---

---

خرجت علينا الصفحة الإلكترونية لنسمة بعنوان اعادنا الى العصر الحجري للبريكولاج ، عملية تلفيق وترقيع مثيرة للشفقة احالتنا على كمية الخداع الفج الذي اصبحت تتغذى عليه قناة الاخوة القروي ، يوحي العنوان بمعلومة ثابتة يقينية لا يرتقي اليها الشك ، تؤكد ان القضاء الفرنسي وجه تهمة التعذيب حتى الموت للرئيس السابق المنصف المرزوقي ووزير الصحة الاسبق عبد اللطيف المكي كما وزير العدل الاسبق نورالدين البحيري " القضاء الفرنسي يوجه تهمة الإحتجاز والتعذيب حتى الموت للمنصف المرزوقي وعبد اللطيف المكي ونور الدين البحيري " ، هكذا ورد العنوان الصادم واللافت من المصدر ، والغالب ان الحيرة تملكت كل من اطلع عليه ، لان المعلومة جاءت دون مقدمات ولان القناة المثيرة وعلى تاريخها المشبوه كان يُستبعد ان تستعمل مثل هذه العناوين المولغة في الخداع خاصة في هذا التوقيت بالذات وامام المرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس ، غير ان تفاصيل الخبر ابانت عن حجم التردي الذي تلبّس القناة ، تفاصيل لم تعلن عن خلطة ركيكة بقدر اعلانها عن عودة القناة الى صنائعها عشية الفرار وليلة الانتصار .

في المحصلة وبعد الانتهاء من استعراض الخبر ، تبين ان نسمة نقلت احتمالاتها بالعنعنة ، بمعنى لم تصلها المعلومة الضنية و انما تلقتها من جهة اخرى ، حيث يفيد التفصيل ان سامي الدبوسي ابن المرحوم جيلاني الدبوسي اكد لنسمة أن القضاء الفرنسي سيلاحق المرزوقي والمكي والبحيري بتهمة "الاحتجاز والتعذيب حتى الموت" ، وجاء في التهم الاحتمالية المنقولة بالعنعنة ان المكي وحين كان وزيرا للصحة لم يمكن الدبوسي من فترة تطبب كافية في المستشفى واصر على عودته الى السجن ما اسهم في تدهور وضعه الصحي ، وحتى يكتمل المشهد وتحصل الاثارة اكدت نسمة ان ناقل الخبر رجح لها امكانية اقدام القضاء الفرنسي على إحالة نيابة قضائية للإنتربول !

يذكر انه وقبل سنة من هذا التاريخ ، صرح الدبوسي الإبن لأحد المواقع الإلكترونية ان الشرطة الدولية ستستدعي عبد اللطيف المكي ونورالدين البحيري والطبيب المشرف على حالة والده لإسهامهم في ارتكاب جريمة دولة ، كان ذلك في مارس 2016 وبعد اكثر من 15 شهرا عاد سامي الدبوسي عبر بوابة نسمة ليكرر القصة مع اضافة اسم المرزوقي و الابقاء على الطبيب في حالة سراح ، لا ندري ان كان سقوط اسم الطبيب مزية من الدبوسي الابن ام سهوا .

كما سبق لسامي الدبوسي سنة 2015 واكد لوسائل الاعلام ان "وكيل الجمهورية الفرنسي فتح تحقيقا في التهم المنسوبة لكل من رئيس الجمهورية منصف المرزوقي ووزير العدل الاسبق نورالدين البحيري وعبد اللطيف المكي وزير الصحة في عهد الترويكا وثلاثة من رجال الاعمال و طبيبا الى جانب عدد من القضاة و أعضاء من لجنة تقصي الحقائق" ، بذلك يكون رجال الاعمال والقضاة واعضاء لجنة تقصي الحقائق اختفوا من نسخة 2016 / 2017 ، والله اعلم بما ستفصح عنه نسخة 2018 ؟ وان كانت نسمة ستواصل رعايتها ام ستتخلى عن المشعل لربائبها .