<img src=http://www.babnet.net/images/5/hayer100.jpg width=100 align=left border=0>
تربيت في أسرة محافظة ككثير من الأسر في مجتمعنا.. كانت أمي تواظب على صلواتها أما أبي فيصلي في ثلاث مناسبات سنويا : رمضان والعيدين وككل الأطفال ذهبت إلى الكتاب حفظت سورا كثيرة وكنت أشعر بالفخر وأنا أرددها أمام جدي فيكافئني.. أحاول الصيام وتجبرني أمي على الإفطار لأني صغير.. أتأمل الغيوم وأحيانا يهيئ لي أني أرى وجوه الملائكة وكل الذين أفقت يوما فلم أجدهم ولما سألت عنهم قالوا أنهم سكنوا السماء..أعشق الليل والنجوم وأتطلع بحثا عن الله الذي تقول جدتي انه يحب الأطفال وأخبرتني عندما توفي ابن خالتي الذي يصغرني بسنتين بأن الله حوله إلى عصفور في الجنة.. ومالجنة جدتي.. مكان جميل فيه أشجار وثمار وأنهار وكل ما تشتهي نفسك.. أجبتها بسذاجة الأطفال أنا أريد ان يحولني إلى أسد لا عصفور فقالت لا توجد أسود في الجنة بل كل الأطفال عصافير صغيرة وجميلة.. يومها سكنت عقلي أمنية.. ليتني أتحول إلى عصفور جنة..
وكلما كبرت قل الحديث عن الجنة وكثر الحديث عن النار.. لا تكذب سيعلقك الله من "شوافر عينيك".. لا تردد كلاما بذيئا ستذهب للنار.. لا تعص أمك لا تعص أبوك لا تعص معلمك لا تعص من هو اكبر منك سنا حرام.. وكلما تقدمت بالعمر طالت قائمة المحرمات و"اللاءات" وتيقنت أني ذاهب للنار لا محالة.. فالإله كان بالنسبة لي جواب أسئلة كثيرة ولكنه في حد ذاته سؤال لا جواب له.. بل لم أجد عند سؤالي عنه غير الصد والهروب ويصل الأمر إلى الزجر وأنا متأكد أن عددا هاما من الأطفال وجد نفس المعاملة كلما راوده مثل هذا السؤال..
وقضيت فترة المراهقة متنقلا من تجربة حب لأخرى دون أن أنسى ما راودني في الصغر ولكني أصبحت انظر للأمور بشكل آخر وأصبحت رفقة أندادي نتعمد الإفطار جهرا في نهار رمضان متفاخرين بذلك ونسخر من الآخرين وكلما استهزأ احدهم بالذات الإلهية أو روى طرفة عن الرسل والملائكة كلما علا شانه بيننا واثبت انه الأكثر رجولة لأنه لا يخاف من سموه اله..
خلال دراستي الجامعية تعرفت على مجموعة شدتني إليها أناس يعلنون صراحة أن الإنسان يجب أن لا يؤمن بغير نفسه وان الإلحاد ليس السخرية من اله ومجموعة أديان وتعاليم كما يروج له إنما هو حركة فكرية متواصلة غايتها البحث الدائم واكتشاف أسرار الطبيعة والنفس وفق العلم والمنطق أي تقديم إجابات يتقبلها العقل خاصة وان كثيرا من الأمور العلمية الحديثة أصبحت بفضل الإعلام الديني المنتشر تفسر بطرق خرافية ومضحكة أحيانا و لا تلقى رواجا إلا عند أنصاف المجانين وبالعكس تزيد العقلانيين يقينا أنها تفاسير لا أساس لها من الصحة مهما أولوا وتعسفوا على نصوصهم القرآنية والنبوية.. صراحة أغرتني هذه التجربة فخضتها ووجدت ضالتي.. أحس دائما أني أهم إنسان في العالم واني محور الكون وهذا ما أعطاني مزيدا من الثقة بالنفس واثر إيجابا على دراستي وحياتي المهنية.. وساهم في دفعي لمطالعة اكبر عدد ممكن من الكتب في كل المجالات حتى التي لم أكن أتصور أني سأهتم بالقراءة حولها.. طالعت كتبا دينية تحدثت عن كل الأديان السماوية ولكن لم تقنعني بما فيه الكفاية لم تشبع فضولي ولم ترض عقلي..
وكلما كبرت قل الحديث عن الجنة وكثر الحديث عن النار.. لا تكذب سيعلقك الله من "شوافر عينيك".. لا تردد كلاما بذيئا ستذهب للنار.. لا تعص أمك لا تعص أبوك لا تعص معلمك لا تعص من هو اكبر منك سنا حرام.. وكلما تقدمت بالعمر طالت قائمة المحرمات و"اللاءات" وتيقنت أني ذاهب للنار لا محالة.. فالإله كان بالنسبة لي جواب أسئلة كثيرة ولكنه في حد ذاته سؤال لا جواب له.. بل لم أجد عند سؤالي عنه غير الصد والهروب ويصل الأمر إلى الزجر وأنا متأكد أن عددا هاما من الأطفال وجد نفس المعاملة كلما راوده مثل هذا السؤال..
وقضيت فترة المراهقة متنقلا من تجربة حب لأخرى دون أن أنسى ما راودني في الصغر ولكني أصبحت انظر للأمور بشكل آخر وأصبحت رفقة أندادي نتعمد الإفطار جهرا في نهار رمضان متفاخرين بذلك ونسخر من الآخرين وكلما استهزأ احدهم بالذات الإلهية أو روى طرفة عن الرسل والملائكة كلما علا شانه بيننا واثبت انه الأكثر رجولة لأنه لا يخاف من سموه اله..
خلال دراستي الجامعية تعرفت على مجموعة شدتني إليها أناس يعلنون صراحة أن الإنسان يجب أن لا يؤمن بغير نفسه وان الإلحاد ليس السخرية من اله ومجموعة أديان وتعاليم كما يروج له إنما هو حركة فكرية متواصلة غايتها البحث الدائم واكتشاف أسرار الطبيعة والنفس وفق العلم والمنطق أي تقديم إجابات يتقبلها العقل خاصة وان كثيرا من الأمور العلمية الحديثة أصبحت بفضل الإعلام الديني المنتشر تفسر بطرق خرافية ومضحكة أحيانا و لا تلقى رواجا إلا عند أنصاف المجانين وبالعكس تزيد العقلانيين يقينا أنها تفاسير لا أساس لها من الصحة مهما أولوا وتعسفوا على نصوصهم القرآنية والنبوية.. صراحة أغرتني هذه التجربة فخضتها ووجدت ضالتي.. أحس دائما أني أهم إنسان في العالم واني محور الكون وهذا ما أعطاني مزيدا من الثقة بالنفس واثر إيجابا على دراستي وحياتي المهنية.. وساهم في دفعي لمطالعة اكبر عدد ممكن من الكتب في كل المجالات حتى التي لم أكن أتصور أني سأهتم بالقراءة حولها.. طالعت كتبا دينية تحدثت عن كل الأديان السماوية ولكن لم تقنعني بما فيه الكفاية لم تشبع فضولي ولم ترض عقلي..
إن كنت حقا مؤمنا بأفكارك فلما تخفي إلحادك عن عائلتك لما لم تواجههم به ولا تقلي لأنها أمور شخصية لا تعنيهم.. هذا صحيح ولكن أعلم جيدا أنهما لن يتقبلا الأمر وسيغضبان مني وربما يحرماني من رؤيتهما للأبد وما الإضافة العظيمة التي ستحصل لي إذا ما علما بالأمر .. لا شيء..
إن كان لله موجودا حقا فأريد أن أدركه بعقلي أولا ومن ثمة سأكون أحسن العابدين فأنا أرفض أن أكون متدينا بالوراثة أؤمن بإله لا أعرفه فقط لأني ولدت في مجتمع يؤمن به.. أرفض أن أكون مسلما لمجرد أني ولدت لأبوين مسلمين.. لمجرد انه تم ختاني في صغري دون إذني.. يحق لي أن أختار معتقداتي.. ولن اسمح لأحد أن ينكر عليا هذا الحق.. ولكنك لم تجبني بعد.. كيف تطمئن وحياتك خالية من إله....؟؟
يتبع...
مديحة بن محمود
Comments
16 de 16 commentaires pour l'article 29791