صفاقس: النظر في إمكانية بعث مشروع مركز لتجميع ومعالجة وتوزيع خشب الزيتون

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/olivierx2.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - بحثت جلسة عمل انعقدت، اليوم الخميس، بمقر ولاية صفاقس حول واقع وآفاق النجارة التقليدية في ميدان خشب الزيتون بحضور المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية، فوزي بن حليمة، وممثلي هذه المهنة وعديد الهياكل الفلاحية والتنموية ذات العلاقة، إمكانية بعث مشروع مركز لتجميع ومعالجة وتوزيع خشب الزيتون يهدف إلى تجاوز أزمة نقص التزود بالمادة الأولية التي يعاني منها هذا القطاع المصدّر.
وتم بالمناسبة تقديم نتائج دراسة اقتصادية حول إحداث هذا المركز أنجزها الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي، سامي الزياني، الذي أكد أن أزمة صعوبات التزود بخشب الزيتون التي يجابهها الحرفيون أدت إلى إشكاليات اقتصادية لدى المؤسسة الحرفية المتخصصة في نجارة خشب الزيتون وفقدان عديد الأسواق الخارجية، وفق تعبيره.
وأكد الزياني أن بلدان مثل اليابان، وأمريكا، وفرنسا، وألمانيا توجه الحرفاء فيها إلى أسواق أخرى مثل المغرب، واليونان، واسبانيا، وإيطاليا، بسبب عدم استقرار السوق التونسية ومنتوجاتها من خشب الزيتون (أدوات الطبخ، تحف... ).
ويؤمل أن يساهم المركز الجديد، في صورة إحداثه، في تطوير الصادرات من منتوجات الصناعات التقليدية لخشب الزيتون بجهة صفاقس من 16 مليون دينار كقيمة صادرات سنوية حاليا إلى 160 مليون دينار باعتبار أن المنظومة التي تعد 3000 حرفي يشتغلون في حوالي 300 مصنع تشتغل فقط بعُشر الإمكانيات الممكنة من حيث المادة الأولية.
...

واقترح سامي الزياني أن يأخذ مشروع المركز الجديد صبغة المنشأة العمومية (وطنية أو محلية) يشترك فيها القطاع الخاص بخبراته وكفاءاته.
واعتبر عماد الشعري، صاحب مؤسسة ونائب رئيس غرفة نجارة خشب الزيتون، في تصريح لمراسل (وات) على هامش الجلسة أن انجاز هذا المشروع "يعدّ تجسيما لرغبة الحرفيين"، داعيا الدولة إلى تبنيه من خلال تطويع القوانين لإنجاحه، وإلى تفعيل برنامج تشبيب غابة الزيتون الذي ينتفع به القطاع الفلاحي وقطاع خشب الزيتون في نفس الوقت، على حد قوله.
من جانبه، أكد المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية، فوزي بن حليمة، أن الجهود موجهة إلى التحول بهذا المشروع من طور الدراسة إلى مرحلة الإنجاز الفعلي باعتباره يوفر حلا جذريا لصعوبات التزود بخشب الزيتون، متوقعا أن يقع تعميم تجربة إحداث المركز في صورة نجاحه مستقبلا في عدد من الولايات الأخرى.
وبيّن بن حليمة أن عديد الأطراف المعنية بالمجال ولا سيما الهياكل الفلاحية أظهرت استعدادا للتعاون وتجاوز الصعوبات المتعلقة بطول الإجراءات التي تتطلبها عملية قلع أشجار الزيتون خارج الإنتاج، وتحسيس الفلاحين بأهمية الانخراط في برنامج تجديد غابة الزيتون وتشبيبها الذي تشتغل عليه مندوبية الفلاحة ومعهد الزيتونة.
وأمام تداعيات الأزمة التي يفسرها غياب استراتيجية لاستغلال خشب الزيتون وعدم استغلال الامكانيات المتاحة التي توفرها عملية قلع الزياتين الهرمة، أوضح ممثل الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري أن عدم انخراط الفلاحين في برنامج التشبيب ناتج عن عدم توفر مياه كافية لتغيير الإنتاج البعلي بالإنتاج السقوي، فضلا عن طول المدة التي يتطلبها التشبيب والتي تضع الفلاح خارج دائرة الإنتاج لأربع أو خمس سنوات متتالية، ودعا إلى إيجاد حلول لهذه الوضعية حتى يقع ضمان انخراط في عملية التشبيب من قبل الفلاح.
وأشار مدير عام معهد الزيتونة بصفاقس، محيي الدين القسمطيني، إلى أهمية المخزون الاستراتيجي للزياتين في تونس وصفاقس على وجه الخصوص وما يتيحه هذا المخزون من كميات خشب هامة في إطار عملية تعويض الأشجار الهرمة وتشبيب غابة الزيتون التي لا تزال تعرف تعطّلا في التنفيذ رغم جاهزية الدراسة وتجديدها في سنة 2016.
وبالتوازي مع النقص في كميات خشب الزيتون الناتج عن عدم تفعيل برنامج التشبيب، اعتبر القسمطيني أن تثمين خشب الزيتون لا يتم بشكل مدروس ويقتصر في جزء كبير منه على إنتاج الفحم.
من جهة أخرى، أعلن الرئيس المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية أنه سيتم خلال زيارته إلى صفاقس إمضاء اتفاقية تعاون بين الديوان والمعهد العالي للفنون والحرف بصفاقس بغاية فتح آفاق جديدة للخريجين لاقتحام قطاعات الصناعات التقليدية وتقديم إضافات هامة للقطاع.
كما يشتمل برنامج الزيارة كذلك زيارة إلى الأنشطة العلمية لمركز البيوتكنولوجيا بصفاقس في مجالات تثمين خشب الزيتون، وجلسة عمل وتعاون مع جمعية معرض صفاقس الدولي الذي يحتضن التظاهرات المعارضية في الجهة ومنها تظاهرات الصناعات التقليدية.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 170877


babnet
All Radio in One    
*.*.*