<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e254605d29f12.93662828_hkefiljpmgqno.jpg width=100 align=left border=0>
كتبه / توفيق الزعفوري..
مؤتمر برلين يصح فيه القول، "تسمع جعجعة و لا ترى طحينا"..
إجتمعوا من الشرق و الغرب، القريب و البعيد، و الطامع و الطامح ،إجتمعوا لساعات قليلة، بعدما حضّروا لذلك منذ شهور طويلة، ليخرجوا علينا، بقرار متوقع لا جديد فيه، و هو ضرورة وقف إطلاق النار و إطلاق العملية السياسية، و وضع آلية لتثبيت ذلك أو متابعته، مع حظر الأسلحة...
مؤتمر برلين يصح فيه القول، "تسمع جعجعة و لا ترى طحينا"..
إجتمعوا من الشرق و الغرب، القريب و البعيد، و الطامع و الطامح ،إجتمعوا لساعات قليلة، بعدما حضّروا لذلك منذ شهور طويلة، ليخرجوا علينا، بقرار متوقع لا جديد فيه، و هو ضرورة وقف إطلاق النار و إطلاق العملية السياسية، و وضع آلية لتثبيت ذلك أو متابعته، مع حظر الأسلحة...
لا تهم مخرجات المؤتمر بقدر أهمية إلتزام الليبيين بذلك( أساسا جيش حفتر يقصف الآن ضواحي العاصمة بالمدفعية الثقيلة )، فقد جرّب الليبيون قبل مؤتمر برلين، مؤتمر الصخيرات الذي قسّم ليبيا عوض أن يوحدها..
حضر الجميع.. حضر الغرباء، و أُبعد الأقربون، لماذا لم تحضر المغرب حاضنة و راعية إتفاق الصخيرات!!؟؟.
لماذا لم تحضر تونس الجارة القريبة لليبيا، و ظهيرها و سندها!!؟؟..
القضية الليبية ، قضيتنا، قضية مغاربية، تهم تونس و المغرب و الجزائر و موريطانيا، حتى الجزائر تم إستبعادها، لكن عندما صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن العاصمة طرابلس خط أحمر، و تحرّك الجيش الجزائري في الجنوب، سرعان ما وقع إستدعاء الجزائر و إستدركت ميركل الأمر، عدى هذا الموقف، فإن الدول التي وقع إستبعادها، هي دول شمال إفريقيا، المستعمرات الفرنسية القديمة "الجديدة"، و كأنها رسالة إلى ألمانيا، التي إنسحبت من أفريقيا بعد الحرب العالمية الثانية، أن المجال الحيوي الإستعماري، أو الإرث الفرنساوي القديم مازال تحت النفوذ الفرنسي، فلو كان في قرطاج سليل المطبخ " المكروني" لوقع إستدعاء تونس، فقط على تونس أن تطعم أفواج اللاجئين من رغيف التونسيين و أن تتحمل أوزارهم( و لو أنه إنسانيا الأمر يشرّف تونس) ، عكس تركيا مثلا التي تستخدم ورقة اللاجئين أكثر من مرة ضد أروبا لابتزازها تماما كالمهاجرين غير النظاميين، الأتراك، لا يتسامحون في مصالحهم، و مطامعهم و مطامحهم ، و تمددهم حتى ليبيا ليس مجانيا ، و لكنه يخدمهم في المتوسط من أجل إمدادات الطاقة..
ما يهم المؤتمرين و المتآمرين على الشعب الليبي و مقدراته هو الذهب الأسود، و وجوب تدفقه إلى أروبا التي لا يمكنها أن تستمر مصانعها و مؤسساتها بدونه، فالمغرب رغم جهودها في إحلال السلام بين الليبيين وقع إستبعادها، و تونس نفس الشي، و حتى الجزائر لو لا صرامة الرئيس الجزائري لكانت على هامش "الذبيحة"..
خليفة حفتر يفهم جيدا أهمية النفط، و يستخدمه للضغط على أروبا، و لتحسين شروط التفاوض عشية المؤتمر، إنه يدرك جيدا أن أوراق الضغط العسكري، غير مجدية مع أروبا، و أنه منذ أفريل الماضي و هو يحاول عبثا الإقتراب من العاصمة.. فالنفط هو المحرك و طاقة فعالة للكسب السياسي..
لم نحضر مؤتمر برلين ليس لأن الدعوة جاءت متأخرة، فلو كان في نية ألمانيا إستدعاء تونس لفعلت ذلك منذ شهر و ألمانيا تفهم جيدا الدور المحوري لتونس و أهميتها بالنسبة لليبيا، و مع ذلك كانت فرنسا أكثر حضورا، و أكثر إصرارا و أكثر نفوذا ، إنها تقف على النقيض من الموقف التونسي، هي تدعم جنرالا متقاعدا منذ أكثر من ثلاثين سنة سياسيا و عسكريا، و نحن نقف على مسافة واحدة من جميع الليبيين، فمن الطبيعي أن تعمل فرنسا على تحجيم الدور المغاربي و تتصدر هي و الكبار المشهد الولائمي في ليبيا، فالطاقة قوّامة السلطة..
ألا تحضر تونس، هو ببساطة إهانة لها و لأمنها القومي، و هو خطأ ديبلوماسي مزدوج من ألمانيا و فرنسا، و لا يكفي إزاء ذلك مذكرة إحتجاج لدى السفير الفرنسي و الألماني بل حتى إستدعاؤهما لمقر الخارجية و تبليغهم غضب تونس و رفضها لمبدأ عدم حضورها إجتماع يهم جارة تقع على حدودنا، رغم حصولها على مقعد غير دائم في مجلس الأمن، مطلع هذا العام و الرئاسة الدورية للجامعة العربية..
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 196471