الاعلام المصري يحذر من ترشح الغنوشي الى رئاسيات 2019

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/gasriniile110418.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

يواصل الاعلام المصري القيام بواجب اخذته النخبة المصرية على عاتقها، ويقضي بتعهد التجربة التونسية دوريا بما من شانه عرقة المسار او تشويهه املا في تنمية حالة احباط وطنية قد تسهم في تنحية المدني وتصعيد العسكري، يدور ذلك تحت شعار"المصيبة اذا عمت خفت"، وامام عزوف الجيش التونسي عن الانقلابات واختفائه عن رادار الفتنة واستعطائه عن الوكيل الاقليمي واحجامه عن خيانة دماء الشهداء، أمام ذلك يصبح تشويه النهضة في الشارع التونسي ودق الاسفين بينها بين بقية المكون السياسي ،المدخل الرئيسي لخلخلة الانتقال الديمقراطي، في هذا الاطار وتلبية لغريزة الفشل التي خيمت على التجربة المصرية المقبورة، اطلت جريدة الدستور لتسرد ما اعتبرتها اخطاء وقعت فيها حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي، قدمت في ذلك تركيبة غريبة متنافرة، قامت الصحيفة بتلسيقها رغم انف الذوق والمنطق والعقل السليم.





5 اخطاء اكدت الدستور ان النهضة ارتكبتها، على راسها اعلان رئيس الحركة نية النهضة الدفع بمرشح للانتخابات الرئاسية، والاستحواذ على اموال ضحايا الاستبداد المقدرة بعشرين مليون دولار، واستعانة الحركة بمرشح يهودي للانتخابات البلدية واعتداء انصارها على من اراد الاحتفال بالثورة، ثم واخيرا تصريحات الغنوشي حول المثلية الجنسية، مستنكرة قوله "وليس علينا أن نسأل أنفسنا عمّا يفعله الناس في المنزل أو التدخل في الخيارات الشخصية والفردية".


تلك تركيبة متبلدة ركيكة ، فالمأخذ الاول حول قرار الحركة بالترشح الى محطة 2019 يأتي متناقضا مع ما أُعلن سابقا في مصر، ولتذكير فان وسائل اعلام مصرية سبق واعتبرت غياب النهضة عن رئاسيات 2014 بمثابة الجبن ووصفته بالهرورب من ساحات المنافسة، لتعود اليوم وتستنكر او تستكثر القرار الذي اعلنه الغنوشي، أما مبلغ 20 مليون دولار، ليس الا فرية عرجاء تبحث عن مطاعن مالية تُلحق بمختلف المطاعن الاخرى التي يستعملها خصوم النهضة. وبالنسبة لاعتبراهم ترشيح شخصية يهودية على قائمات النهضة بمثابة الخطأ، فلا اعتقد أنهم جديين في ذلك، لأنه وان كانت الحركة رشحت المواطن التونسي الجنسية اليهودي الديانة سيمون سلامة على لائحاتها، فان منظومة الانقلاب واعلامها رشحوا القدس عاصمة للصهاينة، وقرروا تهجير الفلسطينيين من ارضهم وتوطينهم في سيناء وانكروا حدود 48 ومن بعدها حدود 67، ثم ان تونس فصَلت بشكل نهائي بين الاجرام باسم اليهودية او الاسلام او المسيحية وبين الديانات السماوية، وأقرت حرية المعتقد وارتضت التعايش على شرط المواطنة. يبقى الحديث عن المثلية الجنسية والاساءة لأبناء ثورة سبعطاش، فلا نُخب عسكر السيسي بجلوا الثورات او حتى استعففوا في سفك دماء شبابها، ولا المشهد السنيمائي المصري خلى من منتوج الشذوذ الذي أصبح يحصد الجوائز ويستحوذ على التمويل العام والخاص.


ذلك بعض ما نشرته الدستور، اما صحيفة اليوم السابع فقد ركزت بشكل كبير على عودة النهضة الى الواجهة، وتطرقت في اكثر من مقال لتصريحات الغنوشي الاخيرة مؤكدة ان زعيم النهضة يطرق ابواب قرطاج، وان حزبه اختار التقدم من المركز الثاني الى الاول، خاصة بعد ان تصدرت قائماته وغطت جميع الدوائر البلدية بنسبة 100%، وحذرت من أن الانتصار في البلديات سيحدد مصير انتخابات 2019. ولا ندري كيف يمكن ان ينسجم هذا التحذير من اكتساح الحركة، مع الاخبار التي نشرتها نفس الصحيفة واعلنت فيها ان النهضة تشهد عاصفة انقسامات داخلية، ودخلت في العمق لتنقل فعاليات الحرب التي تدور بلا هوادة داخل الحزب، حتى ان طريقة الوصف التي اعتمدتها الصحيفة توحي بان النهضة ستتفكك قبل ان ينتهي صاحب المقال من مقاله، والملفت ان العديد من الصحف والمواقع الالكترونية المصرية، عبرت عن استيائها من امكانية خلافة الغنوشي للسبسي، واشارت بشكل فج الى رفض الفكرة من اساسها.


ليس الدستور ولا اليوم السابع ولا موقع فيتو ولا المصري اليوم ولا قنوات الانقلاب بجوقتها المألوفة، ليسوا هم فقط من تجند لمهمة حتمية اكدها سابقا "الوكيل الاقليمي" والذي شدد على ان التخلص من الاسلام السياسي بشكل نهائي يقتضي التخلص من النهضة التي مازالت تمثل بريق الامل لدى المكون الاسلامي الى جانب ما اطلقوا عليها"دولة اردوغان"، والاكيد ان النخبة المصرية تعلم ان التجربة التونسية بجميع نسيجها، تعد بمثابة العقبة النفسية أمام استقرار الاستبداد واستسلام جيوب النضال والدخول في هدنة طويلة، تضع فيها الحرية اسلحتها وتطلب فيها الديمقراطية العفو، ويعلن التداول السلمي على السلطة توبته ثم يدخل في سباته العميق..أعمق من ذلك السبات الذي انتابه عشية رحيل المستعمر عن ارض العرب، والذي استفاق منه ذات سبعطاش ديسمبر.


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 159371

Azzah  (France)  |Jeudi 12 Avril 2018 à 17:21           
Cette pauvre Egypte est dans un état d'épuisement tel que son élite (pseudo) ne sait plus par quel bout la regarder. Encore faudrait-il que cette élite soit composée d'âmes et d'esprits. Quand le vide l'habite alors cette pseudo élite va chercher un autre paysage, une autre inspiration, qui peut-être saura booster son stylo. Mais le peuple d'Egypte demeure oublié, soumis à une dictature pour laquelle il n'a pas initialement voté. Et l'on
nous parle de democratie.

Abid_Tounsi  (United States)  |Jeudi 12 Avril 2018 à 10:59           
إعلام الخسيسي الحقير لا يُسْمع. هو عبارة عن نباح... و القافلة تسير

Kamelwww  (France)  |Mercredi 11 Avril 2018 à 18:15           

إلى المتخلفين من الإعلاميين وأشباه المثققين في مصر نقول: تونس دخلت عصر الديموقراطية، ولا نية لنا في العودة للإستبداد كما فعلتم أنتم في مصر مع رئيسكم المنتخب ديموقراطيا محمد مرسي.

أنا شخصيا لست نهضاويا، لكن لو إنتخب الشعب الغنوشي، فسأعتبره رئيسا شرعيا، لأن الديموقراطية تقتضي ذلك. وسأسانده في أداء مهامه للسير بالبلاد نحو التقدم.

أما أنتم في مصر، فإنكم لا تحبون الديموقراطية، عزلتم مرسي واخترتم أعبط وأغبى إنسان في مصر وهو السيسي البائع للقضية والأرض والعرض والمحاصر لأهلنا في غزة... لذلك نحن ندعو لكم أن يرزقكم الله بنعيم الديموقراطية.


Weldtounes  (Tunisia)  |Mercredi 11 Avril 2018 à 16:20           
اش حك شعيرك يا اعلامي مصري يا حقير c'est notre cuisine interne, on sait bien qu'est qu'on fait ici en TUNISIE , ce n'est pas l'egypte c'est la TUNISIE

Mandhouj  (France)  |Mercredi 11 Avril 2018 à 16:09 | Par           
هل السيسي ييبقی رءيس حتی 2019 ? السيسي سيأتي من ينسفه في اليم قبل 2019 . . و تنتهي قصۃ حقارۃ يعيشها شعبنا الأبي في مصر . .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female