إنجازات حكومة النجاحات

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/triobgazzzzzzx0.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم وسام الأطرش

تكرّر الحديث في الآونة الأخيرة عن فشل حكومة الصيد خصوصا بعد أن لوّح بالاستقالة في أكثر من مناسبة، وراح كلّ طرف ينسب الفشل في أداء الحكومة إلى جهة بعينها بحسب الانتماءات والولاءات والحسابات السياسية الضيقة أو إلى وزير بعينه إذا صارت الحسابات شخصية، وصار الحديث عن التعيينات أو التحويرات في الحكومة والوزارات وباقي المؤسسات مطلبا جادا لدى العديد من الجهات، وهكذا راح الإعلام يوجه أسهم النقد بدوره ويوزعها مجانا هنا وهناك، إذا استثنينا من سطعت عليهم شمس الباجي قائد السبسي من شرفته في قرطاج، أو من اتّقوا غضب زمرته ولو بشق تمرة من تمرات نخلة النداء المثمرة.

لذلك، كان حريّا بكل سياسي عاقل في هذه البلاد وجادّ في مسار دفع الظلم عن أهلها، أن لا ينشغل بما أتاحته الديمقراطية الناشئة من أساليب سب وشتم داخل مجلس ممثلي الشعب وخارجه، جعلت كل حزب بما لديهم فرحون، ودفعت أمثال برهان بسيس ذات مساء إلى أن يعطينا دروسا في الأخلاق الحميدة وإن كان صادقا في كشف أكذوبة الحياد، ولا بما اعتبره البعض فشلا ذريعا في إدارة شؤون البلاد وعجزا عن حل مشاكل العباد، إذا ثبت وبالأدلة أن الفشل مطلوب وأن العجز مقصود وأن استمرار وتأبيد كليهما محمود وأن إضعاف الحكومة أمر منشود، وأنّ وراء هذا الانحدار المبرمج جهة نافذة تخطط له وتموّله وتستفيد من استمراره وبقاء ظله مخيما على كامل أرجاء البلاد.



من هنا، كان الأجدر بمن سلم من تأثيرات البرمجة اللغوية العصبية لإعلامنا الرسمي المخترق أن يبحث عمّا نجحت في تحقيقه حكومة الصيد إلى حد الآن وأن يعدد إنجازات حكومة النجاحات ليكتشف بنفسه الدور المنوط بها منذ البداية وأنها لم تفشل في رعاية شؤون الناس إلا لنجاحها في رعاية شؤون لوبيات الفساد المالي، وإليك سيدي القارئ جزءً من هذه الإنجازات، ولك سديد النظر:
لقد نجحت الحكومة الحالية برئاسة الحبيب الصيد في التستر على ملف نقل الإرهاب من الجبال إلى وسط العاصمة من أجل عيون مديري مصانع تفريخ الإرهاب العابر للحدود، وعلى إخماد صوت الأمني عبد الكريم العبيدي من سجنه في المرناقية بعد أن كاد يفضح حقيقة الأمن الموازي، كما نجحت في دفن حقيقة مقتل سفيان الشورابي ونذير القطاري مع جثتيهما في درنة بعد أن ساوم بهما حفتر بالوكالة مع السبسي ما اضطر هذا الأخير إلى الجلوس إلى طاولة الحوار مع رئيس حكومة فجر ليبيا وبدعوة جزائرية، وبالتالي فقد نجحت في القيام بعملية إجهاض لولادة تيار سياسي وإعلامي كان سيطرح سؤال شكون قتل سفيان ونذير؟ .
نعم، لقد نجح إعلامنا نجاحا منقطع النظير في تشليك الجهات الحاكمة وتوجيه أصابع الاتهام إليها مقابل تقديس الجهات المتحكمة وتنزيهها عن الذكر أمام العامّة، فسلط الضوء على الأولى وأبقى الثانية في الكواليس بعيدا عن الأنظار حيث تُعقد الصفقات وتُحاك المؤامرات وتُدسّ الدسائس ضمن مخططات إقليمية ودولية رهيبة تستخدم كلا من البرلمان والحكومة كواجهة لعملها بل كقفازين تمسح فيهما جرم التشريع والتنفيذ، فقط من أجل أن تبقى جسر عبور للاستعمار ويبقى من سواها وقود حرب باردة قابلة للإنفجار في أي لحظة.
فهاهي رموز الصهيونية تروح وتغدو على البلاد وكأنها ملك اليمين، وهاهم عملاؤها يقررون مصير شعب نيابة عنه فيوقعون الإتفاقيات والمعاهدات، وهاهي المنظمات المشبوهة تتسابق على اختطاف جيل بأكمله وغسل أدمغته بالكامل، وهاهي عقود النفط والغاز تُمدد وتُجدد حسب الطلب بلا حسيب أو رقيب، وهاهم وزراء الهانة والمهانة يتبادلون القبلات مع وفود مؤسسات النهب الدولي ويبررون سياسة لله يا محسنين في الإقتصاد.
آخر ما طلب من حكومة النجاحات التي يتنافس قوى النهب الدولي على ترويضها كل على شاكلته، كان يوم الإثنين 11 ماي 2015 ضمن زيارة سرية لم تتجاوز مدتها الأربع ساعات قام بها مدير عام شركة بريتش غاز البريطانية Chris Weston على متن طائرته الخاصة، حيث التقى مباشرة برئيس الدولة الباجي قائد السبسي ثم رئيس الحكومة الحبيب الصيد ثم وزير الصناعة زكرياء، استطاع من خلالها ترك رسالة تهديد بالرحيل في صورة فتح ملف استخدام مبلغ 345 مليون دولار بشكل غير قانوني من قبل هذه الشركة البريطانية المنتصبة في تونس منذ 1989، والتي اضطرت في العام الماضي لإنشاء شركة أميلكار بتروليوم أوبرايشن حين واجهت صعوبات في تجديد رخصة حقل أميلكار للتنقيب عن الغاز الطبيعي وذلك عن طريق كل من المدير العام لبريتش غاز تونس ميخائيل ريز ونائبه مهدي بن عبد الله. (يذكر أن بعض وسائل الإعلام تحدثت عن زيارة لرئيس المكتب التنفيذي لبريتش غاز Helge Lund في حين أن من قام بالزيارة بنفسه هو المدير العام للشركة).

إذن، هو نجاح في اختلاق الأزمة باليد اليمنى عن طريق الإمساك بحكومة خاضعة خانعة غارقة في العمالة إلى النخاع وفرض التوافق على الشركاء المتشاكسين، ثم تقديم الحلول باليد اليسرى في شكل قروض ومساعدات مشروطة، أو تهديد بالدخول في مرحلة الفوضى الخلاقة أمام تنامي الموجة الداعشية المصطنعة في العالم.
من أراد أن يتأكد من صحة هذا الكلام، فليسأل السبسي ..... عن سياق حديث مدير بريتش غاز في زيارته السرية عن المجمع الكيميائي وشركة فسفاط قفصة وتعداده لمشاكل البلد نيابة عن أهله! ليدرك حينها أنه قد أريد لتونس أن تنتقل ديمقراطيا وعلى وقع معزوفة الإرهاب، من حكومة الاغتيالات إلى حكومة الكفاءات إلى حكومة النجاحات، حيث تُعدّد إنجازات أرباب الرأسمالية على أنقاض جثث أبناء الأمة الإسلامية...





Comments


25 de 25 commentaires pour l'article 105798

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Jeudi 28 Mai 2015 à 07:38           
@Zouze2004 شكرا على رحابة صدرك وبارك الله فيك

Zouze2004  ()  |Mercredi 27 Mai 2015 à 14:44           
سيدي قبلت الإعتذار و حظاً سعيد لمقالات أخرى

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Mercredi 27 Mai 2015 à 11:16           
أولاّ: حديثي عن الفئران والجحور كان مجازا وليسا نعتا لمنعوت ظننته القارئ

ثانيا: هذا المجاز أخص به شرذمة المتربصين من مرتزقة شركات النهب وليس عامة القراء، ولو علمت شيئا عن المستنقعات التي يسبح فيها أمثال هؤلاء لنزهت الفئران عن هكذا تشبيه

ثالثا: هون عليك أخي، فأنا أكتب مقالا سياسيا لا نصا أدبيا

تقبل مروري وشكرا.

Zouze2004  ()  |Mardi 26 Mai 2015 à 23:00           
واللهي مقال ليس فيه حتى منهجية أدبية وإذا كان صاحبه ينعت قراؤه بالفئران ف يا ماما يا ماما

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Mardi 26 Mai 2015 à 12:01           
كتابة مقال متعلق بموضوع الطاقة صار كافيا لإخراج العديد من الفئران من جحورها. لا أتحدث عن تعليقات بعضهم في موقع باب نت فحسب، بل عما وصلني من ردات فعل على أرض الواقع!


Kamelsaidi  (Tunisia)  |Mardi 26 Mai 2015 à 08:49           
شنوا أحوال البترول و عقود البترول ..؟؟ يزي ما حلبتو البقرة ..

Zouze2004  ()  |Lundi 25 Mai 2015 à 23:47           
هذا ليس بمقال صحفي هذا مقال متاع تنبير من عامة الناس وإثارة البلبلة ويسمى صاحبه بالعقول الصغيرة التي تناقش الأشخاص هذا رأي الشخصي ولا يلزم أحد كما قال الكاتب

Jamjam  (Tunisia)  |Lundi 25 Mai 2015 à 21:15           
@Med Maaloul
l ETAP a participe a tout les champs de gaz en Tunisie sauf Miskar et c en 1996 les prix du petrole a la baisse et c etait une grande faute car l ETAP a conclu que le champ n etait pas rentable , mais il s est averé que le champ etait plus important que prevu ; qui ne risque rien n a rien ? cetait une exception et cetait une decision souverraine de l ETAP et de l ETAT Tunisien ,par contre ETAP a participé au champ de Hasdrubal a un taux de
50% , ce champ produit du gaz dans le golfe de Gabes

Swigiill  (Tunisia)  |Lundi 25 Mai 2015 à 20:50           

ايه و البترول؟؟؟

Nouri  (Switzerland)  |Lundi 25 Mai 2015 à 20:42           
@ JamJam
كل شركات النفط تتعامل بنفس الؤسلوب في كل انحاء العالم ولا يوجد ظمان في البحث والتفتيش ولا في العقد فكل طرف هو طرف من المغامرة.

فالمسألة في تونس هي هل الحقول المعلن عليها من طرف مؤسسات الولة صحيحة أم فيه تلاعب ؟

لا أكثر ولا أقل،

Med Maaloul  (France)  |Lundi 25 Mai 2015 à 20:24           
Je parle bien entendu de la production de gaz naturel (que la STEG achète en *devise* pour la production de électricité)

Med Maaloul  (France)  |Lundi 25 Mai 2015 à 20:21           
Si Jamjam,

Tu as tout faux:
- Le gisement de Miskar (au large de Sfax) assure 78% de la production nationale
- Selon le site de l'ETAP (http://www.etap.com.tn/index.php?id=1160), la concession Miskar est 100% détenue par British Gas (concession hors ETAP)

Merci de ne pas désinformer vos concitoyens!

Jamjam  (Tunisia)  |Lundi 25 Mai 2015 à 19:43           
@MEd Maaloul
la STEG achete une partie du gaz en dinars et une partie en devises , voici comment: ETAP participe a 50 % du champ qui vend 50% de ce gaz en dinars a la STEG , l'investisseur vend 50% de ce gaz en partie en dinars et la majorité en devises a la STEG .en plus L ETAP et l investisseur paye des taxes et redevances ( part de la production delivree gratuitement a l ETAT) en plus ils paient annuellement a l ETAT un impot sur les benefices , en
conclusion lETAT Tunisien beneficie de l ordre de 78% de gains dun champ petrolier .

Jamjam  (Tunisia)  |Lundi 25 Mai 2015 à 19:32           
@nouri
je vous remercie pour votre commentaire, je vous informe que l ETAP detient deux permis de recherche , un 3eme en association avec sonatrach et un 4 eme en association avec la NOC libyenne. trois prives Tunisiens ont quatre permis de recherches et un autre prive a une concession de production donc les Tunisiens ont des permis de recherches mais ils n ont realisé qu une petite decouverte .les investissements dans la recherche petroliere cest
tres risqué un forage sur dix conduit a une découverte , ilfaut investir des millions de dollars et dans 90% des cas on ne trouve rien et on perds tous les fonds investis . investir dans la recherche petroliere , cest jouer a la loterie il faut avoir la technologie, un savoir faire en management des operations et une grande capacité financiere

Nouri  (Switzerland)  |Lundi 25 Mai 2015 à 18:50           
@ JamJam (Austria)
تونس لها شركات خاصة تقدر التفتيش عن الغاز والنفط والشركات الاجنبية هي التي تجري وراء التحصل على الرخص، فالمشكلة ليس البحث عن المستثمر، بل الفساد الذي يوجد في هذا النطاق مع الشركات الاجنية كالرشوة بالاموال الصعبة في بنوك خارج البلاد.

فالمهم ان التونسي يريد اليوم معرفة حقيقة إنتاج البلاد لانه وجد ثغرة بين ما تصرح به الجيهات المختصة في البلاد وبين تقارير لبحوث دولية في مجان الطاقة لتونس.

Langdevip  (France)  |Lundi 25 Mai 2015 à 18:37           
شكرا سي وسام الاطرش

60 عام ذل و حقرة و سرقة و خدعة , من بورقيبة لبن علي للتروكة

لبن جمعة لسبسي بكلهم جماعت قسما ,, يقسموا مع بعظهم

والشعب ليه ربي

الشعب عمل ثورة من أجل هذا لاكن تسرقت و فكوها المدبية

والطراطير,, و عملوا دمقراطية و شدوها السراق لكبار والشعب ليه

ربي

excellent article bravo

Fenac  (Tunisia)  |Lundi 25 Mai 2015 à 18:32           
نسيت ان اكون طاقات تونس الانتاجية كمدخرات لا تغري الشركات العالمي الكبرى الى حد الصراع على ثرواتها

Fenac  (Tunisia)  |Lundi 25 Mai 2015 à 18:31           
قديكون هناكجانب من الحقيقة لصاحب المقال ولكنما علاقة ذلك بالمشروع الاسلامي في تونس

Med Maaloul  (France)  |Lundi 25 Mai 2015 à 17:41           
La STEG achète notre propre gaz avec le prix du marché international - 15%
La STEG règle sa facture de gaz en *devises*
Il reste encore des cons qui nous disent: tant que vous n'avez pas la technologie pour l'exploiter, fermez-la!
Et bien, a ce prix la, on préfère garder nos réserves ensevelies dans les profondeurs et payer ce petit 15% de plus pour l'acheter a l’Algérie...
Au moins, on laissera quelques choses aux générations futures dans l'espoir que la technologie d'extraction serait un jour maitrisée.

SIKOU  (Tunisia)  |Lundi 25 Mai 2015 à 17:29           
@ L’auteur : c’est beau ce que vous avez écrit et tout le monde le reconnait déjà. Tant que nous faisons la manche, on doit subir les conséquences.
Mais pour avoir l’autosuffisance et être totalement indépendant, il faut des sacrifices pendant des années et des années. Entre nous, avant de critiquer le gouvernement, est ce que vous avez déjà un peuple qui a la mentalité de sacrifice ???
A titre d’exemple, entre 12/2010 et 01/2011, tout le monde criait ‘’ Pain et eau et Ben Ali no ‘’. Allez voire maintenant les grèves, les bouches ouvertes et, les mains tendues pour avoir le maximum de salaire.
Est-ce que vous pouvez compter sur un peuple avec une telle mentalité pour avoir l’indépendance totale??? !!!!. Si oui, tout le monde votera pour vous.

Jamjam  (Austria)  |Lundi 25 Mai 2015 à 16:27           
La societe a investit a risque et a decouvert du gaz en mer contenant du H2S et du CO2 ils ont investit des milliards pour rendre ce gaz commercial et le vendre a la STEG . cette societe paie des taxes et redevance a l ETAT et des impots sur le benefice selon la loi petroliere . vous etes contre les investisseurs etrangers allez y cherchez le petrole et produisez le , vous etes chez vous Non vous maitrisez la technologie Non , vous avez
des millions a risque allez y vous etes chez vous . El Fom El Harak we l ... el Barak. si vous avez un dossier de corruption presentez le a la justice on est en democratie Non !!! je saurai le premier a applaudir

Nouri  (Switzerland)  |Lundi 25 Mai 2015 à 16:04           
ملف الطاقة لابد فتحة وانشاء لجنة مستقلة ثورية لانه ملف سخن قد يتم حرق البلاد من يد السراق وهل فرنسا وراء ذلك ؟
نعرف كل البلدان العربية التي كانت مستعمرة من الانقليز والطليان هم استفادو من خيرات بلادهم لكن الجزائر البلد الذي يعوم فوق النفط والغاز … ووو، لازالت حالة بلادهم وكأنها لازالت مستعمرة وتونس البلد الذي كان تحت استعمار فرنسي كذلك لا نعرف حقيقة مايجري غموض وشبوهات وحيرة امام ما نسمعه

3aidin  (Canada)  |Lundi 25 Mai 2015 à 15:43           
الأغلبية ذليلة و صوتت للذل

Mandhouj  (France)  |Lundi 25 Mai 2015 à 15:13           
لابد من فتح الأبواب أمام الشباب ، و التركيز على ثقافة الجهد و الوطن ، و ترك الطاقات الحية تبدع و تستثمر .
بذلك نحقق نجاحات المستقبل ، نجاحات الغد .
بدون مصالحة وطنية صادقة لا يمكن لتونس كسب الرهانات الكبرى : الانتصار:
- على عناصر التفرقة التي تنخر الجسم الوطني ،
- على المديونية ،
- على ثقافة التواكل على الغير . نعم لتونس أصدقاء ، نعم لتونس أحبة، نعم تونس جميلة ،...، لكن إلى متى ؟ الذي يريد أن يكبر ، يجب أن يتعب .

Bill Bates  (Canada)  |Lundi 25 Mai 2015 à 14:59           
وماخفي كان أعظم ... الشعب يحب يضحك ويتفرهد ... الشعب يترقب حوصلة إنجازات السبسي في واشنطن ..


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female