في ذكرى مذبحة رابعة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/rabi3aa.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــازن

يذكر التاريخ الذي لا يرحم مذابح عديدة فتكت بالانسان و استباحت دمه و عرضه وماله. لم يكن في التاريخ هولوكستا واحدا قام به هتلر ضد اليهود بل تعدد ظهوره في القرن الماضي ولو اختلفت اسماؤه فكانت مذابح للفلسطيينين في دير ياسين وتل الزعتر على يد الصهاينة الغاصبين وكان دمار و ابادة هيروشيما على يد الأمريكان وكانت مجازر في قرى الجزائر ومدنها على أيدي فرنسا الاستعمارية. أما ما حدث في ميدان رابعة العدوية في القاهرة منذ ثلاث سنين فهو ابادة لمصريين عرب و مسلمين على يد مصريين عرب و سنة أيضا: قنص في الرأس والقلب قتل حرق تجريف تشريد نفي واعتقال.





ليكن معتصمو رابعة أهل اجرام و مفسدون في الأرض فهل يجوز في الشرائع والقوانين الدولية والوضعية تقتيل الجموع المحتشدة وجرفهم بالجرافات و حرق خيامهم بمن فيهم؟ ليكونوا أهل بطش و أصحاب أسلحة فتاكة كما قيل فهل يجيز هذا قنصهم فردا فردا في الرأس والصدر والعسكر قادر على حصارهم و تشديد الرقابة على قوتهم ومائهم ولكن الكيد دبّر بليل بعد الاستماع لأهل الاختصاص من الصهاينة الذين لا يرغبون في جار يسند قضية فلسطين و يحاول رفع الحصار عن الشعب المقهور. كيف استطاعت نخبة مصر من المثقفين والسياسيين وأصحاب الرأي أن تبتلع قرائن التصفية الجسدية لجمع بأسره كما كان يحدث في القرون الوسطى على أيدي التتار أو الوندال أو غيرهم من أهل التوحش.
الفنانون والفنانات الذين قدموا الدعم الاعلامي فصوروا اعتصام رابعة على أنه الوباء الذي يصيب البلاد بأسرها في مقتل فأحلت الفتاوي الدماء و قتل المصري من أجل مصر مصريا يوحّد من أجل مصر أيضا. الغطاء الاعلامي و بارونات الفن والسينما قاموا بالحركات الاحمائية قبل ساعة الصفر لتنطلق صفارة الرشاش ايذانا بابادة خصم سياسي انتخبه نصف الشعب. كنا في تونس الامان على اختلاف وقامت في ضواحي البرلمان اعتصامات ولكن أهل العقل غلبوا درء المفاسد و حفظ دم الشعب على الانتصار لفكرة أو لحزب او لفرقة.
ثلاث سنوات مرت لم يستفد المصري الذي اعتصم و الذي قتل أو انتصر لابادة رابعة في قوته أو في حريته بل نكلت به السجون و صودرت كل فكرة معارضة و شحت مياه النيل و وقف الناس كعادتهم في طوابير عديدة للرغيف و البوتاغاز و الباص وغيرها. لم يستفد مصري واحد مما حدث بعد أن زاد منسوب الارهاب و تعددت عمليات التفجير و جرفت سيناء و أغلقت الجامعات لأشهر عدة و أطردت الصحافة العالمية و حلت الجمعيات وانهار الاقتصاد والجنيه. كل شيء تغير في مصر الى الأسوأ حتى أن الناس لم يعودوا يذكرون مساوئ حكم مرسي أو الاخوان بل صاروا يتندرون بتصريحات السيسي و يتهكمون عن الانجازات "الكفتة". من المستفيد اذن؟ هو الكيان الصهيوني المستفيد الوحيد طيلة السنوات الثلاث العجاف حيث حافظ على تدفق منسوب الغاز بأسعار بخسة و ضمن حدود غزة الجنوبية بعد تدمير رفح المصرية فحوّل قوته وجبروته الى الضفة والى بناء المستوطنات. لعل ما لاقاه أهل الضفة في نابلس و الخليل والقدس الشريف في غضون السنوات الثلاث لم يكن ليحدث لولا تطمينات نظام الانقلاب.
رحم الله شهداء رابعة من أطفال صغار و شيوخ وعجائز رافقوا أهليهم فأصابتهم الة الابادة السيسية، رحم الله شهداء رابعة الذين احتجوا سلميا على الانقلاب و عزل رئيس منتخب فكان في انتظارهم القنص أو الالقاء بهم في غياهب الزنازين ليحاكموا بالاعدام مرات عدة و بالمؤبد و بعشرات السنين أشغال شاقة. أي جرم يرقى لكل هذا؟ أ كان ميدان رابعة تورا بورا ؟ حتى ان كانت كذلك فأين غوانتنامو مصر ليلقى فيها الآبقون عن النظام؟... كلا نظام الانقلاب اختار القتل ولا شيء غير القتل لأنه عبد مأمور لا يمكن له أن يدير غونتنامو مصري فيفتضح أمر من شارك في هذا المخطط الاقليمي الرهيب الذي أهلك مصر ونال من قوتها و هيبتها لدى العرب والشرق الأوسط.


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 129588

Mandhouj  (France)  |Lundi 15 Août 2016 à 15:28           
ميدان رابعة والنهضة ، كانا ميادين صمود .. ثم الكثير من أنصار السيسي اليوم هربوا بعد أن أهلكوا بلدهم .. الله يهلكهم .. لأنه بالحوار كان يمكن تصحيح المسار الديمقراطي .. و تصحيح مسار ثورة 25 يناير .. لكن إسرائيل لم تكن موافقة و راضية أن تتعامل مع مصر ديمقراطية ... يومها على كل حال سيأتي من حيث لا تحتسب ... و من هم في منظومات الموازي في الدول العربية لا يمكن لهم حمايتها .. دولة عنصرية تقتل شعوب و ليس شعب واحد ...

ثم يجب أن نفهم أولا و أخيرا أن حياة سلمية في الدول العربية مع كلاب مثل دحلان و خلفان و منظومة حكم مثل التي تحكم في دولة الامارات لهم قدرة بناء الموازي في كل دولة ، سيكون صعب .. و ليبيا ليست الميثال الوحيد .

يسقط السيسي الموازي . يسقط الدكتاتور .

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Lundi 15 Août 2016 à 00:37           

في ذكرى مذبحة رابعة
::::::::::::::::::::::::::::::

من المستفيد ؟
أعداء العرب والمسلمين طبعا
والصهاينة ومواليهم
وجينيرالات الجيش المصري
والقضاء المصري "الشامخ"
الذين زادات رواتبهم سبعة مرّات
في حين يقول العسْكري الخِسيسي للشعب المصْري :
صبّحْ على مصْر بجنيه
ماناكلش؟ آه مانكلْش
مشْ قادر أدّيك
والله ، ماحُكْم عسكر
اللي مايرْضيش ربِّنا إحْنا بنعْملو
مايصحِّشْ كده
ماتسمعوش كلام حدْ غيري
أنا حَقُول كلام صعب ، أنا لوْ أقدر أتباع ، حتْباع
أنا لمّا أتكلّم بَشَغّلْ فلاتر
أُمِّي قالتلي رجِّع للسعودية : جزيرتي تيران وصنافير


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female