الثورة التونسية بين الألم والحيرة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/drapeau2017.jpg width=100 align=left border=0>


نورالدين الخميري
بون / ألمانيا


آمال كثيرة وانتظارات واسعة انتظرها عشاق الثورة التونسية بعد مسيرة حافلة بالتحديات تصارعت فيها حيتان كبيرة لأكثر من نصف قرن ولم تنتج سوى حالة من الفراغ والتخلف والخراب ضمن سياقات رسمت ملامحها بعض القوى الأجنبية المتحكمة في المشهد السياسي ، والحال أن ماهو معلن في خطابات السلطة منذ الإستقلال يوحي باستقلالية القرار السياسي والسيادة الوطنية الكاملة . فجاءت الثورة التونسية من رحم المعاناة بعد مخاض عسير وتضحيات جسيمة في الأرواح حاملة لشعارات إيجابية توحي بإنهاء التبعية السياسية وتحقيق تطلعات الأجيال الجديدة والتعبير عن همومها بمنظور يتناغم مع تطورات العصر واحتياجات الأفراد، ،بيد أن هذا الحلم تحول بحكم رداءة المشهد الذي تداخلت فيه المصالح والمطامح إلى حالة من الفوضى وضعف لمؤسسات الدولة تمخض عنها حالة من التردي في المواقف أنتجت ردة فعل شعبية كارهة لكل شيء.
...


عجيب إذًا ونحن نتابع تطورات المشهد أن يظل مسار الثورة التونسية بعد عقود من الزمن خضنا فيها ملاحم كثيرة وأشكالا متعددة من الصراع مع السلطة مما أدى بنا في حالات كثيرة إلى السجون، مرهونا بحسابات الساسة وحبيسا لمطامع بعض الأطراف المتمعشة في الرداءة والجمود الفكري مستغلة بذلك انقسام الشق الثوري بين الكائن والمأمول

ومن العار أمام تسارع الأحداث أن نظل منقسمين بين حركات السكون وأدوات الكسر والجر والنصب والقسمة والضرب، غير عابئين بمآلات المشهد الذي تتربص به دوائر محلية وأخرى إقليمية ودولية لإعادته لمربع الشر

حربًا بِنَا ونحن نمر بلحظة تاريخية فارقة لاقتناص الفرصة بما يحقق أهداف الثورة ويستجيب لمطالب المسحوقين وإلا سنظل عنوانا للهزيمة وتكريسا لواقع مرير تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل ، فالمستقبل لا يريد منا أن نظل نتصارع وإن كانت

العلاقات البشرية والمصالح متشابكة ومعقدة في أحيان كثيرة ، غير أن الروابط عميقة والأهداف واحدة وتتجسد في الجانب الإنساني بمقاييس الأخلاق والإحترام
نحن في زمن لا يحتمل التردد ، والرجعية في نطاق التفكير قد أخرت أمم كثيرة لتحقيق النجاح المستقبلي، فبات اليوم أن نستفيق



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 198624


babnet
All Radio in One    
*.*.*