وتعود فكرة الخطة إلى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني بالتعاون مع ميلوني حيث تتعلق النقطة الأولى منها بالتعهد بتمركز مجموعة السبع القادمة على القارة الأفريقية. أما الثانية فتتعلق بدول الساحل مركز زعزعة الاستقرار.

وتنص “خطة ماتي” لأفريقيا، والتي سميت على اسم مؤسس مجموعة الطاقة الإيطالية “إيني” إنريكو ماتي، على برنامج واسع من الاستثمارات والشراكات في قطاع الطاقة.

وبحسب الجانب الإيطالي، فإن الهدف هو تأمين إمدادات الاتحاد الأوروبي من منتجات الطاقة وتسريع تنمية البلدان الأفريقية لإبطاء تدفقات الهجرة نحو أوروبا.

وتهدف خطة ماتي، وهي مشروع إستراتيجي على المستوى الجيوسياسي، إلى النظر إلى أفريقيا على قدم المساواة، بعيدا عن منطق الخيرية أو الأبوية أو الرفاهية، وتعميق الشراكات القديمة وإقامة شراكات جديدة في أفريقيا، ومراعاة مصالح كافة الأطراف المعنية، وفق تصريحات الجانب الايطالي.

وترتكز الخطة على الحاجة الضرورية الملحة لتعزيز مهام إدارة التعاون بين إيطاليا والدول الأفريقية، من أجل تعزيز التنموية الاقتصادية وبالتالي إيجاد حلول للهجرة غير الشرعية.

وتتبنى الحكومة الإيطالية “خطة التنمية والمرونة من أجل أفريقيا”، وهي بيان سياسي من سبع نقاط للقارة، ينتظر أن يصبح منصة يمارس الدبلوماسيون الإيطاليون من خلالها الضغط على مختلف وكالات الأمم المتحدة للحصول على ترجمة عملية لهذا الاتجاه السياسي.

من بنود الخطة بناء مراكز مؤقتة تشرف عليها الأمم المتحدة في البلدان الأفريقية التي تنطلق منها القوارب لإنشاء قنوات للهجرة النظامية وإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى وطنهم، وتدريب الصحافيين الأفارقة لرفع مستوى الوعي لدى أولئك الذين يعتزمون الهجرة، وذلك بشأن مخاطر الطرق غير القانونية.

وقالت ميلوني في اطار حديثها عن خطة ماتي اليوم في كلمتها بالقمة: "في الموزمبيق نحن ملتزمون ببناء مركز للأغذية الزراعية لتعزيز صادرات المنتجات المحلية... ونعتزم البدء في مشروع مراقبة عبر الأقمار الصناعية حول الزراعة في الجزائر".

وأضافت : "نهدف إلى إنشاء مركز للتكوين المهني في المغرب في مجال الطاقة المتجددة ... في مصر نخطط لدعم إنتاج القمح في منطقة تبعد 200 كيلومتر عن الإسكندرية، من خلال الاستثمار في الآلات والبذور والتكنولوجيات وأساليب الزراعة الجديدة."

وتابعت ميلوني أن خطة ماتي بدأت بالفعل في تونس حيث تعمل ايطاليا على تعزيز محطات تنقية المياه غير التقليدية لري مساحة 8000 هكتار وإنشاء مركز تكوين مخصص لقطاع الأغذية الزراعية".

واعتبرت ميلوني ان خطة ماتي تهدف كذلك الى "تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية الأولية في ساحل العاج مع إيلاء اهتمام خاص للأطفال والنساء والفئات الهشة."

أردفت أن التعليم والتدريب والزراعة والصحة والطاقة والمياه هي الركائز الخمس التي سترتكز عليها خطة ماتي.

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد علق على خطة ماتي في كلمته اليوم حيث قال :"إن خطة “ماتيي” mattei ليست فقط التعاون في جملة من القطاعات، بل هي طريق في اتجاهين، طريق بها العديد من المحطات، محطات تتعلق بكل المطالب المشروعة لأي إنسان، يتصافح فيها الشمال والجنوب، تتصافح فيها افريقيا مع إيطاليا، ليمشيان الند للند واليد في اليد لفتح صفحة جديد في التاريخ."

واضاف :"إننا لا نضع اليوم ركائز بنية أساسية بل نساهم مساهمة فاعلة في وضع بنية فكرية تقطع مع مفاهيم قديمة وتفتح آفاقا جديد أسمى وأرقى يتساوى فيها البشر ولا وجود فيها لترتيب تفاضلي للمجتمعات والدول”.