''القفّة'' العربية

طارق عمراني - تعيش تونس نهاية هذا الشهر فعاليات القمّة العربية في دورتها ال30 و هي قمة منزوعة الدسم لا تتماهى مع تسميتها الألسنية حيث إزدحم القاع بالصراعات العربية الداخلية من ليبيا غربا الى مضيق باب المندب اليمني شرقا ،و إحتجاجات في الخرطوم و حراك شعبي في الجزائر ،في حين يسطّر الكاوبوي الأمريكي دونالد ترامب الخارطة الجيوسياسية للعالم العربي بمباركة خليجية حيث أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيوقع مرسوما يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان أثناء استضافته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن إدارة ترامب تعد وثيقة رسمية تصوغ الدعم الأمريكي لضم إسرائيل للمرتفعات ذات الأهمية الاستراتيجية. و يأتي هئا القرار سنة واحدة بعد قرار مماثل بنقل سفارة واشنطن الى القدس المحتلة ،مع تسريبات عن تبلور فكرة "صفقة القرن " و التي طبخت بين العواصم العربية من القاهرة الى أبو ظبي و الرياض و تقضي بالسيادة الصهيونية على فلسطين المحتلة
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن إدارة ترامب تعد وثيقة رسمية تصوغ الدعم الأمريكي لضم إسرائيل للمرتفعات ذات الأهمية الاستراتيجية. و يأتي هئا القرار سنة واحدة بعد قرار مماثل بنقل سفارة واشنطن الى القدس المحتلة ،مع تسريبات عن تبلور فكرة "صفقة القرن " و التي طبخت بين العواصم العربية من القاهرة الى أبو ظبي و الرياض و تقضي بالسيادة الصهيونية على فلسطين المحتلة
صراع أجنحة الحكم في تونس و مغازلة الأخ الأكبر
المؤكد أن السلطة التونسية لا تتعامل مع القمة العربية بإعتبارها فضاء لمناقشة التطورات في المنطقة بل تتعامل معها بسياسة تثبيت مداميك السلطة داخليا في إطار صراع أجنحة الحكم و التقرب الى المحاور الفاعلة إقليميا حيث نشر موقع أفريك أنتليجانس الفرنسي الشهر الماضب مقالا تحت عنوان TUNISIE : MbS se rêve en star du sommet de la Ligue arabe
تحدث عن الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى تونس خلال القمة العربية أواخر شهر مارس و أعتبر الموقع و أنه حسب مصادره فإن الولي العهد السعودي يعدّ لإقامة مطوّلة في العاصمة التونسية قد تصل الى 10 أيام و يراهن من خلال هذه الزيارة على محو خيبة الزيارة الأخيرة الى تونس في شهر نوفمبر الماضي و التي قوبلت بغضب شعبي نظرا لتورط المخابرات السعودية في إغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول التركية ،و أضاف المقال بأنه في المقابل فإن رئيس الجمهورية التونسبة الباجي قايد السبسي يعد بشكل جيد وحذر لهذه الزيارة مع مخاوف من تقارب بين الأمير السعودي و رئيس الحكومة يوسف الشاهد (الذي يطمح في الوصول الى قصر قرطاج عبر مشاركته في الإنتخابات الرئاسية نهاية هذه السنة ) وهو ما أشّرت له الزيارة الأخيرة الى الرياض نهاية السنة الفارطة بدعوة من الملك سلمان خاصة ان رئيس الحكومة يسعى و بشكل محموم الى التخلّص من التبعية السياسية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي و ذلك بحسب تعبير المقال.

وهذا ما يتقاطع مع المعلومات التي ذكرها موقع عربي 21 و الذي أكد أن العاهل السعودي ،و الوفد الكبير المرافق له ،قد يمددون إقامتهم في تونس بعد القمة في سياق زيارة خاصة.
وقد تم بالفعل حجز عدة فنادق في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية لمدة تفوق الأسبوع، لفائدة الوفود السعودية المرافقة للملك سلمان ومستشاريه.
من جهة أخرى تراهن بعض الحساسيات السياسية على هذه القمة لإعادة إدماج نظام بشار الأسد في النادي العربي في أشارة الى نهاية موجة الربيع العربي ،و خاصة أن تونس مهد الربيع العربي كانت قظ نظمت سنة 2012 مؤتمر أصدقاء سوريا و منه قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق .
لافتات عملاقة مرحبّة بالملك سلمان
حيث تداول مواقع التواصل الاجتماعي صورة للافتة عملاقة لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في طريق المرسى للترحيب بحضوره في القمة العربية مع تعاليق ساخرة .
فهل تحولت القمة العربية الى "القفة العربية " ؟
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 179323