انطلاق فعاليات الدورة الثانية للمسابقة الوطنية للأكلة التقليدية بين الولايات في جزيرة قرقنة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b896e68811d17.11497208_lfkehoqgpijnm.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - انطلقت، اليوم الجمعة، بجزيرة قرقنة من ولاية صفاقس، فعاليات الدورة الثانية للمسابقة الوطنية للأكلة التقليدية بين الولايات التونسية لتتواصل على مدى 3 أيام بمشاركة فنيين في الطبخ من 11 ولاية وهي قابس والكاف والقيروان وتونس العاصمة وبنزرت وسوسة وزغوان وأريانة والقصرين والمنستير وصفاقس بالإضافة إلى ثلة من كبار المختصين في المجال (رؤساء مطبخ) في تونس.

وسجّلت هذه التظاهرة الناشئة الرامية إلى تثمين الموروث الغذائي التونسي أول مشاركة دولية من خلال حضور وفد من فنيي الطبخ من القطر الجزائري الشقيق سيتولّى تقديم أطباق غذائية جزائرية للتعريف بها ويشارك من خلال رئيسه (رئيس مطبخ) دلالو حسين في أعمال لجنة تحكيم المسابقة.

...

وتعدّ هذه المشاركة الدولية الأولى مقدّمة لإضفاء بعد وإشعاع دوليين على التظاهرة بداية من السنة القادمة ، حسب ما أكده منظماها وهما جمعية أحباء قرقنة والجمعية التونسية لمهنيي فن الطبخ، في ندوة صحفية انتظمت مساء انطلاق المسابقة التي تتمحور هذه السنة حول إعداد طبق "الملثوث بالعلوش" وأطباق الصوبيا (الشوابي).

وأكد كاتب عام الجمعية التونسية لمهنيي فن الطبخ، الطيب بوهدرة، عن عزم المنظمين إلى تحويل التظاهرة إلى تظاهرة دولية بداية من الدورة المقبلة وفق مقاييس دولية متعارف عليها، مشيرا إلى أن تونس تستعد للمشاركة في مسابقة "بول بوكيس"( التي يعود اسمها لاشهر رؤساء الطبخ الذي توفي في 20 جانفي 2018) الدولية للطبخ بمدينة ليون الفرنسية ،التي ستقام في 29 و30 جانفي 2019، وهو ما وصفه بالأمر المهم جدا بالنسبة للثقافة والسياحة التونسية.
من جهته ثمّن رئيس جمعية أحباء قرقنة، صبري عاشور، ما قال عنه الرواج الكبير الذي عرفته التظاهرة منذ الدورة الأولى وانخراط عديد الأطراف والهياكل الرسمية والجمعياتية والمهنية وهو ما اعتبره ضمانة لاستمرار التظاهرة وتطورها مستقبلا.

وقالت الكاتبة العامة لجمعية أحباء قرقنة ألفة السافي" إن الهدف الرئيسي من التظاهرة هو المساهمة في تنشيط جزيرة قرقنة خلال الفترة الصيفية ودفع الأنشطة السياحية والثقافية فيها من خلال التسويق للأكلات التقليدية التونسية التي تتميز بخصائص فريدة".
وبيّن رئيس الجمعية التونسية لمهنيي فن الطبخ ورئيس لجنة التحكيم رفيق التلاتلي أن الغاية من التظاهرة هي تحفيز الابتكار في الطبخ وتثمين الموروث الغذائي التونسي مع التعريف بمكوناته كتراث لامادي مميز مهدد في جزء منه بالاندثار.

وقد انطلقت فعاليات المسابقة الرئيسية حول إعداد طبق "الملثوث بالعلوش" بين المشاركين وعددهم 13 طباخا جلهم من الشبان المشتغلين في المطاعم والنزل على ضفاف البحر بأحد نزل جزيرة قرقنة في أجواء تنشيطية منعشة، حيث يتداول المتسابقون على مراحل الإعداد إلى مرحلة التذوق تحت أنظار لجنة التحكيم المكوّنة من كبار المختصين في الطبخ.
ويخوض المتبارون مسابقة ثانية لإعداد حر لأحد أطباق طهي "الشوابي" يكون بمثابة المجال الذي يتم من خلاله التشجيع على الابتكار في الطبخ بحسب ما ذكره رئيس لجنة التحكيم، رفيق التلاتلي.
ويمرّ في أعقاب هاتين المسابقتين أفضل 4 متسابقين إلى المرحلة النهائية التي تسمى مرحلة الصندوق الأسود حيث تعطى لهم كمية من المواد الغذائية المختلفة ويطلب منهم التصرّف فيها بإعداد ما لذّ وطاب من الأطباق في مدة زمنية محددة.
وتتوّج المسابقة بفوز اثنين من المشاركين الذين يفوزان بجازتين ماليتين قيمتهما على التوالي 1500 و1000 دينار.
وتكتسي المسابقة، كذلك، أهمية ثقافية بالغة بالنسبة للباحثة في المعهد الوطني للتراث، سهام القلال بن عمر، التي حضرت التظاهرة وتولت توثيقها بالصور، في تصريح لمراسل (وات) في الجهة، وذلك في إطار مجهود يقوم من خلاله المعهد بجرد للتراث غير المادي وإدخاله في موقعه الرسمي، معتبرة أن مثل هذه المسابقات تساهم بفعالية في حفظ الذاكرة وتثمين التراث غير المادي في تونس التي يشكل التراث الغذائي أحد عناصره الأساسية.

واعتبرت أن طبق "الملثوث" الذي تهتم به الدورة الثانية من المسابقة هو أحد فرع طبق "الكسكسي"، مبينا في هذا الصدد أن تونس تشتغل حاليا بالشراكة مع الجزائر والمغرب لتقديم ملف مشترك في مارس 2019 لمنظمة اليونسكو قصد تسجيله ضمن التراث العالمي.
وشددت الباحثة سهام القلال على أهمية مثل هذه المسابقات في الحفاظ على التراث الغذائي المتوسطي وحمياته المختلفة التي ما انفكت تندثر بشكل تدريجي.
ولم تخف الشابة هناء الماي وهي متسابقة أصيلة منطقة "بوجريب" في معتمدية غزالة من ولاية بنزرت سعادتها بالمشاركة في هذه المسابقة الخاصة بالأكلات التقليدية، واعتبرتها فرصة تساعدها على صقل مواهبها في الطبخ وتعزيز معرفها كطالبة في المجال وعاملة بأحد المطاعم بتونس العاصمة.
كما عبّرت طباخات جزائريات عن سعادتهن بالمشاركة في المسابقة وأكدنّ أنهنّ ستقدمن، إلى جانب زملاء لهنّ أطباقا جزائرية تقليدية شهية من الموروث الغذائي لمدن عنابة وقسنطينة وتزي وزو وبسكرة وهي أطباق تقليدية أصيلة ومميزة للمناطق القادمة منها.
ومن الأطباق الجزائرية المقترحة على جمهور التظاهرة للتذوق (دون أن تدخل في المسابقة الرسمية) "شخشوخة بسكرية" (بسكرة) و"عصبانة مبيتة" (عنابة).
وقال رئيس الوفد الجزائري، دلالو حسين، إن هذه المشاركة مفيدة جدا للتونسيين والجزائريين على السواء.
من جهة أخرى، تم على هامش المسابقة تقديم كتاب قدمه أصحابه على أنه "أول وثيقة بيداغوجية تونسية مكتوبة حول المطبخ التونسي وتقنيات تعليم الطبخ يتم إنتاجها منذ الاستقلال"، ويحمل هذا الكتاب الذي اشترك في تأليفه كل من صابر الشيخ ومحمد عبد الحق باللغة الفرنسية عنوان "تقني المطبخ" .
ويتميز هذا الكتاب الذي جاء في 268 صفحة عن الكتب الأجنبية المعتمدة في تونس بتفاصيل ضافية عن التوابل وأدوات الطبخ وغيرها.
ويتضمن هذا الكتاب وصفا للأطباق والحميات ومكوناتها وطريقة إعدادها وفق تقنيات علمية دقيقة بحسب تعبير محمد عبد الحق، بحسب مؤلفه صابر الشيخ.
يذكر أنه علاوة على الجوانب المتعلقة بفنون الطبخ، تؤثث فقرات التظاهرة مجموعة من العروض الفنية والموسيقية التي يحييها كل من الفنان أحمد الشريف والفنانة سيرين ميلاد والفنان شادي أشهب بالنسبة لسهرة يوم 31 أوت الجاري والفنانة نبيهة كراولي والفنان حسن ناجي والفنان حمادة الصعيدي بالنسبة لسهرة غد السبت.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 167018

Mandhouj  (France)  |Vendredi 31 Août 2018 à 20h 04m |           
الولايات الأخری ما عندهمش إختصاصات أكلويۃ !؟ نحب نفهم فقط .


babnet
All Radio in One    
*.*.*