ناجي جلول أفشل وزير في تاريخ تونس القديم والمعاصر يعود إلى التهريج مجدّدا

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/najilimann.jpg width=100 align=left border=0>


شمس الدين النقاز (*)

بعد طول جدال وأخذ وردّ واجتماعات علنية وأخرى سرية بين رئيس الحكومة التونسية واتحاد الشغل أكبر منظمة نقابية في البلاد، قرّر يوسف الشاهد إقالة وزير التربية ناجي جلّول بعد أكثر من سنتين من تعيينه على رأس إحدى أهم الوزارات في تونس.





قرار التحوير الوزاري الأخير الذي أعلنه الشاهد قبل يومين، جاء مفاجئا للمراقبين للشأن التونسي الداخلي في توقيته خاصة في هذا الظرف الحساس الذي تمرّ به البلاد، فوزيرة المالية المقالة لمياء الزريبي وتصريحها غير المسؤول ساهم في مزيد تردّي الأوضاع الاقتصادية وإصابة الدينار التونسي في مقتل، كما أن "عنتريات" وزير التربية ناجي جلّول وتحدّيه لجميع المربّين خلال هذه السنة الدراسية كادت تكون سببا في سنة دراسية بيضاء سيكون ضحاياها مئات آلاف التلاميذ.

لن نتحدّث كثيرا في هذا المقال عن لمياء الزريبي وزيرة المالية فهي ليست أكثر من امرأة فاشلة تولّت منصبا وزاريا أكبر من حجمها، واصلت خلاله تنفيذ إملاءات صندوق النقد الدولي التي اجتهد سلفها سليم شاكر لأجل الموافقة عليها قبل الخروج من الوزارة نهاية شهر آب أغسطس الماضي، بل سنتحدّث عن وزير التربية ناجي جلول.

إن جلول ذلك الأستاذ الجامعي الذي يقدّم نفسه كأحد رموز الإصلاح التربوي لم يكن سوى خنجرا في خاصرة التعليم التونسي، فالرجل لم يدّخر جهدا في إقصاء كل ذي شأن وذي رأي سديد، مقابل تقريب حاشيته والموالين له من الذين نفخوا في صورته حتى غلط في نفسه وحمّلها ما لا طاقة لها به.

إقالة جلّول التي جاءت قبل أسابيع قليلة من بداية المناظرات الوطنية وامتحانات آخر السنة، أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الحلول الوقتية والارتجالية التي تسارع الحكومة في اتخاذها بين الفينة والأخرى، لن تخرج البلاد من مأزقها بقدر ما ستساهم في تعميق جراحها المتعفّنة، خاصة مع إجماع المراقبين على أن أزمة تونس اليوم ليست في تعيين مسؤول مكان آخر بقدر ما هي في غياب الثقة بين الحكام والمحكومين بمختلف أصنافهم وتياراتهم وتوجهاتهم.

يخطئ من يظن أن إقالة جلّول ستكون الحل خاصة بوجود نقابيين متمعّشين ومتمرّدين على القانون، فتراهم يهدّدون بسنة بيضاء بدعوى تعنّت وزير التربية ورفضه التفاوض معهم، متناسين بذلك دورهم الرئيسي في تخريب التعليم العمومي جرّاء دفاعهم عن زملائهم الفاسدين، بل إن هذا القرار سيزيد من تمعّش هؤلاء وتغليبهم مصالحهم الفردية على المصلحة الجماعية.

المؤسف أن الجرأة المفرطة التي عرف عنها جلّول المعارض للترويكا الحاكمة التي خرّبت بدورها البلاد نتيجة أياديها المرتعشة إبان فترة حكمها، قد عاد من جديد لممارسة هواية المفضلة في سب وشتم الوزراء والسياسيين والمسؤولين بعد إقالته، ففي حواره مع صحيفة "أخبار الجمهورية" نشر اليوم الأربعاء ، قال جلول إنه كان على يوسف الشاهد إقالة وزير التجارة الفاشل ووزير التكوين المهني والتشغيل ووزيرة الشباب والرياضة ووزير الاتصال ووزير التعليم العالي الذي تؤثر في قراراته النقابات، معتبرا أن هؤلاء الوزراء أولى بالإقالة.

المدارس والمعاهد التونسية اليوم أصبحت الداعم الأساسي لـ"قلّة التربية" جراء غياب إرادة الإصلاح الحقيقية وإسناد الأمور لغير أهلها، وما وزير التربية ناجي جلّول الذي كرّس مبدأ علوية التلميذ على الأستاذ إلا أحد المتسبّبين في ذلك بسبب عدم وضوح رؤيته وتغليب الأيديولوجيا على المنطق في ما برامجه "الإصلاحية"، لذلك فعليه أن يلتزم الصمت بدل التهريج والصياح المفرط رغم علمنا أن الضربة التي أكلها تحت الحزام موجعة جدا ولا يمكنه أن يتعافى منها بسرعة.



كاتب صحفي تونسي


Comments


22 de 22 commentaires pour l'article 142168

DOUZ12  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 17:58           
جلول مصدوم من الإقالة. ولسان حاله يقول "انا أهرج اذا انا موجود "
انا استغرب فيمن يعتبرون هذا الفاشل قد احدث تغير في وزارة التربية ما عدى انه اقترح بكل وقاحة وغباء ان ينقص من الرياضيات والفيزياء والعلوم كي تزيد حصص الرقص والموسيقى وكأنه يريد ان يقنعنا وهو أستاذ تاريخ ان الحضارات تطورت بالغناء والرقص لا بالعلوم والتكنولوجيا

Elghazali  (France)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 16:53           
JALOUL PRESIDENT. Pour renvoyer el ikhouns à leurs places.

Mandhouj  (France)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 16:15           
مخاطبة الجانب الإبداعي ، جانب المواهب في التلميذ ، في المتخرج .. لتنمية طرق التدريس ، لتنمية المواهب و قدرات الابداع لدى الفرد ثم لدى المجموعة ... هل برامج التعليم في تونس آخذة بهذا المنوال ؟ تفعيل جانب الدستور في حرية الضمير و ترشيد الممارسة الديمقراطية و الخلق الديمقراطي المتحرر من رواسب حب الرجوع للستبداد ، هو طريق فتح هذا العهد الجديد ، تونس المساهمة الكونية .. طبعا ، هذا لا يحدث إذا لا تستكمل بقية مسارات الدستور ، في محكمته الدستورية ، في
هيئاته المعلقة لحد الآن ، أو المحدودة الكفأت و التمويل .. مسار التأسيس للنظام اللامركزي ، رزنامة القوانين التي ستقطع مع قوانين القمع و المراقبة للمجتمع ، للفرد ، و لثقافة التمييز (discrimination)... و هكذا نفتح مسار التنمية و الاستثمار ، لبناء تونس العدالة الاجتماعية ، الإكتفاء الذاتي و المصدرة ... ثورة 17 ديسمبر 2010 - 14 جانفي 2011 ، هي فعلا فرصة لكل أبناء شعبنا ...


نحن اليوم نعيش خوف عميق من الدخول في هذا العهد الجديد.. الخروقات الدستورية، المحاولات الانقلابية على مسار الثورة التاريخي (عدالة انتقالية مصالحة وطنية) ، الإستقطاب المشين الذي يغذي التفرقة بين الأحزاب ، ... كل هذه الأشياء هي دليل قوي على هذا الخوف الخوف العميق ، الذي تعيشه خاصة النخبة ، كثير من الأحزاب إن ليس كلها ...

متى ثورة العقول التي ستأتي بلوجيسيال جديد للتفكير ؟

Amir1  ()  |Mercredi 3 Mai 2017 à 15:35           
اﻹعلامي المأجور مثل نادل المطعم...يستعمل مناديل جديدة وعندما ينتهي منها
يلقي بها في صندوق القمامة
السيد جلول كان يخوض مع الخائضين ومن بلاتوه إلى بلاتوه كان يشحذ سيفه
ليهجم على عدو...اﻷحد الماضي أتته -لا تقرى لا تكتب من أقرب المقربين- من حيث لم يتوقع...العاقبة لكل من لم يفكر في العواقب
طيب الله أوقاتكم

Zoulel  ()  |Mercredi 3 Mai 2017 à 14:26 | Par           
كفانا الاعيب سياسوية. . قرار اقالة جلول مدروس وجاء في الوقت المناسب لاعطاء الفرصة لاساتذتنا وتلاميذنا كي يتجا وزواالمتحانات بهدوء وسلام .ا

Nourammar  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 14:23           
رغم معارضتي لحزب النداء الا ان هذا الوزير اعتبره ناجحا لانه فرض رايه ولم يخف لا من نقابات ولا من املاءات ولا من احد وما احوجنا لوزير قوي في زمن الضعف والاستكانة

Sly  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 13:51           
وزير السينوج

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 13:36 | Par           
الرخيس يقعد رخيس،وعزة النفس لا تجدها الا عند أصحاب الشهامة

Incuore  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 13:30 | Par           
مهرج صحيح

Meryouma  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 13:12           
وين الدروس الخصوصية تنحات في عهد جلول الدروس هذه ولات في المدارس ب40 دينار كانت قبلو ب15 د و الدروس خارج المدارس اصبحت من ال50 الى اكثر في شكون تغالطو

Jamjam  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 12:46           
Malgre ses fautes ,Monsieur Jalloul a cree une dynamique pour reformer le systeme deducation, il a ose secouer le systeme en place , la bureacratie , il a tenu face a des Syndicalistes radicaux et a ouvert beaucoup de dossiers ( longues maladie non justifies .., cours particuliers ...).Mais, il na pas reussi a bien commniquer avec le corps enseignant

Reflect  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 12:01           
"هذه السنة الدراسية كادت تكون سببا في سنة دراسية بيضاء سيكون ضحاياها مئات آلاف التلاميذ"
عن ماذا تتحدث .. كاتب هذا المقال يغط في سبات عميق ... هذه السنة الدراسية تعتبر الافضل بعد الثورة

Mongi  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 12:01           
@Carlos73 "لزمنا وزرو راقدين ميعملو شئ بش يرضى علاهم النقابيين و السيستام الفاسد"

ناجي جلول دخل الوزارة من خلال السيستام الفاسد. من خلال النداء. والنداء سليل التجمّع والتجمع أفسد منّو ماثمّاش.

SIKOU  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 11:57           
@ Neggaz : Est ce que vous savez au moins qui n'auront jamais d'accidents de travail ?
Ces sont les gens qui ont peur d'essayer de "SAUTER" les obstacles.

Volcano  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 11:41           
مع ان جلول اخطا واجرم في حق التعليم فان مهمة اصلاح المنظومة التربوية ليست مهمة فردية تحفل بالنزوات الفكرية و الاديولوجية لاي وزير سياتي بل هي مهمة علمية دقيقة تتطلب مشاركة الجميع و تتطلب التاطير الكافي حتى لا نجرم مجددا في حق الاجيال القادمة

Hercul52  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 11:38           
Si monsieur Jalloul est si populaire au point d'etre des fois la personnalite preferée des tunisiens pourquoi il ne se presente pas aux elections (n'importe lesquelles) et on aura la reponse definitive et en attendant laissez une personne digne diriger le ministere de l'education

Carlos73  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 11:23           
Celui qui ne fait rien ne se trompe pas
لزمنا وزرو راقدين ميعملو شئ بش يرضى علاهم النقابيين و السيستام الفاسد
هذم مايساعدهمش التغيير

Mongi  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 11:14           
بعبوص الكلب حطّوه 40 يوم في القصبة(قصر الحكومة بالقصبة). كيف طلع طلع أعوج.

Bakha  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 10:56           
RAKHISS

Extra  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 10:43           
@ si ennaguez
ce que vous avez écrit, et contraire a la réalité , alors que toute l'opinion générale est avec Si Jalloul, vous , vous le qualifié de poignard, je suis convaincu que vous êtes un une personne de l'enseignement , et comme il a coupé les rentes ,maintenant vous et vos semblables de yakoubi , vous pouvez en profiter, vous n'aimez pas les bon travailleurs.

Sly  (Tunisia)  |Mercredi 3 Mai 2017 à 10:38           
جلول من ضحايا الزرقوني اللي نفخ في صورته

MedTunisie  ()  |Mercredi 3 Mai 2017 à 10:29 | Par           
الحمد الذي عرف افشل وزير في افشل حكومة


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female