الشاهد اكبر مستفيد من حوار الرئيس و لكن ،،

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5ba92ecb3f6996.28182421_qnehpiofkljgm.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابه سالم



لا أدافع عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد لكن الواقع يؤكد ان الرجل استغل نفور الندائيين من خصمه اللدود حافظ قايد السبسي و هذه حقيقة اكدتها الاحداث خاصة بعد توالي الاستقالات من حزب نداء تونس و التحاق النواب بكتلة الائتلاف الوطني.. حوار الرئيس البارحة يخدم الشاهد لأنه بدا منحازا لابنه رغم انه يتابع انهيار الحزب الذي أسسه ،، كتلة الشاهد ستصبح الثانية بعد النهضة و الجماعة بدات التسخين لموعد 2019 الحاسم ..لم يعرف عن الشاهد تاثير سياسي قبل 2016 لكن الظروف خدمته (داخليا و خارجيا ) و الحظ كان الى جانبه ، وفي السياسة كما في مجالات عديدة يلعب الحظ دورا مهما ، اضافة الى ذلك لم ينخرط الشاهد في المعارك الايديولوجية مما جعله بعيدا عن الاستقطابات الحادة التي أضرّت بالنخب التقليدية .. سيكون الشاهد مرشح الطيف الحداثي التقدمي ضد مرشح النهضة لأن الدولة العميقة تسانده اليوم بقوة ، و هذا الكلام قاله النائب الصحبي بن فرج منذ اندلاع الازمة ، اصحاب المال و النفوذ ينظرون الى ما بعد الباجي و حسموا أمرهم .




لا شك ان يوسف الشاهد يحظى بتأييد خارجي و من يتابع الاعلام الاجنبي يلاحظ تصنيفه برجل المرحلة ، و تحدثت قناة فرنسا24 مثلا قبل اسابيع ان الشاهد يخاطب الطبقة الوسطى في المجتمع التونسي و كثيرا ما يردد في خطاباته أمام البرلمان او في بعض التصريحات المقتضبة عن الاسعار و تحسين ظروف العيش و المشاريع و العودة المدرسية ، و هذا النوع من الخطاب و ان كان من مهامه الحكومية فانه يبدو رسالة الى التونسيين أنه يعيش مشاغلهم رغم قسوة الظروف و صعوبة التحديات و التركة الثقيلة مع تزايد الضغوطات و مطالب النقابات العمالية .

لكن الطريق امام الشاهد مازالت شاقة و طويلة امام جملة الاستحقاقات التي تنتظره و الوعود التي أطلقها خاصة حول محاربة الفساد التي بقيت الى حد اليوم مناورة و ضغط و يراها البعض مساومة في مجال الطاقة مثلا ،، فبعد الغاء وزارة الطاقة و فضيخة حقل منزل كامل النفطي لم نر خطوات للمحاسبة و استرجاع الأموال المنهوبة من البترول او تتبع المتورطين ، و يخشى كثيرون ان يطوى الملف كما طويت ملفات اخرى عديدة بسبب الحسابات السياسية و الشخصية مما جعل الدولة تخسر مليارات الدولارات القادرة على انعاش خزينتها .
طبعا ، لن يكون الشاهد في طريق مفتوح و سيجد شخصيات معارضة من الوزن الثقيل و ذات التاريخ النضالي مثل سامية عبو التي ارتفعت اسهمها في استطلاعات الرأي و التي تتحدث بشراسة عن مكافحة الفساد الذي ينخر الاقتصاد التونسي ، او الدكتور المنصف المرزوقي الذي يعوّل على قواعد النهضة و الجنوب ، او مرشح اليسار حمة الهمامي اذا اعادت الجبهة الشعبية ترشيحه مرة اخرى .
من ناحية اخرى ، من المستبعد ترشح الباحي قايد السبسي و الشاهد معا وقد تقتصر الدولة العميقة على ترشيح احدهما حتى لا تتشتت الأصوات ، أما النهضة التي تجيد لعبة الانتخابات فقد تترك الباب مفتوحا للجميع لكسب ودها اذا قررت عدم الترشح للرئاسيات لكنها ستساوم على المحافظة على تموقعها صلب السلطة التنفيذية و مفاصل الدولة و لن تتردد في تأييد الباجي قايد السبسي مرة اخرى فلا ننسى انه عندما سئل الاستاذ راشد الغنوشي قبل اشهر عن ترشحه للرئاسة أجاب : اذا ترشح الباجي قايد السبسي فلن اترشح .
الحديث عن الطلاق و فك الارتباط امر مفهوم قبل عام من الانتخابات ، لأن التحالفات تنطلق بعد اعلان النتائج .

كاتب و محلل سياسي


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 168328

Ajanoub  (France)  |Mardi 25 Septembre 2018 à 10:08           
دعك من رجل المرحلة و لغة الخشب ومما يقوله المتملقون .. انها ملامح الكعكة التي سوف يتقاسمها الفاشلون في بلد على حافة الافلاس تحت حكم "الشاهد" الفاشل.

Sarra2012  (Tunisia)  |Mardi 25 Septembre 2018 à 09:40           
كان على السبسي أن يصرح و يعترف بأن الشعب نفض يديه من الباجي و حزبه.
هو يريد أن يجعل من النهضة شماعة يعلق عليها فشله و فشل خياراته.
لم يكن شجاعا و اختار المخادعة و الهروب من تحمل المسؤولية و ألقى بكل أخطائه و أخطاء حزبه على الدستور و النظام الانتخابي كأنه اكتشفه البارحة و لم يكن يعرف ذلك عندما ترشح للرئاسة و وعدنا بكفاأت تسير 4 دول و ببرنامج اقتصادي كان نشوفوه ندوخو!!!

Bannour  (Tunisia)  |Mardi 25 Septembre 2018 à 08:39           
أهم ماقيل هو أن الشاهد لم ينخرط في المعارك الإيديولوجية و هذا ما جعل و سيجعل الشاهد يقنع و هذا ما تغافلت عنه كل الأحزاب و القادات حيث كانت برامجها تصب في إتهام النهضة خارج الحكومة بالتطرف و ..و.. و داخل الحكومة بالفشل حتى و إن تحالفت مع أعظم إقتصاد في العالم في حين أن الشاهد خاطب مباشرة الشعب رغم الإمكانيات المحدودة لدينا و رغم الواقع المزري إلا أنه وجد صدى و قبول شعبي و لم يتهكم على هوية و مرجعية الشعب


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female