الصواريخ على حيفا و هيفا

...أضيفت إلى نشرة الاخبار العربية الحزينة والمحبطة... حرب جديدة في لبنان... دم عربي آخر ينزف هناك ... جرح عربي جديد وحزن عربي يتزايد ... وقهر آخر تقصف به اسرائيل قلوبنا..!!
الجرح في لبنان مازال ساخنا وجديدا ... ولكننا سوف نتعود عليه تدريجيا كما تعوّدنا على جرحنا في فلسطين ثمّ في العراق ... وستصبح مشاهد القتل والتدمير والدمار عادية في عيوننا... وباردة على قلوبنا ... لا تستدعي تأثرنا كلما جلسنا نتابع نشرات الاخبار... الشهداء سيصبحون مجرد أرقام نحصيها كل يوم ثم نعود إلى مشاغلنا اليومية !!
لم يعد الدم العربي النازف في كل مكان ... مشهدا صادما أو مروعا ... لقد صار دمنا ماء رخيصا ... تعوّدنا على مشاهدة نزيفه.... حتى تآلفنا وتعايشنا وتصالحنا مع مشاهدة سفكه وهدره ونزيفه...!!
إنها كارثة أكبر أن نعتاد على مشاهدة كوارثنا !!
لقد اعتدنا على الحروب وتعوّدننا عليها... وصارت مشاهد القتل يومية ومتكررة ومتشابهة في العراق وفلسطين ولبنان... كل يوم نحصي قتلانا وننام ... وتأتينا الاحلام الوردية ... وكل هذا التعود وتشابه مشاهد الدمار وتكررها وتكررها.... جعل حماسنا يبرد ويخمد.... ومشاعرنا تخفت وتموت... ولم نعد نفرق بين ما نشاهده في أفلام الرعب الخيالية ونشرات الاخبار الواقعية .... نفس البشاعة والفظاعة والوحشية... التي أصبحنا نشاهدها بقلوب باردة مع أطفالنا ... لانها أصبحت عادية ومعتادة... وقد كنت مشاهدة لقطة من فيلم رعب... تحرمنا من النوم أياما لكننا اليوم لم نعد ننتظرها في فيلم... فهي تحدث في الواقع ويكاد الدم العربي يسيل من الشاشة ... ولكن قلوبنا سرعان ما تبرد وتصبح عصية الدمع والحزن...!!
إننا لم نعد قادرين على الالم أكثر مما تألمنا... وعلى اليأس أكثر مما يئسنا..!!

الشاشة حمراء بالدم العربي الرخيص... بينما اسرائيل تدمر شعبا كاملا من أجل جنديين فقط من جنودها .... ونحن نتفرج دون أن نساند حتى بالمشاعر والالم ... كل ما صارت فينا مشاهد قتل أشقاؤنا ... هو فقط وخزة صغيرة في الضمير .... سرعان ما تبرد باختفاء المشهد من الشاشة... وانصرافنا إلى الحياة اليومية الشاقة ..... كأن ما نشاهده من فظاعة في فلسطين ولبنان والعراق.... هي مجرد لقطات من فيلم حربي جديد .... تعوّدنا على مشاهدته ولم يعد يحرك فينا ولو شعرة!!
لقطات دامية جديدة تأتينا من لبنان ... الجديد فيها هو الموقع الجغرافي فقط ... اما المشهد فقد تعوّدنا عليه في فلسطين ... ثم في العراق ... وهاهو في لبنان ... وغدا في مكان عربي آخر ... نفس المشهد يتكرر ... وقلوبنا باردة ... كأننا تماثيل لا تحس ولا تشعر ولا تتفاعل... نحن من جيل عربي.. أختصر كل واحد منه في عمره... أعمارا من الخيبات والنكبات... والهزائم.... حتى صار الشهيد عندنا مجرد رقم رخيص!!
الصراحة راحة
" شابة عصرية حين حدّثتها عن بداية الحرب في لبنان... قالت لي " مسكينة نانسي عجرم"..!!
عوض أن تقول مذيعة الاخبار " سقطت الصواريخ على حيفا" ... أخطأت فقالت " سقطت الصواريخ على هيفا" ...
فخاف العرب على هيفا وكادوا يبكون!!

سمير الوافي
هاتوا ملاحظاتاكم عبر الـ SMS
فكرة تخصيص رقم هاتف لاستقبال ملاحظاتكم واقتراحاتكم...عبر رسائل SMS... نجحت في مدّ جسور علاقة تواصل وتفاعل سريعة وسهلة مع قرائي أينما كانت الجريدة بين أيديهم....
الرقم على ذمّتكم دائما ... الرقم دائما ( 98538422) ... لكني أوضح أنه لا يستقبل المكالمات الهاتفية أبدا.... بل رسائل الـ SMS فقط لا غير... وهو ليس الرقم الذي أتكلم به.... فالرجاء احترام ذلك... وقد وصلت كل ملاحظاتكم الكثيرة وأنتظر المزيد .... شكرا...
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 8441