(2) كيف تطمئن وحياتك خالية من إله....؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/5/hayer100.jpg width=100 align=left border=0>


تربيت في أسرة محافظة ككثير من الأسر في مجتمعنا.. كانت أمي تواظب على صلواتها أما أبي فيصلي في ثلاث مناسبات سنويا : رمضان والعيدين وككل الأطفال ذهبت إلى الكتاب حفظت سورا كثيرة وكنت أشعر بالفخر وأنا أرددها أمام جدي فيكافئني.. أحاول الصيام وتجبرني أمي على الإفطار لأني صغير.. أتأمل الغيوم وأحيانا يهيئ لي أني أرى وجوه الملائكة وكل الذين أفقت يوما فلم أجدهم ولما سألت عنهم قالوا أنهم سكنوا السماء..أعشق الليل والنجوم وأتطلع بحثا عن الله الذي تقول جدتي انه يحب الأطفال وأخبرتني عندما توفي ابن خالتي الذي يصغرني بسنتين بأن الله حوله إلى عصفور في الجنة.. ومالجنة جدتي.. مكان جميل فيه أشجار وثمار وأنهار وكل ما تشتهي نفسك.. أجبتها بسذاجة الأطفال أنا أريد ان يحولني إلى أسد لا عصفور فقالت لا توجد أسود في الجنة بل كل الأطفال عصافير صغيرة وجميلة.. يومها سكنت عقلي أمنية.. ليتني أتحول إلى عصفور جنة..
وكلما كبرت قل الحديث عن الجنة وكثر الحديث عن النار.. لا تكذب سيعلقك الله من "شوافر عينيك".. لا تردد كلاما بذيئا ستذهب للنار.. لا تعص أمك لا تعص أبوك لا تعص معلمك لا تعص من هو اكبر منك سنا حرام.. وكلما تقدمت بالعمر طالت قائمة المحرمات و"اللاءات" وتيقنت أني ذاهب للنار لا محالة.. فالإله كان بالنسبة لي جواب أسئلة كثيرة ولكنه في حد ذاته سؤال لا جواب له.. بل لم أجد عند سؤالي عنه غير الصد والهروب ويصل الأمر إلى الزجر وأنا متأكد أن عددا هاما من الأطفال وجد نفس المعاملة كلما راوده مثل هذا السؤال..
وقضيت فترة المراهقة متنقلا من تجربة حب لأخرى دون أن أنسى ما راودني في الصغر ولكني أصبحت انظر للأمور بشكل آخر وأصبحت رفقة أندادي نتعمد الإفطار جهرا في نهار رمضان متفاخرين بذلك ونسخر من الآخرين وكلما استهزأ احدهم بالذات الإلهية أو روى طرفة عن الرسل والملائكة كلما علا شانه بيننا واثبت انه الأكثر رجولة لأنه لا يخاف من سموه اله..
خلال دراستي الجامعية تعرفت على مجموعة شدتني إليها أناس يعلنون صراحة أن الإنسان يجب أن لا يؤمن بغير نفسه وان الإلحاد ليس السخرية من اله ومجموعة أديان وتعاليم كما يروج له إنما هو حركة فكرية متواصلة غايتها البحث الدائم واكتشاف أسرار الطبيعة والنفس وفق العلم والمنطق أي تقديم إجابات يتقبلها العقل خاصة وان كثيرا من الأمور العلمية الحديثة أصبحت بفضل الإعلام الديني المنتشر تفسر بطرق خرافية ومضحكة أحيانا و لا تلقى رواجا إلا عند أنصاف المجانين وبالعكس تزيد العقلانيين يقينا أنها تفاسير لا أساس لها من الصحة مهما أولوا وتعسفوا على نصوصهم القرآنية والنبوية.. صراحة أغرتني هذه التجربة فخضتها ووجدت ضالتي.. أحس دائما أني أهم إنسان في العالم واني محور الكون وهذا ما أعطاني مزيدا من الثقة بالنفس واثر إيجابا على دراستي وحياتي المهنية.. وساهم في دفعي لمطالعة اكبر عدد ممكن من الكتب في كل المجالات حتى التي لم أكن أتصور أني سأهتم بالقراءة حولها.. طالعت كتبا دينية تحدثت عن كل الأديان السماوية ولكن لم تقنعني بما فيه الكفاية لم تشبع فضولي ولم ترض عقلي..
...

إن كنت حقا مؤمنا بأفكارك فلما تخفي إلحادك عن عائلتك لما لم تواجههم به ولا تقلي لأنها أمور شخصية لا تعنيهم.. هذا صحيح ولكن أعلم جيدا أنهما لن يتقبلا الأمر وسيغضبان مني وربما يحرماني من رؤيتهما للأبد وما الإضافة العظيمة التي ستحصل لي إذا ما علما بالأمر .. لا شيء..
إن كان لله موجودا حقا فأريد أن أدركه بعقلي أولا ومن ثمة سأكون أحسن العابدين فأنا أرفض أن أكون متدينا بالوراثة أؤمن بإله لا أعرفه فقط لأني ولدت في مجتمع يؤمن به.. أرفض أن أكون مسلما لمجرد أني ولدت لأبوين مسلمين.. لمجرد انه تم ختاني في صغري دون إذني.. يحق لي أن أختار معتقداتي.. ولن اسمح لأحد أن ينكر عليا هذا الحق.. ولكنك لم تجبني بعد.. كيف تطمئن وحياتك خالية من إله....؟؟
يتبع...

مديحة بن محمود







   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 29791

Seif  (France)  |Mardi 28 Septembre 2010 à 00h 42m |           
إدارة باب نات :
مع كامل احترامي للمادة الاعلامية إلي تقدموها ، و إلي خلتني عندي تو سنين ربي ، ملي نفيق ؛و قبل ما نمشي للجامعة و إلا للخدمة ، نشوف آش فما في سيتكم..
بصراحة مقالات كيف هكا لازمها مراجعة كبيرة ، و شي خطير إلي قاعدين تنشروا فيه : بالطبيعة نحكي على المقال هذا و المقال إلي قبلو..
علاش ؟ على خاطر هذا دعاية مباشرة للإلحاد ..مهما كان الغطاء: إلي هو تبرير ما يقوم بيه الملحد ..
عندي تجربة متواضعة في النقاش مع الملحدين و حتى معتنقي الديانات الاخرى ؛ كي واحد ما يعرف شي و يقرا مقال كيف هكا ؛ يتصدم ديراكت ، و يضطر باش يفكر و يراجع برشة أفكار مسبقة عندو ، و المفروض ، كي نحطو حوايج كيف هكا ، نحطو معاها الرأي المخالف باش القارء ما يضيعش ..
احنا في تونس ، لازمنا نفهمو إلي نحتاجو الجانب الديني .. شوفو السلوكيات إلي منتشرة تو ؛و شباب
حالة حليلة ،و السارق يغلب إلي يحاحي ..
إلي ينضرو الفكرة الالحاد ، ما يعرفوش إلي كان يتنحى الوازع الديني ، بلاد ما تدخل في حيط..تي هو بالوازع الديني و الامور خليلي اكاكا و اسكت ، خلي الشباب كان يولي يقول ما فماش ربي في الدنيا ..
ناس كيف هكا ما عندهمش وطنية ياخي ؟
ما يفكرش في مستقبل بلاد ؟
جوست يحبو فكرهم الالحادي يولي معترف بيه في المجتمع ،و خلي تخلا ..
يا ناس خلي الأوضاع تتحسن الساعة و بعد موش مشكل ، نوليو دولة علمانية كيف تركيا كان لزم و كل واحد حر في حياتو ..
ثم الناس هاذم ،شنوا شافو الحاجة إلي فرضها ألدين في دولة كيف تونس ؟ إلي ما يصليش يخرجوه من بيتو و يقولولو صلي بالسيف ؟
مالا كان يعيشوا في السعودية مثلا ، يقولوا ما صاب جينا في تونس ؟
يا مادام مديحة ، فما حوايج ما أهم تستاهل كونك ، تعملي رشفة قهوة ، ناقص سكر ،و بعد تخمميلنا في مقال باهي فماش ما راس الشباب إلي كيفنا يتحل شوي و يحاول يصلح من واقعو..
و هذا إلي قاعدة تكتبي فيه ، في حد ذاتو مشكل كبير ..
نتمنى كونك تراجعي روحك ، فلي قاعدة تكتبي فيه ..
و إن شاء الله ما تشوفيش كلامي على أساس إنو تهجم ، بل هو نقد لا غير ..
و انتوما يا إدارة باب نات ، إن شاء الله تاخذو كلامي و بقية المتدخلين على محمل الجد ..

BAbnetois  (United States)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 19h 00m |           
يا مديحة ، خانك التوفيق هذه المرّة و ما وفّقت في طرح الموضوع كما يجب...
فقد بدا نصّك ممعنا في الدعاية لمذهب الإلحاد و الدعوة إليه من خلال تبيان حجج الملحدين و ما بدا انه محاولة لإيجاد أعذار لهؤلاء الضائعين بين ثنايا الوهم...

فان كان و لا بد من جزأ ثالث لعملك هذا فاسعي ، هداك الله، إلى تصويب ما حاد و تقويم ما اعوج و تيسير ما قد يعسر فهمه على عموم القراء.

   (Spain)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 18h 42m |           
ما شاء الله يا للا مديحة،جزاك الخالق خيراً وجعلك عصفور جنة يطير بين اشجارها وياكل من ثمارها الشهية ويشرب من مياهها العذبة وتحلق في سماها تزقزقٍن تماماً كما زقزقت اليوم بهذي الكلمات النيرة التي تغمر قلب شبابنا فتهديه إلى الطريق السوي، وهو التوبة والعبادة والغيرة على ألدين،حتى ييتي اليوم لنرى فيه شوارعنا تعمر بالبنات المتحجبات يشع من وجوهها النور عوضاً عن تلك البنات التائهات ذات الملابس الفاضحة،اني في شوق لليوم الذي أرى فيه واجهات محلات الملابس
عامرة بشتى أنواع البراقع والخمار ذات اللون الأسود عوضاً عن ما تعرضه ألوم من ملابس غربية دخيلة علينا،اني في شوق لليوم الذي يتوجه فيه شباب تونس للمساجد التي سوف تعمر بها شوارعنا والتي حلت محل المقاهي والحانات والنزل السياحية،في شوق لسماع دعاء الشيخ وبكائهم يصدح من كل جهاز راديو وتلفزة
للة مديحة كل هذا يتحقق بحولي الله بجهدك وجهادك الكبير في هدايت التونسين على بابنت،بفضلك وقوة ايمانك سوف يختفي الالحاد وضعف الامان وكل من هو غير مسلم في تونس.
للا مديحة إن شالله في حجة معمورة ،ما تنساش بش تدعيلي دعوية خير،أطال الله عمرك و ان أتاك الأجل أنا متقد أن التونسين سوكمن لكي زاوية على غرار الأولياء الصالحين ويزورونك كل يوم جمعة لتبرك بك.

Tunisienne  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 17h 45m |           
كيف تطمئن وحياتك خالية من إله....؟؟

Mona  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 15h 28m |           
Au lieu de résoudre les problèmes de nos jours vous chercher midi à quatorze heure, c'est dommage comme même n'oublier pas que nous sommes des musulmans.

faire la prière s.v.p.


Sofiene  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 15h 10m |           
مع اني ضد الملحدين الا اني زادة ما نعتبرش المسلم بالوراثة مسلم الاسلام يلزم يكون اختيار نابع من ارادة شخصية مش مسلم لان بوه وامه مسلمين

Observo  (Canada)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 14h 37m |           
الإلحاد من المفروض أنه يجيب عن أسئلة حيرت الإنسان لعقود لكنه في الحقيقة يثير أسئلة لذا في نظري هو طريق مسدود مع إحترامي لمن يريد مواصلة الطريق.

Allah o akbar  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 13h 12m |           
Dans ces temps la ,avec les hausses des prix, les difficulté de la vie,et le stress quotidien le tunisien essaye de combattre tous sa en revenant a dieux pque s'est avérer que la modernisation de notre société et sa transformation a une autre europeen n'a pas réussit ,tous sa se vois dehors avec les marque du (salat) sur le visage et le voile pour les femme,,certain personne dans notre societé sa ne leur plais pas tous sa alors ils essaye de
nous devier de notre religion avec tous les moyen possible sa se vois dans tv7 avec les nveau genre de feuilletons et avec ces article souvent qu on les vois (un autre article si je me rapelle bien a ete publier sur babnet),,((rabbi yehdi ) moi je dis qu il vont pas reussir pque se pays qu est le notre est musulman

Amel  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 13h 08m |           
عجبتني جملة حسيتها خارجة من القلب كيف قالت كلما كبرت قل الحديث عن الجنة وكثر الحديث عن النار وهذه مشكلة كبيرة علاش نخوفوا الصغار من الدين ونحكولهم على النار وعلى القبر والموت بالعكس يلزم الترغيب والسياسة
شكرا على التطرق لمثل هذا الموضوع المسكوت عنه رغم وجود الكثير من الحالات في تونس

Mohamed  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 12h 57m |           
يعطيك الصحة مديحة رجعتني لاحلى ايام الطفولة وقتها كان سؤالي الوحيد ديما على ربي ونلوج عليه في السحاب وتقريب مريت بالمراحل هذه الكل اما الحمد للله لم الحد
وربي يهدي الجميع

Nejib sghaier  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 12h 48m |           
على كل حال هاني باش نستن المسلسل متاعك حتى للآخر و خلي نلقاك مرجعتش لربي ومقلتش لا ءالاه الا الله وقتها.............................................ا

Mido  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 12h 18m |           
La hawla wa la 9ouata ila billah

Fathi  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 11h 24m |           
فمن نظر إلي ما ترشد إليه سنن الله في العالم نظراً ثاقباً، وفكر في عجائب خلقها، وحسن تنسيقها، وشدة أسرها تفكيراً عميقاً، وبحث في أحكامها، وبديع صنعها بحثاً بريئاً من الهوى، والحمية الجاهلية، اتضح له طريق الهدى، واضطره ذلك أن يستيقن النتيجة، ويؤمن من أعماق قلبه بأن للعالم رباً خلاقاً فاعلاً مختاراً حكيماً في تقديره وتدبيره، أحاط بكل شيء علماً، وهو على كل شيء قدير

Loulou  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 10h 03m |           
إتونسة ناس تفركس على عقيدة تومن بها هذه نتيجة تجفيف المنابع ناس ضايعة فيها ماهيش تصلي تفركس على دين ماتعرفش الحلال والحرام كل شي عندها مباح نسوا ذكر الله "وعبد ربك حتى ياتيك اليقين "

Adachrm  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 09h 58m |           
ما تتحدث عنه القصة معقول كنتيجة تؤدي إلى البعد عن الدين وحتى الإلحاد وهذا الوزر يتحمله الوالدان بالأساس ومدى فهمهم للدين الإسلامي وأسس تربة الأطفال. لكن كرامة الإنسان عند الله جعلت فيه آلية البحث عن الإله الحق والإقتناع بوجوب الخضوع له بالعبودية حتى وإن ربي على الإلحاد ولعل خير دليل على ذلك هو نسب الدخول في الدين الإسلامي عند الغرب.
هناك باب في العقيدة حول صحة إسلام المقلد (الذي يقول أنه مسلم لأنه وجد أباه مسلم) فالواجب أن يكون المسلم فاهما لأسس عقيدته مقتنعا بها خاضعا لله عن فهم ودراية.
ولكن هذا هو زمان الغربة لا يكلفون أنفسهم عناء البحث والقراءة ومن ثمة يتكلمون بما يلقي الشيطان في قلوبهم ويتبعون أهوائهم وليس ذاك بفكر ولا بعلم فالعالم هو أكثر خشية لله في العباد

Monia  (Tunisia)  |Lundi 27 Septembre 2010 à 09h 35m |           
J'ai bien aimé 7 histoire l'enfance de héros me rapelle de mon enfance
bravo


babnet
All Radio in One    
*.*.*