القيروان: الكاتب والمدوّن الشاب ''نضال الغريبي'' ينتحر شنقا ويترك رسالة وداع مؤثّرة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/nidallintihaar.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - أثار انتحار المدون والمناضل نضال الغريبي صدمة كبيرة بين محبيه وأصدقائه حيث وجد ميتا بعد إقدامه على الانتحار شنقا في منزل عائلته بمعتمدية بوحجلة التابعة لولاية القيروان، وقد خلّفت هذه الحادثة وقعا كبيرا في صفوف كل من عرف هذا الشاب الذي ضاقت به السبل ولم يتمكن من الحصول على عمل رغم تخرجه منذ سنوات..

وترك المدون نضال الغريبي رسالة مؤثرة هذا ما جا فيها:

"أنا الآن لا شيء، تفصلني خطوة عن اللاشيء، أو فلنقل قفزة، غريب أمر الموت ما أبخس ثمنه، دينار ونصف الدينار ثمن الحبل، وبعض السجائر، غريب أمر الحقيقة ما أبخسها ثمنها لكننا لا نرى، نملئ أبصارنا وبصائرنا دومًا بالأوهام، حتى تصير الحقيقة تفاصيل لا نراها .. نحن لا نرى غير ما نريد رؤيته، لا نرى من الأخضر غير يابسه حتّى تختلط علينا الألوان، ومفاهيمها، شأننا شأن أحبّتي، الذين رغم تواضعي يظنّون أنّني عيسى، فإذا ما صدّقوا ما ادّعوا، اختلط عليهم الأمر، فراحوا لا يفرقون بين القلب والمعصم، وصارت أوتادهم تنهمل على صدري كسهام الوغى ..



غريب أمرهم، بل غريب أمركم جميعًا اذ تظنُّون بموتي أنّني أناني، لكنني في الحقيقة أبعد ما يمكن عن الأنانية، دققوا في التفاصيل، لو كنت كما تدّعون لكنت التهمت ما استطعت من أدوية أمي المريضة ورحلت، لكنني أعلم على يقين أنّ عائلتي المسكينة ستنصرف إلى مراسم دفني وقبول التعازي، وسينسون بالتأكيد أن يشتروا لها دواء بدل الذي دفن في معدتي، لكنني لم أفعل، لو كنت بالأنانية التي تدّعون، لكنت رميت بنفسي أمام سيارة على عجل، أو من فوق بناية عالية، لكن، حرصا مني أن لا تتلف أعضائي، التي أوصي بالتبرع بما صلح منها، لم أفعل ..
سادتي، أحبّتي، عائلتي المضيّقة والموسّعة، أوصيكم بأنفسكم خيرا، وبأولادكم حبّا .. أحبّوهم لأنفسهم، لا تحبّوهم لتواصل أنفسكم فيهم، اختاروا لهم من الأسماء أعظمها وأرقاها، وكونوا شديدي الحرص في ذلك .. فالمرء سادتي رهين لاسمه، شأني، أمضيت عقودي الثلاثة بين نضال وضلالة وغربة .. علّموا أطفالكم أنّ الحبّ ليس بحرام، وأنّ الفنّ ليس بميوعة، لا تستثمروا من أجلهم، بل استثمروا فيهم، علموهم حب الموسيقى والكتب ..
السّاعة الآن الرابعة بعد الظهر، من السابع والعشرون من مارس سبعة عشر وألفين، أفارقكم عن سن تناهز أسبوعان وأربع أشهر واثنان وثلاثون سنة ..
أحبكم جميعا دون استثناء، وأخص بالذكر هيرا، تلك العشرينية إيناس، تلك البريئة التي شيطنتها الحياة وحبي ..
آسف من الجميع."
كريم بن منصور


Comments


18 de 18 commentaires pour l'article 158653

Mandhouj  (France)  |Mercredi 11 Avril 2018 à 10:39 | Par           
أكتشف هذا الخبر الموءلم اليوم . . علی كل حال أعتقد أن الإنخراط في عمليۃ الإنتحار ليس مسءلۃ ضعف حيني , لحظۃ ضعف أو وهم قد تدخل علی الإنسان دون مسبقات بنتها عدۃ عوامل ذاتيۃ و موضوعيۃ . . الإهتمام بجانب الصحۃ النفسيۃ للفرد هو أيضا من مهام الحكومات. . عبر السياسات العموميۃ في قطاع الصحۃ , كما التعليم في كل المستويات , كما وزارۃ الشوءون الإجتماعيۃ , وزارۃ التشغيل , . . . في كل المدن , الموءسسات العموميۃ , الخاصۃ . . . يجب هناك من يهتم بالصحۃ النفسيۃ . هكذا يجب أن تكون السياسۃ الصحيۃ لدولتنا . نحن نعيش في عالم مفتوح بكل ما يحمله من إيجابيات و إخفقات نحو و تجاه الإنسان , الفرد , العاءلۃ , المجتمعات . ﷲ يرحمه .

Balkees  (United Arab Emirates)  |Dimanche 8 Avril 2018 à 10:34           
مع احترامي ااكبير لهذا الشخص و كع تقديري للاسلوب الادبي الذي صيغت به الرسالة الاّ انّني أرى ما اقترفه في حق نفسه ضلما كبيرا !!!! كيف لا وهو شخص بكامل عافيته و كامل مداركه العقلية بل و مبدع !! و لديه مواهب لا تحصى .. يقدم على هذا الفعل الشنيع .. انّه تصرّف الجبناء !!
هناك حلّ لو دقّق قليلا .. هناك حلّ .. مهما كانت التّحدّيات و المشاكل التي قد واجهها و عاشها هناك من يواجه و بصبر تحدّيات أصعب و أعقد .. من يواجه المرض باوجاعه و من يواجه الفقر المدقع و من يواجعه الجوع ولكنّهم لم ييأسوا .. هناك من يصنع حلّا لو انعدم الحلّ!!

Mongi  (Tunisia)  |Lundi 2 Avril 2018 à 13:59           
@Essoltan
خويا السلطان. تعليقك أعجبني فأردت التأكيد عليه مرّة أخرى. ومن عادتي أعيد نسخ التعليق مع اسم صاحبه. ولكن هذه المرة نسيت. والمبحرون يدركون أنّ مضمون التعليق هو لك بما أنّ تعليقك سبق تعليقي ب 12 دقيقة.
مع كل الود والتقدير.

Essoltan  (France)  |Vendredi 30 Mars 2018 à 13:34           
Mongi @ ,
Amicalement , il faut rendre à CÉSAR ce qu'il appartient à CÉSAR ...

3azizou  (Tunisia)  |Vendredi 30 Mars 2018 à 10:42           

Abid_Tounsi  (United States)  |Vendredi 30 Mars 2018 à 10:39           
هذه نتيجة تغييب الدين من حياة الناشئة.

هل ترى ظروف أشرف العباد من الصحابة و التابعين كانت أفضل مما عليه السواد الأعظم اليوم؟؟ كانوا لا يجدون حتى الطعام، مع قلة اليلة و المال، و لكنهم خلدوا أسماءهم بعقديتهم الراسخة و عملوا لآخرتهم من خلال دنياهم.

لكن أن يختار المرء وضع حد لحياته لمجرد صعوبات اعترضته................................. هنا المصيبة

Karimyousef  (France)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 22:04 | Par           
Pour mettre fin à sa vie,il est fort probable que la personne soit dans une souffrance psychique telle que la seule et unique issue pour échapper à cet enfer reste le suicide. Cet acte énigmatique et mystérieux est du soit un trouble de la personnalité soit à une souffrance morale intenable.

Kerker  (France)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 17:34           
هو من ضحايا الإنفراد بالنفس ، و كان الشيطان أقرب و أشدّ عبثا بالمنفرد، اتّبع هواه و كان أمره فرطا. هو لا يحتاج إلى مال و لا جاه و لكن يحتاج إلى مساعدة إنسان. نقتبس من بعض كلمات رسالته حلم يستوجب تحقيقه ، ألا و هو وحدة المصير في ركب واحد واعد.

Lechef  (Tunisia)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 17:24           
Il écrit bien mais raisonne très mal . En fait, s'il a le sens de la logique , tout d'abord il ne se suicide pas quelle que soit la gravité du problème, comment dire alors d'un tout petit problème , à savoir '' travailler ''.
travailler , c'est très simple si nous acceptons n'importe quelle activité qui ne dépend pas de notre niveau acdémique ou de notre spécialisation.
On peut commencer à travailler n'importe quel métier en attendant d'autres horizons qui s'ouvriraient tôt ou tard devant de nous.
On commence à travailler en attendant aussi de faire le boulot qui nous intéresse le plus.
Tout ceci demande l'application et des rêves. Il est bon de rêver en travaillant pour avancer , mais il est très mauvais de rester immobile et de rêver en même temps.
Les résultats des rêves dépendent beaucoup de votre position et de la mobilité du corps.
Un corps fixe et immobile ne donneraient que des idées figées , donc activez-vous pendant les rêves.
Enfin, aucun problème ne pourra pas se résoudre par ces actes de suicides , décidés à des moments de faiblesse essentiellement dus à un manque de raisonnement.
Maintenant , le fait est fait, attention à l'avenir qui ne pourrait qu'être précieux pour l'être humain !

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 16:55           
تخيل أنك قررت بناء مسكن جديد لكن بمواصفات تكنولوجية غاية في التعقيد فمن المؤكد أن الأطراف المتدخلة من البداية إلى النهاية متعددة للغاية .ونحن دون أن نشعر نستنسخ التصميم المدهش لجسدنا وتداخل علاقاته بطريقة محيرة .وما لم نحط علما بتعدد أبعاد تصميم جسدنا فلن نبتعد عن اختزال الجسد في مجرد خلايا مادية تحيا حياة مادية ككوخ بدائي من القش أو الطين .لكن قطع الصلة مع بقية الأبعاد الغير مادية هو بمثابة قطع المسكن التكنولوجي مع الشبكة الرقمية التي تشغل كل
جزء في البيت الذكي .وعندما تقطع هذه الصلة فحتما ستخزل كل شيء في حبل بدينار ونصف الدينار لمسكن ذكي لا يقدر بثمن .رحم الله الفقيد وغفر له ذنب ما فعله المخلوع بشبابنا من تجفيف المنابع وقطع صلته بالمنبع الحقيقي للنور الذي يشغل المسكن الذكي .

Mongi  (Tunisia)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 14:57           
قال الله تعالى 'لقد خلقنا الإنسان في كبد' ، 'يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ'
مطلوب من الإنسان مواجهة مصيره وقدره بالعمل والصبر وعدم التعويل على الهروب. لأن الهروب من المواجهة جنون وضعف إيمان ومصير مجهول.

Kerker  (France)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 14:50           
Kerker (France) |Mercredi 26 Février 2014 à 04h 52m |
جهل المرء هيّج القلب حقدا و سقاه سموم**ما للبرم و القذر حباب غير السّخط و الجنون**مسعر أنفسهم مذلّة و ظلما و كان مسرعها مهون**قلوب ملأها الغيظ تجادل بلا عقل فهم بقدرتهم لا يؤمنون**صمّت آذانهم و غشيت أبصارهم عن الحقّ و هم بمظاهرهم يجتنّون**في عيشهم خشونة وفي مقامهم مذلّة و حمق و هم لا يدركون**يُدخِلون الجدال في مجالسهم خشية الهزيمة و ماهم باليقين يعلمون**إنّ دليل عقل المرء فعله و الرّياضة أخلاق و تآخّ أو لا تكون**فقد الظّالون ثقة أنفسهم و ملئوا
حياتهم سقما و بهتانا فشابت عيوبهم و بقوا في جهلهم يضطجعون**لُهِفت أنفسهم بما لا يوجد بين أيديهم و نسوا ما أنعم الله عليهم من خيرات ، إنّ قاتلين الأمل في ظلمات لا يبصرون**بنون يركبون البحر هجرا لأوطانهم خشية الإملاق و في غربتهم يهانون و يقهرون**لو واجهوا الفقر و الدّمار و بنوا حياتهم بصدق و حكمة لأصبحوا في رغد يتمتّعون**لا يغيّر الله بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم و يواجهوا الصّعاب بحسن النّظر و الصّبر و بالقدر هم يؤمنون**إنّ المؤمنين لا يصيبهماليأس
و العجز يدخلون البهجة و السعادة في قلوب إخوتهم و هم فيها يتبادلون**شموس لا غروب لها، يفشون السلام و ينثرون الإبتسام والحكمة ، تخرّ لهم الطبيعة بخيراتها جزاء من ربّهم لعملهم و حسن خلقهم و أولائك هم المهتدون**
د كمال لن.. أصيل الأرخبيل

Slouma  (Tunisia)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 14:46           
المنتحر عندي كافر مهما كانت الظروف لاتقتلوا النفس خشية املاق و استعينوا بالصلاة و الصبر

Mongi  (Tunisia)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 14:42           
قولها وأموت على ديني ,
تونس بريئة من المنتحرين والحراقه ومن كل من غلبه اليأس .
كل إنسان شريف يحافظ على شرفه ويقبل بقدره ولا يرمي بنفسه إلى الهلاك .

Essoltan  (France)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 14:30           
أقولها وأموت على ديني ,
تونس بريئة من المنتحرين والحراقه ومن كل من غلبه اليأس .
كل إنسان شريف يحافظ على شرفه ويقبل بقدره ولا يرمي بنفسه إلى الهلاك .



Cartaginois2011  (Tunisia)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 14:14 | Par           
اذا تركنا الجانب الديني الذي كان من المؤكد أن يحمي هذا الشاب،فإن المجتمع بأكمله يتحمل مسؤولية هذا الانتحار،المجتمع بحكامه،بسياسييه،بجمعياته،لأن أمثاله كثيرون ولم نجد لهم حلا،رغم استغاثاتهم المتكررة...لكن لا حياة لمن تنادي،على الجميع الوقوف وقفة تأمل

Fenac  (Tunisia)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 13:57           
الانسان وحيد امام مصيره هذا قرار شخصي لا علاقة له بالدين ولا حتى بالعلم

Ra7ala  (Saudi Arabia)  |Jeudi 29 Mars 2018 à 13:14 | Par           
من المؤسف أن بلادنا بلاد الإسلام وكثير من شبابها المثقفين أمثال هذا الشاب قد حُرموا من دينهم منذ نعومة أظفارهم فتراهم قد نهلوا من العلم والأدب الشيء الكثير لكن لم يرشدهم أحدا إلى غذاء الروح ألا وهو الإيمان فيصبح لا يرى فائدة من وجوده في هذه الحياة ويضع حدا لها دون أن يفكر في موقفه بين يدي ربه. أسأل الله أن يغفر له وأن يهدينا إلى الحق المبين


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female