الشاهد اكبر مستفيد من حوار الرئيس و لكن ،،

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
لا أدافع عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد لكن الواقع يؤكد ان الرجل استغل نفور الندائيين من خصمه اللدود حافظ قايد السبسي و هذه حقيقة اكدتها الاحداث خاصة بعد توالي الاستقالات من حزب نداء تونس و التحاق النواب بكتلة الائتلاف الوطني.. حوار الرئيس البارحة يخدم الشاهد لأنه بدا منحازا لابنه رغم انه يتابع انهيار الحزب الذي أسسه ،، كتلة الشاهد ستصبح الثانية بعد النهضة و الجماعة بدات التسخين لموعد 2019 الحاسم ..لم يعرف عن الشاهد تاثير سياسي قبل 2016 لكن الظروف خدمته (داخليا و خارجيا ) و الحظ كان الى جانبه ، وفي السياسة كما في مجالات عديدة يلعب الحظ دورا مهما ، اضافة الى ذلك لم ينخرط الشاهد في المعارك الايديولوجية مما جعله بعيدا عن الاستقطابات الحادة التي أضرّت بالنخب التقليدية .. سيكون الشاهد مرشح الطيف الحداثي التقدمي ضد مرشح النهضة لأن الدولة العميقة تسانده اليوم بقوة ، و هذا الكلام قاله النائب الصحبي بن فرج منذ اندلاع الازمة ، اصحاب المال و النفوذ ينظرون الى ما بعد الباجي و حسموا أمرهم .
لا شك ان يوسف الشاهد يحظى بتأييد خارجي و من يتابع الاعلام الاجنبي يلاحظ تصنيفه برجل المرحلة ، و تحدثت قناة فرنسا24 مثلا قبل اسابيع ان الشاهد يخاطب الطبقة الوسطى في المجتمع التونسي و كثيرا ما يردد في خطاباته أمام البرلمان او في بعض التصريحات المقتضبة عن الاسعار و تحسين ظروف العيش و المشاريع و العودة المدرسية ، و هذا النوع من الخطاب و ان كان من مهامه الحكومية فانه يبدو رسالة الى التونسيين أنه يعيش مشاغلهم رغم قسوة الظروف و صعوبة التحديات و التركة الثقيلة مع تزايد الضغوطات و مطالب النقابات العمالية .
لكن الطريق امام الشاهد مازالت شاقة و طويلة امام جملة الاستحقاقات التي تنتظره و الوعود التي أطلقها خاصة حول محاربة الفساد التي بقيت الى حد اليوم مناورة و ضغط و يراها البعض مساومة في مجال الطاقة مثلا ،، فبعد الغاء وزارة الطاقة و فضيخة حقل منزل كامل النفطي لم نر خطوات للمحاسبة و استرجاع الأموال المنهوبة من البترول او تتبع المتورطين ، و يخشى كثيرون ان يطوى الملف كما طويت ملفات اخرى عديدة بسبب الحسابات السياسية و الشخصية مما جعل الدولة تخسر مليارات الدولارات القادرة على انعاش خزينتها .
طبعا ، لن يكون الشاهد في طريق مفتوح و سيجد شخصيات معارضة من الوزن الثقيل و ذات التاريخ النضالي مثل سامية عبو التي ارتفعت اسهمها في استطلاعات الرأي و التي تتحدث بشراسة عن مكافحة الفساد الذي ينخر الاقتصاد التونسي ، او الدكتور المنصف المرزوقي الذي يعوّل على قواعد النهضة و الجنوب ، او مرشح اليسار حمة الهمامي اذا اعادت الجبهة الشعبية ترشيحه مرة اخرى .
من ناحية اخرى ، من المستبعد ترشح الباحي قايد السبسي و الشاهد معا وقد تقتصر الدولة العميقة على ترشيح احدهما حتى لا تتشتت الأصوات ، أما النهضة التي تجيد لعبة الانتخابات فقد تترك الباب مفتوحا للجميع لكسب ودها اذا قررت عدم الترشح للرئاسيات لكنها ستساوم على المحافظة على تموقعها صلب السلطة التنفيذية و مفاصل الدولة و لن تتردد في تأييد الباجي قايد السبسي مرة اخرى فلا ننسى انه عندما سئل الاستاذ راشد الغنوشي قبل اشهر عن ترشحه للرئاسة أجاب : اذا ترشح الباجي قايد السبسي فلن اترشح .
الحديث عن الطلاق و فك الارتباط امر مفهوم قبل عام من الانتخابات ، لأن التحالفات تنطلق بعد اعلان النتائج .
كاتب و محلل سياسي
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 168328