معي ما حصل لتلك السيدة بعد إذاعة تلك الحصة كما أذكر قصة أخرى كنت شاهدتها منذ سنوات على شاشة القناة الوطنية تونس 7 في ذلك الوقت في برنامج لم تمرر منه إلا حصتان و قد كانت القصة مدمية و محزنة إلى أبعد الحدود حيث تناولت تلك الحلقة زنا المحارم و العياذ بالله و قد مرروا حالة إمرأة متزوجة و لها أطفال و حياتها عادية جدا و هي تتحدث عن نفسها حيث قالت بأنها جاءت إلى الذنيا نتيجة علاقة جنسية محرمة بين أمها و أخوها يعني أبوها هو خالها في نفس الوقت و تبعا لذلك و عندما علم زوجها و أبناءها الحقيقة تركوها و قاطعوها و لم تستفد لا هي و لا المشاهد من تمرير هذه الحصة بل على العكس تماما فقد رفضها المجتمع نتيجة جرم لم ترتكبه بل ذنبها الوحيد أنها ظهرت في الإعلام أفلم يكن بإمكان هذه السيدة أو غيرها أن يكتموا ما في قلوبهم و أن يعيشوا كما قدر لهم.

فجميعنا نعيش تحت سترة الله عز و جل فلو عرف كل واحد منا حقيقة من يعيش معهم لمات أغلبنا إما كمدا أو قهرا أو غيظا لذا أرى من الضروري تجنب البحث أو الخوض في أعراض الناس خصوصا في البرامج التلفزية و أن يحاول من اخطأ منا أن يتوب إلى الله عز و جل و أن يسأله الهداية و الرشاد إلى الطريق السليم لإصلاح خطأه لا ان يفضح نفسه و أن لا نحاول معرفة كل الحقيقة فيكفي أن نعرف جزءا منها لنعيش بسلام فلو أراد الله لأطلعنا على كل الحقائق لكن هكذا شاء سبحانه و تعالى أن لا يطلعنا إلا على ما نحتاجه منها و جعلنا نعيش على الغيبيات و ما حجب من الحقائق التي أجلت معرفتها إلى يوم القيامة حين تكشف الحجب فيعرف كل منا الحقائق جميعا .




Comments


20 de 20 commentaires pour l'article 49252

Mongi  (Tunisia)  |Mercredi 9 Mai 2012 à 13:40           
مقال جيد وممتاز وأصاب عين الحقيقة والتعليقات عليه ممتازة
وأنا اقترح أن يتم تداول هذا الموضوع في الفيس بوك ولما لا نسعى لإنشاء جمعية للعمل على منع هكذا أعمال
والسلام عليكم

Seddik  (Tunisia)  |Mercredi 9 Mai 2012 à 09:49           
Ces émissions est une copie d'émissions pareils occidentales. le but est de banaliser l'adultère et les mauvaises mœurs.
cela fait parti du plan des sataniques du nouvel ordre mondial, qui savent que pour que le faux messie ait ses plein pouvoirs, il faut que les péchés se généralisent et les bonnes mœurs se perdent.
eduquez vos enfants et proteger vous par le coran et la prière.
que dieu nous préserve du faux messie.

Ballouchi  (France)  |Mardi 8 Mai 2012 à 20:12           
Bon article,a suivre !!

SABRI  (Tunisia)  |Mardi 8 Mai 2012 à 12:43           
Chaque chose a des limites. on a apprécié le côté humanitaire de ce genre d'émissions, mais au fil du temps, ça a l'air de dégénrer en un commerce de bas niveau !
pourquoi mâcher et remâcher la même chose d'une année à l'autre ?
où est l'esprit d'innovation chez les journalistes ?

Ahlem70  (Tunisia)  |Mardi 8 Mai 2012 à 09:47           
Ostor mastar allah

Ahlem70  (Tunisia)  |Mardi 8 Mai 2012 à 09:46           
Je vous prie de ne plus regarder ce genre d'émission qui menace la vie de toute la famille tunisienne.

ou est le ministre de culture???
ou est le directeur de cette chaine ???
ou est les responsables de tout ce que ce passe davant tout le monde sans respect?????

allah youstorna dinia wekhra

   (Netherlands)  |Lundi 7 Mai 2012 à 16:52           
اللهم استرنا فوق الارض و تحت الارض و يوم العرض

David  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 15:31           
برامج فارغة تفرجت على حلقة وبطلت ما عادش نتفرج عليهم وهاو علاش:مقدم ها البرامج انسان انتهازي يستغل في طيبة المواطن التونسي ويحب زعمة زعمة يتحكم في عواطفو ويبكيه وفي الحقيقة هاذاكا شاك على بياض باش يبقى البرنامج حي وفلوسو بالطبيعة حية...بالمفهومين...حية تسعى وعلى قيد الحياة...الثانية وكاني بالسيد المنشط ملائكة الرحمان ما يغلطش وما عندوش مشاكل عائلية...الثالثة تصورو شعب كامل ساهر على غريبة طفلة عمرها سبعطاش تصاحبت مع زيد جابت منو طفل رماتو في
السبيطار وهربت...ايه ومن بعد؟ما نعرفوهاش هاذي؟عمرها ما صارت في تونس؟يلزمها حبة وقبة وغناية مصرية؟هاذا قصور في الحرفية...هاذي سخافات...ها البرامج متاع الفرجة على مشاكل المجتمع راهي زفر بابورها...توة رانا في عهد التكنولوجيا وعلم الاجتماع...جيبلي حكاية كعينة ومعاها دكاترة من تونس وخارج تونس في علم الاجتماع باش يفسر للناس علاش كان السلوك هكاكة باش نتفاداو الاشياء التي ادت الى تلك النتيجة...على كل حال الموضوع هذا يتطلب فضاء خاص اما كبرامج وطنية فهي
دون المستوى واعتبرها هدرا للاموال العمومية

   (Qatar)  |Lundi 7 Mai 2012 à 15:01           
لا يحق لهن ان يكتمن ما خلق الله فى ارحامهن
صدق الله العظيم
الوحيد الذى يعرف الاب هى الام ولكن جاءت للبرنامج لفضح نفسها وانها زانية

MiMOS  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 13:45           
Un bon article a faire partager,

Abdalhak  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 12:50           
هذه المواضيع التافهة من بقايا الفلسفة النوفمبرية القائمة على المثل "يبيع القرد و يضحك على شاريه" بمعنى ان الزبانية التي احاطت بالديكتاتور عملت على تضليل و تهميش و افساد المجتمع ..ثم يعملوا على اظهار ذلك في برامج تدعي المصالحة و المسامحة .فمتى يقلع الناس عن الاتصال بهذه البرامج و يعلنوا الصلح مع خالقهم في سرية تامة بدلا من الاسترسال في متاهات الضلال و الغي

Quelconque  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 12:08           
Merci de traiter ce sujet, il s'agit d'une ignorance totale des préceptes de notre sainte religion, ensuite, ils vous disent nous sommes tous musulmans et nous sommes contre la chariaa, la charia intervient dans ces cas pour protéger ces ignorants d'étaler leurs linges sales sur les plateaux télé, la 7awla wa la 9owata illa billah

Mounir  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 11:15           
Je suis tout à fait d'accord avec cet article.
comme je suis pour les émissions ayant pour but la réconciliation ou la sensibilisation à certains sujets.

Arabi  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 10:38           
Je suis totalement d'accord avec l'article. ces émissions fond de la provocation pour collecter juste de l'audience et ils s'en fous des conséquences sur la société. et je suis pour l'interdiction de ces émissions

Winsock6  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 10:31           
أين جمعيات المجتمع المدنى اي المنادين بحماية الأسرة والمراة والمجتمع لم يتحرك أحد بل ولم ينتقد اي منهم البرامج الداعية للتففك الأسري بنشر الأنحطاط و تبسيطه

Kelmti  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 09:46           

" إن لم تستحي فافعل ما شئت"
كلنا نعلم بل متأكدون من أن ما يبث في هذا النوع من البرامج موجود و واقع لا يمكن إنكاره و لكن هل نحن في حاجة لبث هذه الفضائح على التلفاز و الأب يتفرج و الأم والأبناء كذلك ,بل حتى أن المتفرج يحس بأن هذه البرامج تبحث عن أعذار و تحاول أن تبسط و تهوّن مثل هذه الأمور التي لم تكن يوما هيّنة لا في ديننا ولا في مجتمعنا و لا تقاليدنا
و لعلّ جولة صغيرة أمام معهد من المعاهد كافية لإعطائنا فكرة واضحة عن استسهال أبنائنا و بناتنا للعديد من التصرّفات التي يندى لها الجبين و التي لم نكن نراها من قبل و أعني بذلك ما نشاهده اليوم من عناق و قبل و غير ذلك من السلوكات التي أقل ما يقال عنها أنها منحطة
أليس للتلفزة و مثل هذه البرامج دور كبير في نشر هكذا أفكار و هكذا سلوك
و أمام ذلك إني أدعو كل الآباء و الأمهات إلى إبعاد أبنائهم و بناتهم عن مثل هاذه البرامج و خاصة أن يزيدوا من مراقبة أبنائهم في زمان كثرت فيه الفتن وما يسمى بالإنفتاح

Juriste  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 09:38           
اشاطرك الراي مثل هذه البرامج لا تنفع المشاهد في شيء كما انها تزيد في معاناة صاحبها وعائلته ومعارفه .....وهي خاصة تضر الناشئة .....مقال محترم ...شكرا.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 06:20           
خداع الاعلام للمشاهد بانه ينشر الحقيقة وكل ما في الامر انه يلتقط فئران تجارب من اسفل الهرم ليقدمها كبطولة وهمية لتحويل الانظار عن اعلى الهرم في الداخل والخارج وهو سبب مآسي المجتمعات الحقيقي وأعلى الهرم منطقة محرمة وقلعة محصنة تبدا من قلة امريكية من العائلات المتحكمة بالعالم وتنتشر في كل الاتجاهات لتبث سمومها في كل البلدان تحت حراسة مشددة .والتلفزة متورطة وتعمل على صرف الانظار عن كبار مافيا العالم

Zakarua  (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 00:38           
مثل هذه البرامج الغاية منها تبسيط الرذيلة وتسهيلها على من لا يستمرؤها ..والدوام ينقب الرخام

   (Tunisia)  |Lundi 7 Mai 2012 à 00:36           
أناس يدعون خدمة المجتمع ...وهم يعلمون أنهم لا يخدمون الا أنفسم مستغلين "مآسي
" بعض الأغبياء


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female