لماذا تراجعت دول حصار قطر عن مطالبها ؟

بقلم الاستاذ بولبابه سالم
ليس في الامر صحوة ضمير او صفقة فخصومات الاعراب شديدة لانها خلافات شخصية و لا تتعلق بمصالح شعوب و دول . لقد جاءت التعليمات من العم سام ، بعد رسالة اولى من خلال اعلان المخابرات الامريكية ان الامارات هي التي قرصنت وكالة الانباء القطرية و خطاب الامير تميم
، كان الرد الاماراتي مثيرا للسخرية بعد ان هددت احدى الكائنات البعيرية باغلاق صحيفة الواشنطن بوست التي سربت الخبر (هذا ما يحدث عند لقاء الجهل و المال ) ،اما احد المسؤولين فقد اعتبر ان الامر سيلفّه النسيان بعد فترة .. فكانت الخطوة التالية عن طريق الخارجية الأمريكية التي كشفت ان الامارات تحولت الى مكان لتبييض اموال الارهاب
..
ليس في الامر صحوة ضمير او صفقة فخصومات الاعراب شديدة لانها خلافات شخصية و لا تتعلق بمصالح شعوب و دول . لقد جاءت التعليمات من العم سام ، بعد رسالة اولى من خلال اعلان المخابرات الامريكية ان الامارات هي التي قرصنت وكالة الانباء القطرية و خطاب الامير تميم



وقتها عرفت دول الحصار ان الخطوة القادمة ستكون فضيحة مدوية فالامريكان يملكون ملفات الجميع لذلك سارعوا الى التراجع عن مطالبهم و تحدثوا عن ضرورات الامن و السلم و التعايش بعد ان كانت لغة الانقلابات و التدخل العسكري هي السائدة .. طبعا ليس الامر حبا في قطر ، فلا مجال للعواطف في السياست الدولية و حسابات المصالح و الغنائم ، لكن تركيا و ايران قطعتا الطريق منذ بداية الازمة ، الاولى سارعت بالمصادقة على اتفاقية التعاون العسكري خلال 24ساعة و تدفقت افواج عسكرية تركية متتالية على الدوحة تحسبا لاي طارئ فلا ننسى مواقف بعض الدول الخليجية المساندة للانقلاب الفاشل على اردوغان وهو ما لم ينساه الرئيس التركي الذي اشار لهم في خطاب له بعد الازمة لذلك استثنى من زيارته الخليجية المرتقبة الامارات و سيشد الرحال نحو السعودية و الكويت و قطر ، اما ايران فقد فتحت موانئها امام قطر لكسر الحصار الاقتصادي القاسي وهي تتهم السعودية بدعم بعض الجماعات الارهابية التي استهدفت مقر البرلمان و مرقد الامام الخميني في رمضان ، و عادة ما يكون رد الايرانيين عبر مخابراتهم القوية لا عن طريق العنتريات و الخطابات الرنانة و التدخلات العسكرية المباشرة كما يفعل العرب في لحظات غضبهم، وتدرك دول الخليج و خاصة الامارات و السعودية البحرين قدرات طهران في زعزعة استقرارها ، و حرب اليمن دليل على فشلهم امام فصيل الحوثي الذي يحظى بدعم ايران و صار يوجع الجيش السعودي رغم امكانياته الضخمة .
اما الولايات المتحدة فلا تريد حربا جديدة بعدما جمع ترامب الاموال من الجميع ، صفقات خيالية مع السعودية و عقود باكثر من 466 مليار دولار و مثلها مع باقي دول الخليج ، و حتى قطر التي كانت ترفض عقود تسليح جديدة خضعت بعد حصار جيرانها وامضت على اتفاقية شراء طائرات امريكية بقيمة 12 مليار دولار.
لن تحتاج الولايات المتحدة الى حرب جديدة في المنطقة فمصالحها محفوظة و اسرائيل في امان بل صار يتسابق اليها عربان الخليج و الكائنات البعيرية من اجل التطبيع و صرنا نتابع فضائح بعضهم في مساندة الكيان الصهيوني لسحق غزة المحاصرة اسرائيليا و مصريا برعاية السيسي ..
لقد قالها دوناد ترامب صراحة خلال حملته الانتخابية ، لولا امريكا التي تحمي ممالك الخليج لسقطت في ساعات ، و عليها ان تدفع المزيد من الاموال لنواصل حمايتها ..و هاهو ترامب يحرض بعضها على بعض احيانا للحصول على ما يريد ثم يقول لهم : قف ، انتهى ..
كاتب و محلل سياسي
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 145495