سيف الحجّاج أم شعرة معاوية ؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/sebssiwataniaaaaaaaa.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الاستاذ بولبابه سالم

الى اين تسير تونس ؟ اسئلة عديدة يطرحها المتابعون في ظل الحراك الاجتماعي الذي تشهده البلاد و ما رافقها من اعمال العنف و التخريب و السرقة الليلية . طرحت محاذير كثيرة من نتائج الاحتجاجات الليلية خاصة ان التظاهر مسموح به و مدستر في كل وقت لاسيما نهارا ، لكن الغليان الاجتماعي تجاوز الجميع .





طبعا ، لم يشكك احد او يرفض اسباب المظاهرات الاحتجاجية ضد قانون المالية و التي كان لها انعكاسات خطيرة على القدرة الشرائية للمواطن مع ارتفاع الاسعار و فقدانه الثقة في الطبقة السياسية حكما و معارضة و يجب ان نكون اغبياء كي نصدق ان طرفا سياسيا واحدا حرك الاحتجاجات من الشمال الى الجنوب و لو لقي دعما صريحا من الجبهة الشعبية و التيار الديمقراطي و حراك تونس الارادة .

لكن اعمال العنف و التخريب التي طالت الممتلكات الخاصة و العامة افسدت هذا التحرك و لم يكن هناك رجل رشيد ممن اججوا الاحتجاجات الليلية ان يتذكروا ما قاله هابرماس حول شروط الاحتجاجات في البلدان الديمقراطية و ضرورة ان تتحمل الجهات المنظمة مسؤولية و نتائج ذلك التحرك و لو كان السجن كما اشترط عدم التخفي وراء جنح الظلام ، لكن المزايدات و الحسابات الشخصية اعمت الابصار و القلوب. لكن حصل ما حصل و لابد للسلطة ان تجد حلولا للخروج من المازق لانها في وضع لا تحسد عليه . الوضع الاقتصادي صعب جدا و تونس تحت حماية صندوق النقد الدولي و هامش التحرك في حده الادنى ، لذلك من المستبعد ان تتراجع الحكومة عن اجراءاتها المؤلمة مثلما تطالب بعض القوى السياسية .

لكن ما العمل ؟ من السهل التشهير باللصوص والمجرمين الصغار و جعلهم مادة اعلامية للتلبيس على الاحتجاجات الاجتماعية ، و التعامل مع المخربين يجب ان يكون صارما و الامن الوطني له من الكفاءة ما يجعله قادرا على ردعهم و تقديمهم للعدالة . لكن على الدولة ان تبعث برسالة قوية للشعب من خلال شن حملة حقيقية على المفسدين الذين اجرموا في حق الاقتصاد الوطني خاصة بارونات التهريب و المتهربين من الضرائب و ناهبو المال العام، و اذا كانت الحكومة تستهدف باجراءاتها المؤلمة جمع 3500 مليار للضغط على المصاريف فهي قادرة لو تتوفر الارادة السياسية ان تجمع ضعف هذا المبلغ من اللصوص الكبار الذين لا يسددون حتى فواتير الماء و الكهرباء .

ان تقاسم الاعباء يجب ان يتحمله اولا من اجرم في حق الشعب ليكونوا درسا للبقية، و قد سئل الخليفة عمر بن عبد العزيز ان الناس قد ساءت خلقهم و لا يقوّمهم الا السوط فقال :" كذبت ، بل يقوّمهما العدل و الحق " .للاسف في تونس لا وجود لعدالة جبائية و لا لتقاسم للاعباء عند الازمات بل يدفع الاجراء و الموظفين و المفقرين الكلفة لوحدهم .

ترفض الدولة هذا الحل رغم وجود هيئة شكلية لمكافحة الفساد لان الحيتان الكبيرة هي التي اوصلتهم الى السلطة للهروب من المحاسبة .
كالعادة ستكون الحلول ترقيعية و سيتواصل التهارج السياسي العبثي بين مكونات المشهد ، سيف الحجاج لن يخرج من غمده ، و ستبقى شعرة معاوية شعار المرحلة اضطرارا لا اختيارا .

كاتب و محلل سياسي


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 153950

Mandhouj  (France)  |Mercredi 10 Janvier 2018 à 17:33           
Défendre la révolution, n’empêche pas de critiquer et de dire son avis sur la politique du pouvoir en place et issu des élections..

L’actuel pouvoir a fabriqué lui-même sa propre fragilité.. Et de plus, le système pousse la société vers la fragilité, afin de plus pouvoir se défendre.. La précarisation des couches sociales populaire et moyenne, n’est pas innocente.

Gouvernement d’union nationale, renvoie une image de force, mais le contraire est la réalité. Gouvernement d’union nationale, n’est qu’un titre, la réalité est autre, et nous sommes conscients, amis est-ce-que le pouvoir dominant à l’ARP est conscient ? Et bien il ne me semble pas.. Nous remarquons une réelle passivité, depuis le 1er gouvernement d’Habib ESSID. Comment remédier à cette passivité et faiblesse ? Dernièrement Nida et Ennahdha , sont
partis dans une logique de Troïka, qui formera la vraie et solide ceinture politique qui portera le gouvernement dans ses politiques et ses choix .

- La lutte contre la corruption,
- La finalisation du processus constitutionnel,
- Les réformes nécessaires et urgentes, des secteurs public, éducation, santé, politiques des solidarités, reformes des entreprises publiques, …
- comment accélérer les mises en place de ces réformes, pour gagner plus en bonne gouvernance, en plus de contrôle démocratique, social, par les syndicats, et de la société, par les associations de la société civile ? ,
- les élections municipales, et l’installation de la nouvelle administration locale, avec tous les moyens qu’elle impose, afin de répondre aux nouvelles exigences du législateur (nouvelles compétences),

Nous savons tous qu’il n y a pas des politiques sans budget, et c’est là où le gouvernement à louper la chose.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female