العربي بن بوهالي: تضخم مستمر وأرباح مرتفعة للبنوك والشركات... والفقراء يدفعون الثمن

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68443767b5d1b9.66581044_ofklqjmieghpn.jpg width=100 align=left border=0>


يعتبر العربي بن بوهالي، الخبير الاقتصادي المقيم بأستراليا، في تدوينة تحليلية نشرها على صفحته بموقع فيسبوك، أن البنك المركزي التونسي وحكومة الرئيس قيس سعيد يواجهان اليوم تحديات جديدة مرتبطة بتضخم مرتفع سيستمر لفترة أطول، نتيجة سياسات مالية خاطئة وغياب التوازن بين مكونات الاقتصاد.

أرباح الشركات = ارتفاع التضخم للفقراء


بن بوهالي انطلق من معادلة بسيطة: كلما ارتفعت أرباح الشركات، كلما زاد الضغط التضخمي على الفئات الضعيفة. وأوضح أن هذه الحقيقة مدعومة بدراسات صادرة عن صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي، وتؤكد أن التضخم في كثير من الحالات ليس بسبب ارتفاع الكلفة فقط، بل بسبب رغبة الشركات في رفع هوامش الربح.




سعر الفائدة ثابت رغم التضخم

ولاحظ أن البنك المركزي التونسي ثبت سعر الفائدة عند 7.5%، موجهاً بذلك رسالة واضحة مفادها أن التضخم مازال مرتفعًا، وقد يظل كذلك لمدة طويلة، وهو ما يفرض على البنك أن يكون مستعدًا للتحرك في أي وقت لحماية الدينار واستقرار الأسعار.


اقتصاد بسرعتين: بورصة في نمو، والإنتاج في ركود

الخبير التونسي حذّر مما وصفه بـ"اقتصاد بسرعتين"، حيث تعرف بورصة تونس (BVMT) نموًا ملحوظًا، بنسبة 21.05% في سنة واحدة، و76% منذ 2021، بينما الناتج المحلي الإجمالي شبه متوقف عند -0.2%. وفسّر ذلك بكون الحكومة تقترض من البنوك وتوزع الأموال على الأجور والدعم، فتعود هذه الأموال إلى نفس البنوك والأسواق الكبرى، التي تمثل العمود الفقري للبورصة، مما يزيد من أرباحها بينما تظل الدولة والمواطنون مثقلين بالديون.
"الدولة تدفع، الأسر تنفق، البنوك تربح، والأسعار ترتفع."


ديون مرتفعة وعجز عن الاستثمار

وأشار بن بوهالي إلى أن الدولة أصبحت غير قادرة على الاستثمار أو إنعاش الاقتصاد بسبب حجم ديونها المتزايدة، مشيرًا إلى وضعيات حرجة تعيشها المؤسسات العمومية الكبرى مثل STEG، Tunisair، Sonede، STIR وغيرها.


أربعة أسباب تُبقي التضخم مرتفعًا

حسب التحليل، هناك 4 عوامل رئيسية تُبقي التضخم في تونس في مستويات مرتفعة:

1. أرباح الشركات المرتفعة: إذ أن أغلب أرباح البورصة تذهب إلى البنوك وشركات التأجير والتأمين والأسواق الكبرى، ما يزيد من التفاوت الاجتماعي ويعمق أزمة الفقراء.
2. ارتفاع أسعار النفط والطاقة: في شهر واحد فقط، ارتفع سعر برميل برنت بنسبة 19%، مع احتمال مواصلة الارتفاع إذا استمرت التوترات في الشرق الأوسط.
3. توسع الكتلة النقدية (M2/M3): الحكومة اقترضت حوالي 20 مليار دينار خلال سنة واحدة، ما ساهم في ارتفاع أسعار الاستهلاك بشكل مباشر.
4. تغير المناخ وأثره على أسعار الغذاء: الظواهر المناخية مثل الجفاف والفيضانات ترفع أسعار المواد الأساسية مثل الأرز، القهوة، الكاكاو والبطاطا، وهو ما ينعكس سلبًا على الفئات الضعيفة في تونس.

خلاصة بن بوهالي: التضخم سيستمر

ويختتم الخبير تحليله بالتأكيد أن البنك المركزي التونسي يتوقع أن يظل التضخم مرتفعًا خلال الأشهر الستة المقبلة على الأقل، ولهذا أبقى سعر الفائدة دون تغيير في محاولة للحد من تفاقم الأزمة.


في تبسيط شديد:

العربي بن بوهالي يقول إن الحكومة تقترض أموالًا كثيرة وتعطيها للمواطنين، لكن هذه الأموال ترجع للبنوك والشركات الكبرى، فترتفع أرباحهم وترتفع الأسعار على الفقراء. النتيجة: الفقراء يخسرون، الأغنياء يربحون، والدولة غارقة في الديون.




Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 312584


babnet
*.*.*
All Radio in One