---

---

حركة النهضة التي تشهد بالمناسبة انقساما ملحوظا و محمودا في المواقف و التوجهات اكده تصويت مجلس شوراها الاخير , قد اثرت في رائي مصلحتها الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا ,اذ هي تعلم جيدا ان تحقيق الاهداف المذكورة اعلاه مجتمعة امر صعب المنال ان لم يكن مستحيلا تحقيقه على ارض الواقع وبالتالي فبيان شورى النهضة لا يمكنه ان يقدم اي اضافة عملية من اجل حلحلة الازمة السياسية المتفاقمة والتي اثرت على كافة جوانب الحياة اليومية للمواطن التونسي بل هو سعي ساذج للحصول على الزبدة و ثمن الزبدة .

من حق اي حزب سياسي ان يدافع عن ارائه و مواقفه و مصالحه و لكن وضع البلاد الانتقالي الحرج الحالي يتطلب منطقيا تنازلات و تضحيات من اجل اقصى درجات الوحدة الوطنية علّها تساهم في امتصاص الاحتقان السياسي و الاجتماعي و تجنبنا الهزات المستقبلية الحافل بها تاريخ تونس في نهاية كل سنة ادارية و تعبّد الطريق لانتخابات قادمة رئاسية و تشريعية نتمنى ان تفرز اغلبية واضحة و صريحة قادرة على الحكم و تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية الضرورية في توافق مع القوى و المنظمات الوطنية و ذلك مصير تونس و قدرها في ظل التوازنات الماضية و الحاضرة و المستقبلية بكل تاكيد .

اقول اخيرا لحركة النهضة ,
لماذا لا تدعين السيد الشاهد لعرض حكومته على البرلمان من اجل تجديد الثقة فيها و حتى يتوضح للجميع من هو مساند للحكومة الحالية من معارضيها !
ام انك تفضلين مواصلة الحكم من وراء الستار و تخشين تصدر المشهد و تحمل المسؤولية كاملة فيما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع رغم تاكيدكم على جدوى الاستقرار الحكومي في معالجة المشاكل السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية !
و حذاري في المقابل ان يباغتكم السيد رئيس الجمهورية عما قريب بتفعيل الفصل 99 من الدستور بعد ان مهّد لذلك في خطابه الاخير ,حينها ستجبرون اما على التراجع او تحمل المسؤولية و في كل الحالات خروج من الازمة الحالية في انتظار الاستحقاقات المستقبلية .

ناشط سياسي مستقل