<img src=http://www.babnet.net/images/2b/61d9d1efbe6624.82516044_mliofqkjehnpg.jpg width=100 align=left border=0>
حياة بن يادم
المكان، فرنسا، بلد العلمانية، والزمن، زمن العلم والعلماء، يكتب على واجهات الأكشاك التي يباع فيها الكتب والمجلات هناك "العلم يصدق الله.. La science donne raison à dieu ».
المكان، فرنسا، بلد العلمانية، والزمن، زمن العلم والعلماء، يكتب على واجهات الأكشاك التي يباع فيها الكتب والمجلات هناك "العلم يصدق الله.. La science donne raison à dieu ».
حيث تجد فيها كتبا بأقلام الأطباء وعلماء الفضاء يؤكدون فيها على وجود الخالق داحضين نظرية الصدفة الخاوية في خلق الإنسان والكون لدى أصحاب الفكر المادي.
تلقى هذه الكتب رواجا غير مسبوق ويؤثث أصحابها أغلب البرامج الإعلامية المشهورة ولم يتعرضوا للإهانة والسب. بل وجدوا كل الاهتمام من النخب، وعلى رأسهم رئيس جمهوريتهم حيث استدعى اثنان منهم.
في حين في مكان آخر وهو تونس، بلد الإسلام، وفي زمن غير زمن العلماء، "زمن الرويبضة"، تستهدف رانيا التوكابري، شابة تونسية، ما إن صدحت في برنامج إعلامي "أن العلم الذي تمكنت منه قرّبها إلى الله أكثر من أي وقت مضى ومن القرآن الذي أثبت موافقته للعلم"، لتنهال عليها جنادب الكراهية، أصحاب الحساسية المفرطة من كل ما هو مرتبط بالإسلام وبالله وبالقرآن ليتجشؤوا الكم الرهيب من الحقد الآسن ضد كل شيء جميل في هذا الوطن.
لا عليك يا رانيا،
فقد عرّيت ماخور فصيلة "القذارة الحداثوية" فطفحت على أفواههم الكراهية الملوثة لكل شخص يشمون عليه ريحة دين بلد الزيتونة.
لا عليك يا رانيا،
لقد أقلقتهم لأنك قيمة علمية ثابتة شامخة، في حين أنهم خريجي مدارس المستنقعات والفشل ولا يتقنون سوى الرذيلة والتفاهة ويعملون على تركيع وتبخيس كل شيء جميل وتدنيس كل شيء مرتبط بهوية هذا الوطن.
لا عليك يا رانيا،
وإن آذوك وإن هجّروك، فإن تراب وقباب هذا الوطن الطيب الذي تنبع منه الأصالة والحضارة باق ما بقيت دنيا الرحمان وأن الله أكبر تجلجل فوق سامقات مآذنها خمس مرات في اليوم لتوخز مسامعهم، وتؤنب ضمائرهم، وتقلق مضاجعهم ولو كرهوا ذلك، في كل زمان وفي كل شبر من هذا الوطن العزيز.
لا عليك يا رانيا،
إننا في وطن مشلول ومرتهن لأصحاب "أجندات" تخريب العقول وترويج الشعوذة والشعبوية، وزمن الرويبضة الذي يحارب فيها العالم الناجح ويكرم التافه الفاشل. لكنني على يقين بك وبأمثالك التونسيين، أنكم الشمعة المضيئة في هذا القوس الدامس الذي يمر به الوطن وأنه سيغلق قريبا بإرادة أحرارها.
لا عليك يا رانيا،
لقد تعددت المظالم في هذا الوطن، لست الوحيدة، فابنتي مريم في عمرك دونت مؤخرا على صفحتها بالفايسبوك:
"كُنت في السوق أنا ورباب، أوقفنا بائع ووضع في كيسنا بعض المخللات. قال أنه خالني إيرانية. والنادل في المطعم يسألني إن كنت إيرانية "شما ایرانی هستید؟" وعندما أجبته بلا « من اهل ایران نیستم » اعتذر.
ولم أكن أرى داعيا للإعتذار. أحب إيران وإن لم أزرها. تعلمت الفارسية لمدة شهر وأستطيع خداعك لدقيقة بأنني أتحدثها. وبقطع النظر عن الشكل والمظهر، أنا أشبه الفرس بل كل الشعوب المقهورة تشبه بعضها البعض. غادرنا أوطاننا دائسين على الجمر وعند حواجز الأمن والجمارك نُفَتَّشُ مرّتين عوض المرّة وأحيانا، لا وبل دائما ما يُطلب منا الانتظار للتدقيق في هوياتنا … للمرة العاشرة.
تُقلِعُ الطائراتُ من مطاراتنا ولا تعود، ونُغادر نحن وقليلا ما نعود.
وأحسن ما يُعبّر عنّا، الصغير ولاد أحمد في قوله:
ولو قتّلونا كما قتّلونا
ولو شرّدونا كما شرّدونا
لعُدنا غُزَاةً لهذَا البلد
جمعتنا اسطنبول، مدينة تُشبه مدن الملح وطهران وشيراز وبقية الأرض التي قدمنا منها، في جمالها … فقط هي أكثر احتراما للإنسان منهم".
فرجاءا ابنتي رانيا لا تفقدي الرغبة في العودة إلى الوطن.
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 239294