القطيع الرهيـــــــــــــــــــــــــــب...

نصرالدين السويلمي
القصوري والتبيني وألفة والوطد وتونسنا والحوار ونسمة والشروق وشمس.. والكثير من المرافق والشخصيات وهيئات، يحلو لها تسمية قواعد النهضة بالقطيع، يطلقونه للنيل من معنوياتهم ودفعهم الى المزيد من التمرد، يعتقد خصوم النهضة ان قواعد الحركة تبالغ في الوفاء وتقتطع كثيرا من خصوصياتها لصالح عموم المشروع، وهذا يجعلها عرضة للقطعنة، يرددون ذلك باستمرار لعل القواعد تنهض وتتمرد وتنسف قياداتها وتثور على مؤسساتها.
القصوري والتبيني وألفة والوطد وتونسنا والحوار ونسمة والشروق وشمس.. والكثير من المرافق والشخصيات وهيئات، يحلو لها تسمية قواعد النهضة بالقطيع، يطلقونه للنيل من معنوياتهم ودفعهم الى المزيد من التمرد، يعتقد خصوم النهضة ان قواعد الحركة تبالغ في الوفاء وتقتطع كثيرا من خصوصياتها لصالح عموم المشروع، وهذا يجعلها عرضة للقطعنة، يرددون ذلك باستمرار لعل القواعد تنهض وتتمرد وتنسف قياداتها وتثور على مؤسساتها.
قد يكون ذلك صدر عن نية حسنة، وأن خصوم النهضة قلوبهم على القواعد وانهم يفصلون بين الحركة الرجعية وقواعدها التقدمية، لنفترض ذلك، ونفترض أيضا ان استفزاز قواعد النهضة بمثل هذه التسميات ترمي الى إخراجهم من دائرة الفشل ودفعهم الى النجاح!
لكن قبل ذلك ما معنى النجاح؟ ثم وكيف لعقلية القطيع ان تهيمن على المعارضة طوال 30 سنة "1981-2011" ثم كيف لها أن تهيمن على السلطة طوال 8 سنوات "2011-2019"، كيف لهذا القطيع المُبعبع المنعّج المشيّه المغلمن الفاشل ان يخرج من صلبه مانديلا تونس وشهيد الجسر ورائد السجن الانفرادي وعميد المهجرين والدكتور السجين الوزير تاجر المعدنوس، كيف يشكل القطيع باكورة شهداء النضال وباكورة مساجين النضال وباكورة مهجرين النضال! ثم ما معنى اللاقطيع؟ ما هو الطريق الى التخلص من عقلية القطيع؟ من هو النموذج الذي ستقتدي به قواعد النهضة لتنزع عنها ربقة القطيع! قواعد الجبهة الشعبية مثلا! قواعد النداء على سبيل المثال! ام تراها قواعد العريضة الشعبية! أو ربنا قواعد القطب الحداثي ولعلها قواعد جبهة الإنقاذ نسخة تونسية! قواعد شق الحمامات ام شق المنستير مثلا! من إذا من؟!
وقبل هذا و مع هذا هل يمكن للقواعد إذا اتبعت الوصفة التقدمية للتخلص من ثقافة القطيع، هل يمكنها تحقيق الانجازات التي حققتها القواعد التقدمية الغير مقطعنة؟ اولئك الذين دس الباجي في بطونهم قناطير من الأرز، ثم أرسلهم إلى السينما وبعضهم الى المسرح البلدي، وسلم ابنه مفاتيح النداء وارسله الى القصر من دونهم اجمعين! هل ترغب القوى الحداثاوية في تخليص قواعد النهضة من عقلية القطيع، أم ترغب في تقطيع القواعد، وتحويلها إلى قطع، وتطوف على القطع قطعة قطعة، تهمس في اذن كل قطعة على حدّة، تحثها على التخلص من ثقافة القطيع المقطع، ايتها القطعة المقتطعة من القطيع، ثوري على نفسك واقتطعي حقوقك منك فقد انهكتك ثقافة القطيع.. تقطعي وقاطعي واصنع القطيعة.
المشكلة التي تعترض الطائفة الحداثاوية، هي تعريف القطيع، فالكل يدرك أن القطيع خُلق للموس.. للسكين، لكن ما بال هذا القطيع النهضاوي، لا يخضع إلى سنن الابادة، يموت جلاده ولا يموت، يبقى على قيد الحياة ويرحل جلاده عن الحياة.
يدرك خصوم النهضة ما يقولون، هم لا يقصدون قطيع النعاج، ولا يستهدفون سلوك الشياه، هم يعنون قطيع النحل، يعنون خلايا النحل، يستهدفون ثقافة الخلية وليس ثقافة القطيع.. لن يتمكن خصوم النهضة من الوصول الى جسم نحاسي تحصّن عبر مسيرة انطلقت قبل نصف قرن، لن ينالوا منه عبر المدفعية والراجمات، لذلك هم يركزون على ثلاث نقاط مركزية ويكثفون حولها القصف، أولها ارتباط الحركة بالهوية، ثم انضباط قواعد الحركة وحسن إدارة خلافاتها مع المؤسسات، ثم زعيمها راشد الغنوشي الذي تعرض طوال 9 سنوات الى القصف من الداخل والخارج بنفس الحجم الذي تعرضت له النهضة بمجملها...
إذًا كلمة السر هي : الهوية.. الرمزية.. وثقافة الانتماء السميكة العميقة.. هناك ستدور المعركة المقبلة، من داخل حدائق النهضة وليس من خارج أسوارها.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 193096