دولة تنسى شهداءها

أبو مـــــازن
بالأمس و الى الرابع عشر من جانفي القادم تعود بنا الذاكرة الى صولات الشوارع والى تلك الدماء الزكية المسكوبة بسخاء رصاص القناصة و التي ارتفع أصحابها الى علييّن. هم الشهداء الحق اذ قتلوا لأجل الحرية والكرامة و الظلم والضيم. اليوم و بعد سبع سنين لم يبق الاعلام الفاسد شيئا يذكر غير بعض التغريدات التي تتكرر. لقد ملأ عقولنا يأسا وألما و حسرة على الماضي بل سعى الى ما قبل الماضي ونصّب له المنابر و التماثيل. لم يبق في الذاكرة بعد سبع سنين غير تاريخ الموعد، مجرد عيد وطني تستساغ فيه الراحة و الفسحة فلن يذكر شهداء وطني أحد بل سيمعن الاعلام والدولة بأجهزتها في الدعوة الى نسيانهم اذ عجزت هذه الأخيرة الى حدّ الساعة عن تحديد قائمتهم بل اختصرت في بعض الاحيان هذه القائمة المرجوّة في شخصيتين أو ثلاث شخصيات حسب الطلب والتحالفات.
بالأمس و الى الرابع عشر من جانفي القادم تعود بنا الذاكرة الى صولات الشوارع والى تلك الدماء الزكية المسكوبة بسخاء رصاص القناصة و التي ارتفع أصحابها الى علييّن. هم الشهداء الحق اذ قتلوا لأجل الحرية والكرامة و الظلم والضيم. اليوم و بعد سبع سنين لم يبق الاعلام الفاسد شيئا يذكر غير بعض التغريدات التي تتكرر. لقد ملأ عقولنا يأسا وألما و حسرة على الماضي بل سعى الى ما قبل الماضي ونصّب له المنابر و التماثيل. لم يبق في الذاكرة بعد سبع سنين غير تاريخ الموعد، مجرد عيد وطني تستساغ فيه الراحة و الفسحة فلن يذكر شهداء وطني أحد بل سيمعن الاعلام والدولة بأجهزتها في الدعوة الى نسيانهم اذ عجزت هذه الأخيرة الى حدّ الساعة عن تحديد قائمتهم بل اختصرت في بعض الاحيان هذه القائمة المرجوّة في شخصيتين أو ثلاث شخصيات حسب الطلب والتحالفات.
لم يكن هذا السلوك غريبا على دولة "المخزن" لقد نسي الأجداد شهداء الحركة الوطنية و لم نرث عن ذاكرتهم الا اسم الزعيم الأوحد "فخامته المجاهد الاكبر". مات العديدون و منحت أسماؤهم لبعض الشوارع الجانبية: شارع مصباح جربوع ؟ نهج محمد الدغباجي؟ كما محي من الذاكرة الوطنية أسماء أخرى كالشيخ عبد العزيز الثعالبي. تونس دولة تعسّفت على تاريخها الوطني ابّان الاستعمار الفرنسي اذ يزدهر ذكر الأسماء قبل هذا التاريخ. لقد لاحت أسماء عديدة مشتهرة رغم قلّة وسائل التواصل والاعلام في تلك العهود فيروي التاريخ أسماء عدّة خلّدتها الذاكرة الوطنية والشعبية حتى صارت شخصيات حاضرة في ذهن التونسي: بعضهم شهداء والبعض الآخر مبدعون و منهم الشعراء والأدباء و العلماء والوطنيون الاحرار الذين ذادوا عنه في أحلك الفترات.
ينتظر أهل الجمهورية الثانية الموعودة اعادة كتابة تاريخ الحركة الوطنية و تدوين ردهات الثورة المجيدة بعد التحقيق و التمحيص وذكر شهدائها و مناضليها حتى لا تضيع هذه الحقبة الخالدة الملهمة للربيع العربي و لكل الشعوب التائقة للانعتاق من الظلم. لا بدّ أن يذكر شهداؤها بالاسم ثم توزّع أسماؤهم على الشوارع الرئيسية فلديغول مثلا بلده و مستعمراتها ليطلق اسمه على شوارعها مرات ومرات و لجان جوراس و جيل فيري و لافيات وغيره مدنا أخرى في بلدانهم لتوضع لهم التماثيل والنصب التذكارية. أمّا تونس فهي لشهدائها المنسيين الذين ظلمتهم الاعمال الفنية من مسرح وسينما فلم تعدّ لهم السيناريوهات و لم تنجز لهم الأفلام ولا المسلسلات التي تخلّد نضالهم.هل تستطيع مثلا بلدية تونس أو صفاقس أو سوسة أو قابس أو غيرها من المدن تسمية الشارع الرئيسي باسم الشهيد الاستاذ حاتم بالطاهر؟ لا يقدرون طبعا ولو بعد سبع سنين.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 152693