بعد تهجمه على النهضة: هل يحدد سفيان بن حميدة اختيارات التونسيين

غريب هذا التهجم المتواصل من قبل شخصيات إعلامية تعتبر نفسها مستقلة لكنها لا تتوانى عن كيل الاتهامات الباطلة لأحزاب معينة باستغلال منابر إعلامية للضغط على الجماهير غايتها في ذلك تحقيق أهداف سياسية
من الطبيعي أن نواصل الحديث عن حركة النهضة مادامت كل الأبواق الإعلامية اصطفت للنيل منها وللتشكيك في مصداقيتها و تخويف المجتمع من أدبياتها
لا نقصد من كلامنا هذا أن الحركة ملائكية لا يجوز نقدها بل بالعكس فالنهضة تدعو دائما كل الأحزاب إلى مراجعة أفكارها بما يتماشى مع واقع المجتمع التونسي ولكن هذا لا يعني استغلال الفضاء الإعلامي للتشهير بحزب أو تيار دون آخر لأنه يخالفهم في الرأي والمنهج
من الطبيعي أن نواصل الحديث عن حركة النهضة مادامت كل الأبواق الإعلامية اصطفت للنيل منها وللتشكيك في مصداقيتها و تخويف المجتمع من أدبياتها
لا نقصد من كلامنا هذا أن الحركة ملائكية لا يجوز نقدها بل بالعكس فالنهضة تدعو دائما كل الأحزاب إلى مراجعة أفكارها بما يتماشى مع واقع المجتمع التونسي ولكن هذا لا يعني استغلال الفضاء الإعلامي للتشهير بحزب أو تيار دون آخر لأنه يخالفهم في الرأي والمنهج
تصريحات الصحفي والباحث سفيان بن حميدة يدخل في هذا الإطار حيث اتهم النهضة بأنها حركة رجعية ضعيفة تحمل خطابا مزدوجا تدافع عن تعدد الزوجات و تريد أن تعيد المجتمع إلى العصور القروسطية
هذا التهجم المجاني على النهضة نضعه في إطار الحرب النفسية لمزيد تفعيل الفزاعة الإسلامية ومحاولة تشويه أحزاب يبدو أنها بدأت تكتسب مصداقية شعبية متزايدة
وكما قلنا أن مثل هذا الخطاب مكرر اعتاد عليه التونسيون وهو في النهاية يصب في مصلحة النهضة ويزيد من قوتها وهو ما ذكرني بقضية الإسلموفوبيا في الغرب حين تتهجم الأحزاب المتطرفة على الإسلام لتشويهه بوصفه أنه دين إرهاب فتكون النتيجة ازدياد معتنقي الدين الإسلامي من الغربيين
طبعا هذا ليس مجال للمقارنة فالنهضة حركة سياسية تخطئ وتصيب والإسلام دين منزل من رب الأرباب ولكن مثل هذه الاتهامات المتواصلة تضعنا في حيرة من أمرنا حول أسبابه هل هو اتهام لتوجهات الحركة أم استهداف لمبادئ مشتركة تجمع كل التونسيين و اعتبروها خطا أحمر الله أعلم
ما يزيد في دهشتنا تلك الثقة من طرف السيد سفيان بن حميدة العضو في جمعية الدفاع عن الائكية حين اعتبر أن التونسيين لن يصوتوا على حركة رجعية يقصد النهضة وأنهم لن يتخلوا عن مكاسبهم أمر جعلنا نعتقد بأن المجتمع التونسي منقسم إلى قسمين و أنه فرض على التونسي معادلة فكرية تقول بأنك إذا كنت ضد النّهضة فأنت مع " المكتسبات العظيمة" أما إذا خالفتها فأنت ضد " المكتسبات العظيمة" فيالها من معادلة غريبة عجيبة
فهل جعل التونسيون سفيان بن حميدة وصيا عليهم ومحددا لاختياراتهم
لا أعتقد ذلك فالشباب التونسي الذي أشعل ثورة ضد الظلم من دون توجهات سياسية معينة لا يمكن أن نتحكم باختياراته فلديه الوعي الكافي والقدرة على اختيار من سيمثله في المرحلة القادمة وستتحطم تصورات سفيان بن حميدة أمام واقع صندوق الاقتراع
كريـــم بن منصور
Comments
191 de 191 commentaires pour l'article 34449