7 سبتمبر: بوليس عابر للحدود (قصّة الأنتربول)

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/interpolhq.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: مهدي الزغديدي
كيفما اليوم


كيفما اليوم 7 سبتمبر 1923 تمّ تأسيس منظمة الشرطة الجنائيّة الدوليّة، المعروفة باسم الأنتربول.
...

شهد العالم، وخاصة أوروبا، بداية من القرن 18 و19 ثورة صناعيّة هامّة غيّرت من نسق الحياة وطوّرتها. وقد تأثّر عالم الجريمة بدوره بهذا التطوّر، فأصبح المجرمون يستعملون آخر التقنيات الصناعيّة والإتصاليّة للقيام بجرائمهم، واستغلال وسائل النقل السريعة للتنقّل من بلد لآخر من أجل الفرار من عدالة مسرح الجريمة. فتزايدت الحاجة شيئا فشيئا للتنسيق بين الدول للإمساك بالمطلوبين للعدالة. فكان أن انعقد في إمارة موناكو سنة 1914 أوّل مؤتمر للشرطة الدوليّة، بحضور ضبّاط أمن ورجال قانون وقضاة من 24 دولة. وتمّ التباحث في إجراءات التحقيق والتوقيف وتوثيق السجلات الخاصة بالمجرمين الدوليين والآليّات القانونية المنظمة لإجراءات تسليمهم.
وفي نهار كيفما اليوم 7 سبتمبر 1923 قام الضابط يوهانس شوبر، رئيس شرطة مدينة فيينا بعقد مؤتمر ثان في فيانا انبثق منه تأسيس اللجنة الدوليّة للشرطة الجنائيّة، ووضعت على عاتقها مهمة تحقيق التعاون الدولي في المجال الأمني من خلال التنسيق بين أجهزة الشرطة لبعض دول العالم. إلا أن وجودها انطفأ عملياً طوال الحرب العالمية الثانية وطوال العشر سنوات اللاحقة بعد أن سيطر عليها النازيّيون. ثمّ قادت بلجيكا جهودا لإعادة بناء المنظمة من جديد، واختيرت باريس مقرا لها، وأصبحت تسمى «المنظمة الدولية للشرطة الجنائية». واعتمد لفظ أنتربول Interpol رمزاً لها في جميع اللغات. واعترفت الأمم المتحدة بالإنتربول منظمةً دوليةً عام 1971، وفي عام 1989 نقل الإنتربول مقر أمانته العامة إلى ليون الفرنسية.

تتلخّص مهام الأنتربول في تجميع البيانات والمعلومات المتعلقة بالجريمة والمجرمين، حيث تتسلم المنظمة من المكاتب المركزية الوطنية للشرطة الجنائية في الدول الأعضاء تلك البيانات والمعلومات وتقوم بتجميعها وتنظيمها لديها. ومن هذه البيانات تتكون وثائق ذات أهمية كبرى في مكافحة الجرائم على المستوى الدولي. كما تقوم الأنتربول بالتعاون مع الدول في ضبط المجرمين الهاربين. وهذا التعاون يحكمه مبدأ احترام السيادة الوطنية للدول. وينحصر دور الإنتربول في مساعدة أجهزة الشرطة في تلك الدول عن طريق إمدادها بالمعلومات المتوفرة لديه، لضبط المجرمين الهاربين والموجودين في أقاليمها. وتحظر منظّمة الإنتربول على نفسها حظراً باتّاً أن تنشط أو تتدخّل في شؤون ذات طابع سياسي أو عسكري أو ديني أو عنصري. ممّا جعل جعل أنشطة المنظمة تنحصر في مكافحة المخدرات والإرهاب وغسل الأموال والجريمة المنظمة والجريمة العابرة للحدود والجرائم المخلة بأمن الطيران المدني وسلامته، وجرائم تزييف العملة، والجرائم المتعلقة بسرقة الثروات الثقافية والمتاحف. تعتمد المنظمة 4 لغات رسمية بالإنتربول هي الإسبانية، والإنجليزية، والعربية، والفرنسية. وتتكون اللجنة التنفيذية من رئيس يُختار لأربع سنوات، وثلاثة من نوابه يُنتخبون لثلاث سنوات، وتسعة مندوبين. تتم إدارة الانتربول من قبل الأمين العام للانتربول ويعتبر السلطة التنفيذية لجميع القرارات التي تصدر عن اللجنة التنفيذية. وتضم الأمانة العامة حوالى 80 موظفاً من جميع البلدان من بينهم ضباط متخصصون في جميع حقول إنفاذ القانون يتم إعارتهم من قبل الدول الأعضاء إلى الانتربول. ويبلغ أعضاء الإنتربول 190 عضوا ما يجعل منه أكبر منظمة شرطية في العالم. وقد ساهم الأنتربول بفضل امداده بالمعلومات للشرطة المحليّة في الإيقاع والقبض على عديد المجرمين، وتحليل وفهم العديد من الظواهر الإجراميّة، ممّا مكّن العديد من الدول من التقليص منها. هذا ولا يرسل الأنتربول أيّا من أعضائه للمشاركة في تعقّب المجرمين، بل ينحصر دوره في التنسيق بين مكاتب الشرطة في العالم، وتمكين أجهزة الشرطة في العالم أجمع من العمل معا لجعل العالم أكثر أمانا.
ويحظى الانتربول بدور هام في الافلام والمسلسلات التلفزيونية والقصص ولعب الاطفال، ففي مسلسل كرتون اطفال "غادجيت" يحقق ضابط يعمل في الانتربول يحمل الاسم نفسه عمليات بطولية ناجحة، وفي كتاب "دافنشي كود" الذي تحول في ما بعد الى فيلم، توجد اشارات الى قسم المعلومات في الانتربول الذي يكون في حوزته اسماء متهمين ومشكوك فيهم، وفي فيلم "لورد الحرب"، يقوم البطل جاك فالنتي بدور ضابط في الانتربول.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 130555


babnet
All Radio in One    
*.*.*