النائبة ماجدة الورغي: "الدولة تغلق أبوابها في وجه نواب الشعب... والفساد يُكافأ بدل محاسبته"
وجّهت النائبة ماجدة الورغي خلال مداخلتها في الجلسة العامة المخصّصة لمواصلة النظر في مشروع قانون المالية وميزانية الدولة ومشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2026، انتقادات لاذعة إلى الحكومة ورئيستها، معتبرة أنّ غياب رئيسة الحكومة عن الجلسة دليل على عجزها عن المواجهة وضعفها في إدارة الحوار مع ممثلي الشعب.
وقالت الورغي في مستهل كلمتها:
وقالت الورغي في مستهل كلمتها:
"رئيسة الحكومة رفضت لقاءنا في جلستين سابقتين، وها هي اليوم تغيب مجدداً عن مناقشة أهم مشروع مالي في البلاد. هذا الغياب ليس مجرد صدفة، بل تأكيد على عجزها عن الإجابة وعلى فقدانها القدرة على التفاعل مع النواب حول مشاغل المواطنين".
وأضافت:
"الخطاب الذي ألقته أمس كان غامضاً وغير مفهوم للتونسيين. كانت تقرأ نصاً لا تدرك تفاصيله، ولو طُلب منها التفاعل المباشر مع النواب لما استطاعت الإجابة على أسئلتهم الواقعية".
وانتقدت النائبة ضعف التواصل الرسمي والإعلامي للحكومة ورئاسة الجمهورية، قائلة:
"اليوم لا نجد أي نشاط حكومي واضح في وسائل الإعلام. لا نعرف ما الذي يحدث في الوزارات، ولا ما هي الخطط أو الإنجازات. حتى الإعلام العمومي الذي تُرصد له ميزانية ضخمة فقد دوره، وأصبح يقدم برامج سطحية لا تهم المواطن الذي يمول هذا المرفق العمومي من جيبه".
واستعرضت الورغي سلسلة من البيانات الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية خلال الأشهر الماضية، مشيرة إلى أنّ جميعها تدور حول مواضيع فضفاضة تتعلق بـ"المرافق العمومية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد"، دون أن تترجم إلى قرارات ملموسة.
وأضافت بحدة:
"رئاسة الجمهورية تتحدث يومياً عن الفساد، لكن من يبلغ عن الفساد اليوم يتعرض للتنكيل. الفاسد يترقى، والمبلّغ يُحاصر في رزقه وكرامته. مواطنة اتصلت بي تبكي لأنها ندمت على تبليغها عن الفساد بعد أن جُوّعت وحُرمت من حقها في العمل".
كما كشفت الورغي عن ملفات فساد وصفتها بـ"الضخمة" داخل وزارة الصناعة، معتبرة أن محاولات التغطية عليها "لن تنجح مهما طالت"، وقالت:
"أكبر ملف فساد اليوم موجود في وزارة الصناعة، وهناك من يسعى للتغطية عليه. الفاسدون يتحركون، والشرفاء يُقصون. ومع احترامي للوزيرة، فإن ضحكتها لا تمحو الألم الذي يعيشه الناس في الشارع".
وأكدت النائبة أنّ الصراع بين البرلمان والحكومة، ومحاولات إضعاف العلاقة مع رئاسة الجمهورية، تخدم فقط منظومة الفشل القديمة، مشدّدة على أنّها لا تسعى إلى منصب ولا إلى مكسب، بل إلى "قول الحقيقة كما هي".
وأضافت:
"أنا لا أخاف المواجهة، وأضع نفسي على ذمة القضاء. من يملك ملفاً ضدي فليقدّمه. ماجدة الورغي لا تساوم على صوت المواطن، ولن تسكت على الظلم. صوتي سيبقى للشعب لا للقصور".
وفي ختام مداخلتها، وجّهت رسالة مؤثرة إلى أعضاء الحكومة، قائلة:
"أنتم من سيتحمّل مسؤولية الفشل إن استمر هذا الصمت. هناك من يجوع اليوم، من يلتقط طعامه من القمامة، من ينهار تحت ثقل المعيشة. هذه هي الحقيقة التي لا تكتبها التقارير ولا تُعرض في نشرات الأخبار. نحن لا نطلب المعجزات، بل نطلب فقط أن تفتح الدولة أبوابها لشعبها وأن تحاسب الفاسدين بدل مكافأتهم".
وختمت بقولها:
"دخلت البرلمان ورأسي مرفوع، وسأغادره ورأسي مرفوع. لن أسكت، لأنّ الصمت خيانة، ولأنّ التاريخ سيسجل من تكلم ومن تواطأ بالصمت".












Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 318051