البرلمان يرفض مشروع اللائحة المتعلّقة بمطالبة الدولة الفرنسيّة بالاعتذار للشعب التونسي عن جرائمها في فترة الاحتلال

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5ee0822297f183.00616087_ipolhgjnkmfeq.jpg width=100 align=left border=0>


وات - رفضت الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب، مساء اليوم الثلاثاء، مشروع اللائحة المتعلّقة بمطالبة الدولة الفرنسيّة بالاعتذار للشعب التونسي عن جرائمها في فترة الاحتلال، والتي تقدمت بها كتلة ائتلاف الكرامة، لعدم حصولها على عدد الأصوات المطلوب (109 أصوات).
وقد صوّت لفائدة مشروع اللائحة بعد تعديلها 77 نائبا، مقابل رفض 5 نواب واحتفاظ 46 نائبا بأصواتهم .


وكان معظم النواب، من مختلف الكتل ومن غير المنتمين، أكّدوا بالخصوص في تدخلاتهم خلال الحصة المسائية للجلسة العامة، على ضرورة اعتذار فرنسا للدولة التونسية عن حقبة الاستعمار، غير أن مواقفهم اختلفت في ما يتعلّق بالتصويت لفائدتها إذ عبّر البعض عن مساندتهم التامة لهذه اللائحة، فيما أوضح آخرون أن موافقتهم عليها مرتبطة بتعديلها وإحالتها إلى رئيس الجمهورية.




كما تساءل عدد أخر من المتدخلين عن القيمة القانونية لهذه اللائحة، في الوقت الذي حذّر بعض زملائهم في البرلمان مما اعتبروه "تقسيم هذه اللائحة للتونسيين وزرع بذور التفرقة بينهم".

فقد اعتبر النائب ياسين العيّاري (من غير المنتمين) أن اللائحة المقدمة من كتلة ائتلاف الكرامة، "غير مدروسة ولن تجلب الاعتذار للتونسيين"، قائلا إن "جهة المبادرة أضرّت بقضية الاعتذار عن الحقبة الاستعمارية وستؤدي إلى تقسيم التونسيين".
كما شدد على أن "مسار العدالة الانتقالية هو السبيل، رغم نقائصه".

من جهته طالب النائب فيصل التبيّني (من غير المنتمين أيضا) بمراجعة الاتفاقيات السابقة مع فرنسا، متسائلا عن مدى إلزامية هذه اللائحة ومؤكدا على أن "الولاء يكون للوطن وحده، بعيدا عن الأحزاب والكتل".

أما النائب حاتم المليكي (الكتلة الوطنية)، فقال "إن ما نشهده اليوم تحت قبة البرلمان، فيه إجحاف وابتزاز لأطراف على حساب أطراف أخرى"، مقترحا "التوجه بطلب الاعتذار إلى البرلمان الفرنسي أو مخاطبة الدولة الفرنسية، عن طريق رئيس الجمهورية".

بدوره لاحظ النائب حسونة الناصفي (كتلة الإصلاح) أنه لا يمكن للبرلمان التونسي أن يتوجّه باللائحة إلى الدولة الفرنسية، وأنه يجب توجيهها إلى رئيس الدولة، على أن يقوم الرئيس بطلب تقديم الاعتذار من فرنسا. وتساءل عن اكتفاء مشروع اللائحة بمطالبة الدولة الفرنسية فقط، بالاعتذار، "في حين أن الدولة العثمانية هي المسؤولة الأولى عن بيع تونس لفرنسا" ، معتبرا أن هذه اللائحة "تعكس الاصطفاف الواضح في مجلس نواب الشعب، وراء مصالح أطراف أجنبية".


وفي رده على ملاحظات وتساؤلات النواب خلال النقاش العام، ذكّر سيف الدين مخلوف، رئيس كتلة ائتلاف الكرامة (صاحبة مشروع اللائحة)، بأن مضمون اللائحة المقترحة كان في صدارة نقاط البرنامج الانتخابي لائتلاف الكرامة.
ولاحظ أنّ الدستور لم يتحدّث عن الفصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية (البرلمان ورئاسة الجمهورية) في علاقة بالسياسة الخارجية، مشيرا إلى أن مشروع اللائحة تم توجيهه إلى رئيسي الجمهورية والحكومة، وأنه سيتم نشر اللائحة بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية، في حال المصادقة عليها.
وأوضح أن التنصيص على أن يشمل الاعتذار الجرائم المرتبكة في حق تونس، من قبل فرنسا، خلال الفترة المتراوحة بين 1881 وماي 1964، ليس من باب عدم الاعتراف بتاريخ استقلال تونس في 20 مارس 1956، بل بسبب تواصل احتلال بنزرت إلى 15 اكتوبر 1963 وحيازة المحتلين لأراض تونسية إلى حدود 12 ماي 1964.
واعتبر مخلوف أن "عرض اللائحة تأخّر كثيرا، خاصة أنها تأتي لإنصاف كافة المقاومين"، قائلا إنها "مدعاة للفخر والاعتزاز".



Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 204924

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 10 Juin 2020 à 12:25           
الاستعمار القديم والجديد هو حروب صليبية تغيرت اسماؤها وااسلحتها وخططها
وبقيت اهدافها وغاياتها وبواعثها لم تتغير على مر العصور
هي حروب تستهدف الاسلام وما لصق به من لغة وهوية
علينا ان نعي هذا ونتصرف على اساسه
فهل من الحكمة ان نطالب عدو الامس واليوم والغد بالاعتذار والتعويض
يجب ان نتعامل معه كما امرنا ديننا
وهل طلب الرسول يوما اعتذارا او تعويضا من عدو مهما كان

Mongi  (Tunisia)  |Mercredi 10 Juin 2020 à 12:12           
@Fessi425
مريض عرض نفسه على طبيبين. الأول قال له لا بد وأن تجرى لك عملية جراحية. والثاني قال له يمكن لك أن تستعمل الدواء لفترة طويلة. التشخيص يخضع لرأي الطبيب. ولا يمكن في هذه الحالة أن نخوّن أحد الطرفين. وهذه الاجتهادات وخاصّة في القضايا السياسية تخضع لفقه الأولويات وفقه المآلات.

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 10 Juin 2020 à 12:10           
بعد هذه النتيجة هل يجوز الاحتفال بعيد الاستقلال وعيد الشهداء وعيد الجلاء وعيد الجمهورية وبساقية سيدي يوسف وووو ... ولماذا لا يفكرون في انشاء نشيد وطني جديد لان كلمات الطاهر الشابي لا معنى لها اليوم وخدعة للواقع وعليهم التفكير لعل النشيد الرسمي الفرنسي هو الذي انتصر الامس

Karimyousef  (France)  |Mercredi 10 Juin 2020 à 11:53           
يا ناس الشعب التونسي يحب يعيش و يأكل الخبز و يلقي خدمة و صحة و دواء. حكاية الاعتذار متوكلش الخبز. بورقية كل خطاباته و هو يحكي على الكفاح و ماذا كان يفعل الشباب .كان يغلق المذياع أو التلفاز
انتظارات المواطنين ليست هذه.

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 10 Juin 2020 à 11:14           
بعد هذه النتيجة هل يجوز الاحتفال بعيد الاستقلال وعيد الشهداء وعيد الجلاء وعيد الجمهورية وبساقية سيدي يوسف وووو ... ولماذا لا يفكرون في انشاء نشيد وطني جديد لان كلمات الطاهر الشابي لا معنى لها اليوم وخدعة للواقع وعليهم التفكير لعل النشيد الرسمي الفرنسي هو الذي انتصر الامس

Fessi425  (Tunisia)  |Mercredi 10 Juin 2020 à 08:21           
هذا المشروع يكشف حقيقة كل نائب على حقيقته بين حبه و إخلاصه لهذا الوطن أو خيانته و دعمه للمحتل الفرنسي و سرقة خيرات و التفريط فيها و أشكر حزب ائتلاف الكرامة لمنحنا فرصة لكشف كل هذه الحقائق


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female