على أنغام ''أوبيريت بوستيل'' العرض الأوّل لـ''أوبرا الحَيْ''

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5dc06d418777c9.87135650_kjoimpqfneglh.jpg width=100 align=left border=0>
@BasMa Sliti Ep Baklouti/facebook


وات - استيقظ الحي النائم بوستيل بمنوبة مساء الأحد 3 نوفمبر 2019 واستفاقت أحلام ابنائه المؤجّلة في قلوبهم ليفتحوا اعينهم على ركح الخيمة البيضاء الشاهقة العلو والعملاقة وأجواء الاضاءة والألوان والموسيقى ومشاهد الابداع وتجليات الموسيقى السمفونية وارتفاع الأيادي بالتصفيق والتهليل.

وبمشهد الاقبال الكبير على العرض وتسابق الاولياء والشباب والاطفال للحصول على مقاعد في الخيمة التي احتضنت العرض، تحول المكان الى مسرح انسجمت فيه الإضاءة مع الحركة مع الازياء بشكل فائق وجميل وتحولت اللغة والنص إلى لغة حركية ومرونة وارتدادات متلازمة مع المبنى الحكائي للاوبيرات.

...

افتتح العرض امام حوالي الف متفرج من جميع الشرائح بالاحتفال بالجرة وقصة قرن الخصب ورمز الخير والخصوبة التي ترويها متشردة بقناع الولية الصالحة وبانتهاك الممنوع وحلول الكوابيس وهبوب الاعصار الذي يقلب الحي راسا على عقب ليعم الشقاق بين متساكنيه وتسقط الاقنعة عن حقيقة الطمع والانانية والجشع التي تجعل الاطفال ضحايا الكوابيس ومخالب الشر الذي ينتشر متجسدا في شكل غول سرعان ما يوجهون سهام شره نحوه ويقذفونه بكوابيسه التي تفجره.

انفجار سرعان ما يزعزع الحي عبر جملة من المشاهد و المواقف والمآزق الدرامية الكوميدية فتعم الفوضى لتأذن بميلاد نظام جديد يسترجع فيه الشباب حيهم في انتصار لقوة المجموعة وتضامنهم وتماسكهم، على قيم الشر والجشع والطمع وانقشاع الحزن، وانبلاج نور الحقيقة والخير.
فكرة في مجملها انبنت على موضوع الام وكوابيس في جمع مشترك بين مواطن اللقاء بين الثقافتين التونسية والالمانية والنقاط المشتركة في الشخصيات والاساطير المترسخة في الذاكرة الشعبية بهما من خلال شخصية الغول كرمز الكوابيس والجرة كرمز الوفرة والغنى في المخيال التونسي.

العرض الفرجوي المسرحي والغنائي او النافذة التي تم فتحها على إبداع أبناء الاحياء الشعبية المهمشة صرح مديره الفني سفيان الفقي لمراسلة "وات" بمنوبة انه ثمرة مجهود تشاركي لتلاميذ المدرسة الإعدادية "ابن خلدون" وسكان الأحياء المجاورة بمشاركة تلاميذ مختبر المستقبل من تونس وتلاميذ "زوكونفتسلبور بريمن" (وهي لفظة المانية تعريبها مختبر المستقبل ) وموسيقيي الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة محمد الأسود وموسيقيين ضيوف من فرقة الاوركستر السنفوني في مدينة بريمن الالمانية "دي دويتش كامرفلهارموني" بمبادرة من مؤسسة كمال الازعر بشمال افريقيا والشرق الاوسط وبدعم من وزارة الخارجية الالمانية وبالشراكة مع وزارة التربية التونسية.
وأضاف قائلا إن البرنامج أتاح للتلاميذ تقديم عدد من عروض لحن الحياة وحضور بروفات الأوركسترا والمشاركة في ورشات الغناء أو العزف الجماعي ثم الإعداد لإنجاز هذا العمل وهو ثمرة جهود الجميع حسب تعبيره طيلة عام وخاصة التلاميذ الذين انخرطوا في كامل العملية من الكتابة الى تصور الازياء وصنع الاقنعة والموسيقى بتأطير من محترفين في المجال.

العمل خرج من إطاره الضيق بالمدرسة الاعدادية التي تتوسط حيا سكنيا شعبيا لينفتح على إطاره الاجتماعي في الاحياء المجاورة الاخرى على غرار حي بن يونس وحي سيدي عمر في اطار عملية تربوية وفنية مبتكرة وضمنية مغايرة للمنهج التربوي التقليدي حسب تعبيره.
وأضاف أن هذا النجاح يفتح الباب نحو افاق جديدة لإقناع الجانب الالماني بمواصلة تمويل المشروع خاصة أن اتفاقية العمل معهم تنتهي في ديسمبر مع مضاعفة عدد التلاميذ المشاركين والمستهدفين من 150 تلميذا الى اكثر من 250 تلميذا في السنتين القادمتين حسب قوله ومن ورائهم عائلاتهم التي تؤمن بالمشروع وتدعم نجاحه وتلتف حوله هذا مع مواصلة نشاط ورشات العزف والغناء والعروض الفنية والموسيقية .
استمر العرض الذي حضره نائب السفير الالماني ووالية منوبة رجاء الطرابلسي ساعة كاملة بثلاثة مشاهد ليكشف قدرة المخرج ( اخراجا ونصا )على تنويع وتشكيل منصة العرض واستخدام العناصر الأساسية فى الديكور وإعادة هيكلتها من مشهد لآخر وتوظيفها لخدمة فكرة العرض مع تحويل 24 تلميذا غالبهم تلاميذ سنوات إعدادية في عمر الزهور إلى مبدعين في قمة النضج وجمال الاداء .
هؤلاء التلاميذ عزفت أجسادهم وتحولت الى مادة خصبة من الايحاءات المتماهية مع القصة ليملؤوا الركح حركة وخفة مرواحين في المشاهد الثلاثة بين المسرح والرقص التعبيري على المقطوعات الموسيقية " طلوع الشمس" و"أغنية منوبية" و"نصائح منوبية" و"الكرنفال" و"الدمية" و"العصفورة" و"الاطفال والملاحقة" و"رئيس الحي" ثم " الجرة" و"الغول" و"الانتقام " فرقصة المكانس التي كنس بها الممثلون قوى الشر والدمار والافكار السوداء التي حاول الغول زرعها في عقولهم واختتموا بها العرض الفرجوي بامتياز.
ذ القطع الموسيقية عزفتها الفرق الوطنية للموسيقى على الات "الكمان " و"الألتو" والتشيلو" و"الكنترباس" والقانون و"الكورن "والمزمار والايقاع والاغاني التي اداها الكورال الذي يضم 40 تلميذا ايضا من ابناء نفس المدرسة الاعدادية.
واختتم العرض بمعرض يوثق انشطة المختبر وابداعات التلاميذ وحفلاتهم ومنها مشاركة عدد من تلاميذ المدرسة الاعدادية ابن خلدون بحي بوستيل بمنوبة في الحفل الفني التونسي الالماني لحن الحياة المنجز في اطار مشروع "مختبر المستقبل" في نوفمبر 2018 .




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 192126


babnet
All Radio in One    
*.*.*