مسرحية "دولاب النار الباردة" : محاكاة لواقع مر وافكار متلاطمة بحثا عن الحرية والانعتاق

وات -
عندما تضيق السبل وتصبح العتمة هي الميزة السائدة للواقع يتحول المثقف الى "وحش" يحمل شعلة الحرية وينطلق بكل ما اوتي من قوة فكر وبصيرة لانزال رايات الجهل التي اصبحت تملا المكان وتهيمن على المشهد الاجتماعي العام، هذا الطرح الفكري بادر به الكاتب والمخرج المسرحي حمادي المزي في عمله المسرحي "دولاب النار الباردة " الذي عرض امس الاحد بقاعة الفن الرابع بالعاصمة في اطار فعاليات اسبوع المسرح التونسي.
طرح منغمس في الظواهر الاجتماعية للحياة اليومية يتماهى تارة مع الموجود الذي يشكل في حد ذاته ظاهرة في حاجة للتقييم والمراجعة والمنشود في علاقة بنهاية النفق المظلم وبشائر التنوير حيث سعى المخرج الى اطلاق نفيرهو اقرب الى الصرخة المكتومة منه الى وسيلة تنبيه للبحث عن منافذ نحو الحرية والانعتاق من جبروت واقع يومي معيش اضحى كابوسا جاثما على نفوس من اعتقدوا ان للحياة بعد الثورات وجه اخر مغاير.
طرح منغمس في الظواهر الاجتماعية للحياة اليومية يتماهى تارة مع الموجود الذي يشكل في حد ذاته ظاهرة في حاجة للتقييم والمراجعة والمنشود في علاقة بنهاية النفق المظلم وبشائر التنوير حيث سعى المخرج الى اطلاق نفيرهو اقرب الى الصرخة المكتومة منه الى وسيلة تنبيه للبحث عن منافذ نحو الحرية والانعتاق من جبروت واقع يومي معيش اضحى كابوسا جاثما على نفوس من اعتقدوا ان للحياة بعد الثورات وجه اخر مغاير.
يقول حمادي المزي عن مسرحية "دولاب النار الباردة" ل/وات/ " انطلقنا من طرح فني احادي الجانب الى طرح جماعي تتوالد معه الافكار والمواقف بين من يؤسس للابداع ومن يتوسع في اتجاه مناخات ابداعية جديدة وخلاقة" ويضيف" شباب العمل المسرحي هم من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي تكفل كل واحد منهم بابراز موقفه وافكاره وترجمة ذلك على الركح من خلال الحركات الجسدية والحوار في تناغم تام مع السينوغرافيا والهيكلة العامة للنص المسرحي والاضاءة والديكور والصوت".
وبالعودة الى المسرحية نجد ان امام "جبريل" الشخصية المحورية ورب العائلة تحديات وجودية ومعوقات مرتبطة بطموح ابنائه من الشباب في ممارسة قناعاتهم الحياتية في الرياضة والفن والشعور بالحرمان والغبن الذي يغمر زوجته "مريم" بسبب التراكمات السلوكية غير السوية لزوجها المطارد من الامن لاعماله المشبوهة في التهريب والعربدة والمحاصر من اخيه بمرجعيته والدينية وافكاره الداعية الى تغيير الواقع من بوابة الاسلام السياسي .
وبين الدعوة الى طمس معالم الحياة الطبيعية بجمال الوانها (شخصية العم) وطموح الشباب فيها (الابناء) والبحث عن سبل العيش السهل والاحساس اللامتناهي بالمتعة الحسية (شخصية الاب) يضيع المتلقي في متاهات عمل مسرحي يطغى عليه اللون الاسود ليلف ليله شغاف القلوب المتطلعة الى الانوار واخضرار الارض ضمن جدلية نص تتواتر احداثه وتحتدم في سياق مفعم بالتناقضات.
مسرحية "دولاب النار الباردة" هي تتويج لانتاجات شركة سندباد لاكثرمن ثلاثين سنة استقت مضامينها من الواقع وطوعتها لتكون منطلقا للتفكير الجدي والعميق في الحياة بما تختزله من معاني الحركة والتغيير والابهار والوجود وما يحمله في طياته من معاني الاحساس بالذات وبالقيم والمبادئ الكونية والانسانية التي تعطي للمرء قيمة وتجعله من ارقى الكائنات على الارض .
و"الدولاب" في معنى الدوران والالة كرسالة فنية راقية تراهن على حركية الفكر قبل الجسد وتطرح اشكالية التعاطي مع الواقع باكثر فاعلية دفاعا عن الاجيال القادمة وعن حقها في الحياة السوية وفي الحرية بعيدا عن اكراهات الفكر المتحجر الذي يجعل من الانسان اداة طيعة لغيره دون ان تكون له امكانية التعبيراو الفعل من منطلق الانا وليس الاخر.
مسرحية "دولاب النار الباردة" نص واخراج حمادي المزي وبطولة يحي الفايدي ونادر بلعيد ومروان الميساوي وانس الهمامي وصالح الظاهري ورامي الشارني اما توضيب الصوت والاضاءة فهو لمحمد رشاد يلحم وملابس ليلى بوعزيزي وتصوير فيديو عبد القادر التازركي بمساعدة مريم عزيز.
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 226273