تحركات الغنوشي تدفع الصحافة الفرنكفونية في الجزائر نحو الواقعية

نصرالدين السويلمي
تمكن زعيم حركة النهضة ضمن سلسلة من التحركات نفذها باتجاه الجارة الكبرى من اقناع الصحافة الجزائرية الناطقة بالعربية بان المرحلة لم تعد تحتمل السجال الايديولوجي العقيم وان مركبة العالم العربي بصدد عبور السحب الركامية او Cumulonimbus، وهي حالة تتجاوز الهزات الهوائية التقليدية ، هي محطة اخطر بكثير من التناحر الفكري السياسي التقليدي الذي قيّد الرقعة العربية وحبسها اسيرة لعقود الستينات والسبعينات ، ويبدو ان وسائل الاعلام الجزائرية في غالبيتها فهمت طبيعة الاعصار الذي تعبره الامة نحو ثنائية الغد المشرق او الغد المغرق ، وتيقنت ان التنابز الايديولوجي الفكري الثقافي يعتبر فضيحة وجريمة تمارسها القوى البلهاء في حضرة الصراع الطاحن بين أمل المخاض وفاجعة الاحتضار ، ولا شك ان الاغبياء وحدهم من يتنازعون تفاصيل الاشياء وسفاسفها بينما يهجم الردى وينزل الفناء بثقله يطلب البقعة العربية حثيثا.
تمكن زعيم حركة النهضة ضمن سلسلة من التحركات نفذها باتجاه الجارة الكبرى من اقناع الصحافة الجزائرية الناطقة بالعربية بان المرحلة لم تعد تحتمل السجال الايديولوجي العقيم وان مركبة العالم العربي بصدد عبور السحب الركامية او Cumulonimbus، وهي حالة تتجاوز الهزات الهوائية التقليدية ، هي محطة اخطر بكثير من التناحر الفكري السياسي التقليدي الذي قيّد الرقعة العربية وحبسها اسيرة لعقود الستينات والسبعينات ، ويبدو ان وسائل الاعلام الجزائرية في غالبيتها فهمت طبيعة الاعصار الذي تعبره الامة نحو ثنائية الغد المشرق او الغد المغرق ، وتيقنت ان التنابز الايديولوجي الفكري الثقافي يعتبر فضيحة وجريمة تمارسها القوى البلهاء في حضرة الصراع الطاحن بين أمل المخاض وفاجعة الاحتضار ، ولا شك ان الاغبياء وحدهم من يتنازعون تفاصيل الاشياء وسفاسفها بينما يهجم الردى وينزل الفناء بثقله يطلب البقعة العربية حثيثا.

تراوحت قراءة الصحافة الجزائرية الناطقة بالعربية لزيارات الغنوشي الى الجزائر بين التثمين والتبشير وبين الواقعية والحياد ، وقليلا ما طفت اللغة المبيتة المصفوعة بهمجية التنابز الركيك ، كما خلت من التوظيف الماكر والايحاءات الهجينة التي تعودت عليها الكثير من وسائل الاعلام التونسية ، وانخرطت الحالة الاعلامية الجزائرية في تدعيم الموقف الرسمي وتجنبت الاساءة الى الغنوشي بل ومدحته في الكثير من الاحيان ليس حبا وتناغما مع الرجل وانما تشجيعا للخطوات التي يقوم بها والتي تصب في رصيد المقاربة الجزائرية ،ولا يهم الاعلام الجزائري ان كان هوى الغنوشي يجنح الى اليسار او اليمين او الوسط ، ما دامت هناك مصالح متبادلة ومنافع ستحوزها الجزائر كما تونس وايضا كما ليبيا .
توازن الغنوشي وخطابه الحذر البسيط الخالي من التسويق الحزبي والمهموم بنزع الفتائل دفع بقطاع الصحافة الجزائرية الناطقة بالفرنسية الى الالتحاق بركب الواقعية ، بعد ان كانت والى مرحلة قريبة تتعاطى مع الزعيم النهضاوي بحذر تتخلله ريبة ، هذا ما اكده الاسلوب الذي تناولت من خلاله صحيفة الوطن في عددها ليوم السبت 11 فيفري ، التحركات الديبلوماسية على جبهة الملف الليبي والتي يشغل الغنوشي حيزها الاكبر او الأهم ، ولا شك ان التحاق الصحافة الفرنكفونية في الجزائر بركب الواقعية من شانه تحفيز الحالة الاعلامية في تونس على تنقية مضامينها من خطابات النميمة الاعلامية والتهييج الثقافي الفكري ، والتفرغ الى التحشيد للأهداف الوطنية الكبرى دون الالتفات الى عناوين الاشخاص والمنضمات والاحزاب الهيئات ، ما دام الهدف هو تثبيت المنجز التونسي وتثمينه واستكمال الطموح المشروع لشعب تونس الذي يستحق حياة أفضل من التي هو بصددها.
ها قد توازنت الصحافة الجزائرية الناطقة بالفرنسية وجنحت الى المصالح العامة الواسعة و الباقية بدل المصالح الضيقة الخاصة والعابرة ، فمتى نرى الصحافة التونسية الناطقة بالعربية تجنح نحو مصلحة تونس بدل الاستغراق في مصالح بعض التونسيين على ندرة عددهم ووفرة سطوتهم .
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 138281