منوبة: نبيهة كراولي تلهب أجواء منوبة الممطرة وتأسر قلوب جمهور

قبل أن تعزف نبيهة كراولي على أوتار قلوب سمار مهرجان المدينة بمنوبة ومحبيها بتنويعاتها واختياراتها الموسيقية المتفردة الذوق والجمال الاصيل، عزفت قطرات المطر على مدخل قبة النحاس التاريخية، فضاء احتضان السهرة والمكان الذي اختارته المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ليتسع لجمهور نبيهة الذي أقبل بعدد غفير .
تهاطل الامطار لئن غيّر مكان العرض الى وسط قاعة العروض بقبة النحاس التي زادها المطر انتعاشاً ونبضت بالحياة بامتزاج سحر الطبيعة المغيمة فيها بعبق الماضي، فلم يخمد تعطّش المشتاقين إلى الأغاني التراثيّة والمغاربية والأغاني القفصية وأنغـــام الجنوب التونســي.
ومع صعود نبيهة الركح عدلت أوتارالسهرة على وقع الطرب التونسي والايقاع لتصدح القاعة المكتظة بصدى صوتها الشجيّ والمتنوّع وتتحكم بتفاعلها التلقائي ورقصاتها المتناغمة مع الالحان في ارادة الجمهورخاطفة انفاسهم الى عالم المتعة اسرة قلوبهم لتتخلل اغانيها صوات تصفقيهم الحار والزغاريد .
بتنويعات موسيقية وبإيقاع طربي لم تضع نبيهة برنامج مسطرا لتقديمه خلال الحفل لتذعن طيلة الحفل الى رغبات جمهورها وتهافتهم من كل أرجاء القاعة على إملاء الاغاني المحببة اليهم والتي حفظوها عن ظهر قلب ورددوها طول السهرة معها.

...

.
فمن " اذا حبوك ارتاح "و" في البريمة" إلى "شفتك مرة" و"قالولي جاي" و"بخنوق بنت المحاميد عيشة " و"والله يا لو ما نخاف من الله " الى "من صابك برد?انة لو كان تطلع حلوّة " ومحلاها وباقة من الاغاني المتنوعة, نفض الجمهور غبار الذاكرة الفنية لنبيهة لتعود الى اجمل اغانيها وايقاعات نجاحاتها وبداياتها الفنية على غرار مبروكة "واش عجبك فيها" و"الايام والمكتوب" و"بخنوق بنت المحاميد عيشة".
وفي ختام السهرة التي تواصلت بعد الواحدة والنصف ليلا اختارت نبيهة كراولي "التخميرة" الصوفية والطابع الفني الرمضاني ومتون الانشاد ووالاجواء الطرقية والروحانية فخاطبت صميم وجدانهم بايقاعات "ادوا لباباكم يا فقراء" واشفع فينا يا نورالعين" .
بصور الذكريات مع نبيهة كراولي ولقطات حفلها المتميز التي التقطتها شاشات الهواتف الجوالة غادر الجمهور منتشي الارواح بالايقاع وبالحروف المفعمة وبنبض الالتزام والفن الاصيل .
نبيهة الكراولي أكدت لـ"وات" أنها تواصلت وللمرة الثالثة على التوالي في الخمس سنوات الاخيرة مع جمهورها بمنوبة فكان لقاء الامتاع لقاء الفن والطرب والايقاعات التونسية وكان لقاء العودة إلى أغاني النجاحات التي حصدتها منذ بداية مسيرتها الفنية على غرار أغاني "القنطرة".
وأشارت إلى أن جمهورها بمنوبة بصبغته الخاصة وتفاعله الراقي وحفلها الذي سطرت اختيارات الحضور فقراته دون برمجة مسبقة، أعادها مع روعة فضاء قبة النحاس إلى أجواء المدينة العربي وحميمية أزقتها وعبق ماضيها المختزل لعمق الاصالة وأسرارها.

تابعونا على ڤوڤل للأخبار