حزب المحافظون الديموقراطيون , الحلم المشروع

مرتجى محجوب*
نسب قياسية لمستوى انعدام الثقة في الطبقة السياسية ,و عزوف مفزع عن الاقتراع اثبتته الانتخابات البلدية الاخيرة ,اضافة لخيبة الامل الكبرى من مواقف احزاب كانت تمثل الامل و الرجاء لعديد التونسيات و التونسيين و خصوصا من تقرير لجنة الحريات الفردية و المساواة ...
نسب قياسية لمستوى انعدام الثقة في الطبقة السياسية ,و عزوف مفزع عن الاقتراع اثبتته الانتخابات البلدية الاخيرة ,اضافة لخيبة الامل الكبرى من مواقف احزاب كانت تمثل الامل و الرجاء لعديد التونسيات و التونسيين و خصوصا من تقرير لجنة الحريات الفردية و المساواة ...
انه وضع لا يمكن ان يخدم سوى حزبا النهضة و النداء ,من اجل مواصلة التربع على عرش الحكم من دون تعب و لا شقاء ,و لتذهب تطلعات و احتياجات الشعب الكريم الى الجحيم ,و ان ادى الامر لا قدر الله لانتفاضة شعبية هادرة لن تبقي هاته المرة لا على اخضر و لا على يابس !
من اجل ملئ هذا الفراغ الرهيب و من اجل استرجاع ثقة المواطنات و المواطنين ,يصبح ضروريا و حياتيا ان تتشكل قوة شعبية تعبر بكل صدق عن انتظارات التونسيات و التونسيين ,و تقطع مع الكذب و التدجيل و الوعود الزائفة في صيغة حزب جديد ,يمكن تسميته : حزب المحافظون الديموقراطيون Parti des Conservateurs Démocrates فيما يلي بعض ملامحه و خطوطه العريضة و مطالبه العملية كما اراها :
- حزب محافظ ,بمعنى انه لا يقبل المساس بثوابت الاسلام و يعتبر الدولة كما ينص عليه الدستور مسؤولة عن تفعيل احكام الاسلام و احترام و حماية حدوده الشرعية و يدعو في هذا الاطار لمنح الاستقلالية للمجلس الاسلامي الاعلى عن رئاسة الحكومة و لمفتي الجمهورية عن رئاسة الجمهورية حتى يؤديا ادوارهما بكل نجاعة و حياد ,في مقابل اضافة فصل لقانون الاحزاب الجديد, يمنع تاسيس او نشاط اي حزب سياسي على اساس ديني او عرقي او طائفي .
و يناشد في هذا السياق ,جميع القوى البرلمانية الحالية للتصدي لاي مشروع قانون يتبنى ما يخالف صريح الاسلام المجمع عليه في كل مكان و زمان, في مقابل الدعوة المستعجلة لتفعيل صندوق اختياري للزكاة و الصدقات مدعم باليات رقابية صارمة و مشددة .
- حزب ديموقراطي ,يعتبر ان الديموقراطية الحقيقية لا تقتصر على صناديق الاقتراع, بل تتخطاها الى تحييد الدين عن التجاذبات السياسية و الحزبية و الى استقلال القضاء و الاعلام وهياكل الرقابة العمومية و الى امن و جيش جمهوريان و الى حرية الفكر و الفن والابداع و ضرورة التمويل العمومي للاحزاب السياسية و مراقبة شتى انواع التمويلات الخاصة او الاجنبية المتعلقة بالاحزاب و الجمعيات, كما يؤكد على التداول السلمي على السلطة عبر الانتخابات النزيهة و الشفافة كوسيلة وحيدة و حصرية .
- حزب يتبنى خيار الاقتصاد المختلط الذي فيه تعايش بين القطاع العام و الخاص و التشاركي و التضامني مع ايلاء اهمية خاصة للقطاع الفلاحي و لتنظيم و تطهير مسالك التوزيع التجاري و تسهيل و تشجيع المبادرة الخاصة و تبسيط الاجراءات الجبائية و تنقية مناخ الاستثمار و حماية تكافؤ الفرص و المنافسة النزيهة و الشفافة .
- حزب يدافع عن السيادة الوطنية و عن استقلالية القرار الوطني , و يطالب في هذا الاطار بتدقيق شامل في الثروات الطبيعية الوطنية و طرق استغلالها و ضرورة انخراط تونس في القريب العاجل في الاتفاقية الدولية للشفافية في الصناعات الاستخراجية ,كما يتصدى لكل محاولات الاختراق الخارجي و يلزم سفراء و ممثلي البعثات الاجنبية بقواعد العمل الدبلوماسي كما نصت عليه اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية و يناى بتونس عن سياسة المحاور و كافة اشكال التنطع و العنترية و الدغمائية في علاقاتنا الخارجية مع السعي نحو الوحدة المغاربية و العربية و الاسلامية في اطار الحفاظ على الخصوصية الوطنية .
- حزب يلتزم بتطبيق القانون على الجميع من دون استثناء ,ويتصدى بكل قوة لكافة اشكال الفساد الكبير منه او الصغير و يطالب في هذا الاطار بتغيير العملة الوطنية في اقرب الاجال و اصدار عفو عن جرائم الصرف و تدعيم هياكل الاستخلاص الجبائي و لدى الصناديق الاجتماعية بالوسائل البشرية و المادية الضرورية لحسن اداء مهامها على الوجه المطلوب و تفعيل المنظومة الالكترونية للصفقات العمومية و التوجه نحو الادارة الذكية و العصرية و محاربة البيروقراطية و الزبونية و الرشوة و المحسوبية و عدم توفير اي حماية خاصة او استثنائية لعائلات او لوبيات بحكم ثقلها المالي او المعنوي على الساحة الوطنية .
- حزب يدافع على ضرورة اقرار منحة للعاطلين الباحثين الفعليين عن عمل و على توفير الحد الادنى من المعيشة و الدخل لفائدة كل العائلات الضعيفة و المهمشة الى جانب اقرار التغطية الصحية لكل تونسي او تونسية غير مشمول بالتغطية الاجتماعية .
- حزب يدافع عن اصلاح المنظومة التعليمية في اتجاه بناء العقول النقدية و العقلانية و المنهجية و المنطقية و الحرة بعيدا عن سياسات التلقين و الدمغجة و انتاج العقليات القطيعية ,كما يؤكد على اهمية و دور الثقافة الحرة و المستقلة في حياتنا الاجتماعية و ضرورة تشجيعها ماديا و معنويا و حماية الفنان و المبدع من كل اشكال التضييق او الاعتداءات المعنوية او المادية ,و كذلك الرياضة للجميع و ما تكتسيه من اهمية في تاطير و حماية الاجيال الصاعدة من شتى الانحرافات و الانزلاقات الخطيرة اضافة لفوائدها الصحية و ما يمكن ان توفره من عائدات مادية لفائدة الصناديق الاجتماعية و ما تقتضيه من توفير للمساحات الخضراء و للمسالك الصحية .
- حزب يتبنى و يلتزم بدوره في ارساء السلوك و المعاملات الحضارية بين افراد المجتمع في احترام كامل للقانون و للاعراف المجتمعية العريقة .
- حزب لا ولاء له الا للوطن و غير مرتبط بلوبيات داخلية او خارجية و يمثل التفاف مناضليه و مؤيديه من الشعب الكريم اكبر قوة و حصانة له من اجل تكريس برنامجه و تفعيله على ارض الواقع .
- حزب ينتخب قيادييه و مسؤوليه بطريقة ديموقراطية و لا مكان فيه للقرابات العائلية او الولاءات و المصالح الضيقة او الجهويات المقيتة و يتسم بالشفافية و الحوكمة الداخلية الرشيدة قدر المستطاع حتى لا نكون مثاليين اكثر من اللزوم .
اعلم انه حزب جديد سينضاف لقائمة طويلة من الاحزاب الموجودة حاليا على الساحة و لكن مبرر انشاءه هو اختلاف طرحه و توجهاته الكبرى عن البقية .
على كل حال فان حزب المحافظون الديموقراطيون هو حاليا مجرد حلم ,اتمنى ان يجد يوما ما طريقه للواقع .
عضو في حزب المحافظون الديموقراطيون الافتراضي
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 166597