الخرجة التونسية".. حين يضحى التراث حصنا للهوية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d53185b998255.88616383_imqpgonlehjkf.jpg width=100 align=left border=0>
Photo credits Wael Rmili


وات - على غير العادة، وبعيدا عن المعتاد اليومي، حضرت الخرجة التونسية في قلب المدينة العتيقة اليوم الاحد مناجية تونس الجميلة التي تجمع ولا تفرق ،عنوانها تاصيل للهوية في توليفة لكل ما اسبغته الجهات من الشمال الى الجنوب من لباس تقليدي وابتكارات حرفية ، لتعلن ان تونس حلة واحدة تحت راية العلم الاحمر والابيض الذي ملا الفضاء ،وليست مجرد اضافة في الحياة الجماعية
انطلقت"الخرجة التونسية" من محيط "السليمانية"، ومنها الى عطفات الاسواق العتيقة في تماه مع كل ما يحمل عبق التراث ويستحضر مخزون الذاكرة ، لتحط الرحال بشارع الحبيب بورقيبة في محيط نصب العلامة ابن خلدون الذي يرتدي البرنس، في رمزية واضحة لتونس المعرفة والاصالة والعمق الحضاري
فتحت شعار "اصالتنا.. حداثتنا" ، نظمت ككل سنة جمعية تراثنا "الخرجة" ، حيث حضر اللباس العتيق والموسيقى الصوفية من حضرة وعيساوية ، لتكوّن الذاكرة وتراكم الحضارة وتشكّل الهوية الحية وملامح المخيال الجماعي لتونس ، من شمالها الى جنوبها ،في رحلة حفظ الهوية والبصمة التونسية المتفردة من التلاشي وعوادي الزمن





فقد ازدحم الشارع اليوم بالالبسة المطرزة في الوانها الناصعة والقانية والفاقعة لكل ربوع هذه البلاد ،من الحولي الطرابلسي الاحمر المخدد (بني خداش) الى حولي "جعاب" من قابس والعصابة المعقودة والسفساري و"سروال البركال الابيض" و"الصدريات ذات المخامل" و"الخلخال" في رسغي القدمين و"الكدرون" و"الحايك" و"الطريون"و"العكري" و"الفوطة والبلوزة" والجبة.. لتغدو قيمة تراثية جمالية بتشكيلات تمتلك الفضاء وتشد العين والبصر وهي الضاربة في التقاليد العريقة
ف"الخرجة "وما اسبغته من الوان تدعوك للحياة ،واجواء تراثية كانت عنوانا للوفاء للاصالة والموروث ، وما صاحبها من زغاريد و نغمات واهازيج وروحانيات ، قد نجحت في ملامسة ذلك التاويل الثقافي الذي ينزع نحو التطور، ولكن في حرص كبير للمحافظة على الهوية التونسية بما فيها من تنوع وتكامل واختلاف ، لتنتصب شرطا للاحساس بالذات والانتماء
ملا الفضاء ايضا ،انشاد الحضرة والعيساوية التي تلونت بين المنشا الصوفي ونزعة المناجاة، ليتفاعل الكثيرون ممن ارتادوا شارع الحبيب بورقيبة اليوم مع هذه النفحات الوجدانية، في رحاب انشاد الجمع وابتهالات الفرد التي لم تنقطع عن الوان التجليات بين قصائد ومدائح واذكار صوفية ،فترتحل بك بعيدا عن كل ما هو تطرف وغلو

زين العابدين بلحارث ،رئيس جمعية "تراثنا" ، وقد تجمل بجبة خضراء انتهلت تصاميمها من العتيق، ذكر لموفدة /وات/ ان تنظيم "الخرجة "والتجمع في محيط نصب ابن خلدون بعد تهيئته، يندرج في اطار المحافظة على تونس الوطنية بكل تفاصيلها وملامحها التراثية في وجه الارهاب وما يحمله من تشويه وتخريب للهوية المدنية
ودعا الى ضرورة الاحتفال بالاعياد الوطنية والمحافل الرسمية في تونس وخارجها باللباس التقليدي، ملاحظا ان "تونس لها حضارتها وخصوصيتها وثقافتها ولابد من التمسك بها والتعريف بها خارج الحدود والترويج لصورة ناصعة قصد ترميم ما عصف به الارهاب
الشارع اليوم شهد تجمعا للشباب والكهول والاطفال بين مقبل على التجول ومستمتع ب"الخرجة" وبالعروض الصوفية ، لتتحرى معهم وجه الفرح "فلابد من الاحتفال والاقبال على بهجة الحياة ونبذ ثقافة الموت والعنف التي لا مكان لها في تونس " حسب قول احدالحاضرين

فكل الالوان القزحية التي تعطر بها المكان قد تراءت وكانها زاد المسافر بين ثنايا التراث وعبق الموروث لذاكرة جماعية قد اختزلتها الالبسة ومعرض الحرف التقليدية ، ليكون شارعا قد ادمن الفرح ونطق ببهجة حياة وكانها لا تنضب ،على وتر الرقص والانشاد والتجليات الروحانية.. ليعكس الاصرار على تحقيق حلم الامن والامان والاستقرار، فتونس تنتصر دوما للحياة


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 222366

Sarih  (Tunisia)  |Dimanche 14 Mars 2021 à 21:20           

Sarramba  ()  |Dimanche 14 Mars 2021 à 18:00           
كاراكوز، وإهانة للهوية
حسبتا الله ونعم الوكيل


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female