القمح.. الذهب الأصفر

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5cfced57355484.29701705_ekglnjihpqfom.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم

تزينت أراضي الوطن باللون الذهبي، إنه وقت حصاد القمح، حيث تلوح لك الآلات الحاصدة في قلب الحقول مما يعطي صورة تثير البهجة ليس للفلاح فقط، الذي ينتظر مكافأة مجهوده خلال عام كامل، بل لكل التونسيين لما يمثله هذا المنتوج من غذاء أساسي لا يخلو من أي بيت.
موسم عرف انحباس الامطار خلال شهري جانفي و فيفري 2020، و النصف الاول من شهر مارس، في كافة أنحاء الوطن، و انقطع الرجاء من الموسم الفلاحي و كاد الاعلان عن سنة فلاحية بيضاء.
...

لكن رحمة الله أكبر بكثير مما نظن. حيث أمطار مارس و أفريل أنقذت الموسم. لكن بعض المناطق المتخصصة في الزراعات الكبرى مثل زغوان و سليانة تضررت هذا الموسم. فحسب تقدم موسم الحصاد الذي فاق 80 بالمائة في ولاية سليانة، فإن صابة الحبوب أقل ب 65 بالمائة من صابة السنة الماضية.
أما ولاية باجة و التي تعرف "بمطمورة روما" عند الرومان و "باجة القمح" عند العرب، فالتوقعات تشير إلى تراجع صابة الحبوب ب 30 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط.
لكن رغم صعوبة العام و حسب تقدم موسم الحصاد في بعض الوحدات التعاضدية للانتاج الفلاحي بجهة باجة، سجلنا نتائج تبشر بكل خير. نتائج مماثلة و تفوق في بعض الأحيان نتائج السنة الماضية. على سبيل المثال سجلت الوحدة التعاضدية للانتاج الفلاحي "السمّان" في بعض القطع التي تتميز بالتربة السوداء الخصبة معدل 66 قنطار من القمح الصلب في الهكتار الواحد، مع العلم و ان معدل انتاج القمح الصلب في الهكتار الواحد السنة الماضية بلغ 36 قنطار.
جاء نقص الانتاج في الحبوب هذا العام في ظرف عالمي صعب، فرضت كورونا على الجميع اللهفة على تخزين الغذاء و الالتجاء الى التوريد من البلدان المنتجة. و التي بدورها اتخذت اجراءات تعليق وقتية في تصدير منتجات الحبوب مثل روسيا.

اتخذت تونس اجراءات لتأمين حاجياتها من الحبوب الى موفى 2020. حيث طرح ديوان الحبوب مناقصة عالمية لشراء 134 الف طن من القمح اللين و 100 الف طن من الشعير مع العلم و انه اقتنى في مناقصة سابقة في ماي 2020، نحو 67 الف طن من القمح الصلب.

رغم نقص المنتوج و التجاء الدولة للتوريد في زمن الكورونا، فإن التونسي لم يثنه هذا الوضع عن وضع حدّ للتبذير لهذه المادة التي يصنع منها الخبز. و حسب معهد الإحصاء فإنّ حوالي 15.7 بالمائة مما يقتنيه التونسي من الخبز يقع إلقاؤه. ويبلغ السعر الحقيقي للخبز الكبير من دون دعم 465 مليما للخبزة الواحدة، في حين تباع للعموم بسعر 230 مليما. فيما تباع "الباقات" للعموم بـ 190 مليما في حين سعرها الحقيقي يعادل 274 مليم.

في زمن الكورونا يتضح و أن القمح هو الذهب الأصفر، لذلك يستوجب على الجميع ضبط خطة استراتيجية للحد من تبذير هذه المادة من خلال التوعية و التحسيس و ترشيد الدعم.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 206028


babnet
All Radio in One    
*.*.*