الصّعلكة السّياسيّة ، محسن مرزوق نموذجا

بقلم / منجي بــــاكير
إنّ تعاطي السّياسة عموما هو فعْل نخبوي في لغة حكيمة و محيّنة زمانا و مكانا لتمرير وجهات نظر أو لتقديم جملة من الحلول لواقع يراه السّياسي دون مرجعيّته الفكريّة التي يعتبر فيها المخرج الآمن و الحلول الجذريّة لهذا الواقع ...
إنّ تعاطي السّياسة عموما هو فعْل نخبوي في لغة حكيمة و محيّنة زمانا و مكانا لتمرير وجهات نظر أو لتقديم جملة من الحلول لواقع يراه السّياسي دون مرجعيّته الفكريّة التي يعتبر فيها المخرج الآمن و الحلول الجذريّة لهذا الواقع ...
كما لابدّ للسياسي أن يتحلّى بجملة من القيم التي يظهر عليها منها على وجه الذّكر حسن التلقّي و سلامة التشخيص و كفاءة مخاطبة العموم و كذلك لابدّ له من أخلاقيّات يتمتّع بها و يحترفها حتّى مع أعتى و أبغض الخصوم لديه ،،،

لكـــــــنّ ما نراه من تفاعلات لمَن حشر نفسه في مسار المشهد السّياسي التونسي هذه الأيّام قد شذّ عن المطلوب و انخرط في مهاترات و عراك و شتائم اتّخذ منها واجهة للردّ على خصومه في غياب التكوين السياسي الصّحيح و انعدام الحجج لديه ، وأكثر من ذلك هو اعتبار الخصم السّياسي في صفّ العدوّ اللّدود .
و في هذا الدّرك الأسفل من الترتيب نجد محسن مرزوق قد اتّخذ مكانه فتجرّد من كل المعايير السياسيّة الضّابطة و أخلاقيتها ، وراح في كلّ مناسبة ينشر الضغائن و يطلق الأراجيف و الشتائم للحكومة و يزرع الإحباط و التشكيك العدمي في كلّ ما يتّصل بعملها دون أن يتورّع عن استعمال لغة التهديد و الوعيد و التبشير بالخراب و دون أن يقدّم أدنى البدائل الملموسة التي يفتقر هو إليها أصلا .
آخر هذه – الخيْبات – التي تأبّطها محسن مرزوق ما ظهر عليه في شريط تداولته بعض المواقع و الصفحات الإجتماعيّة و التي خصّها في الردّ على اعتصام مناصرة الشرعيّة ، فكان خطابه في أنصاره خطابا مليئا بالحقد و إقصاء الطّرف المقابل و رميهم جزافا بتهم الإرهاب حيث اعتبرهم – إرهابيون – و أنّهم لا يحبّون و لا يمثّلون تونس حسب زعمه و أنّه على وزير الدّاخليّة و وزير الدّفاع القبض عليهم بل زاد أنّه لا يمثّلون إلاّ رقما صغيرا جدّا و بلغة ( بوشيّة ) زعم أنّه من يحب تونس فليكن إلى جانبه في نفس الإعتصام و من كان في الإعتصام المقابل فهو ليس معنا ...!
كما لم ينس مرزوق أن يبشّر أنصاره بقدوم جماعة من تمرّد مصر لمؤازرتهم .
هكذا كان مرزوق و هكذا بدا متشنّجا فاقدا لصوابه يتّقد حنقا و غيضا يؤلّب أنصاره في لغة رديئة مشحونة بالتعبئة و التهييج و التحريض المبطّن كأنّه يقود حملة ضدّ عدوّ خارجيّ ، ،،
ما هكذا ينصلح حال تونس يا مرزوق و ما هكذا يكون الخطاب السّياسي الذي تنتظره تونس و ما هكذا يكون العمل السّياسي الرّاقي ، بل هذا الفعل أسقطك في في احتراف الصّعلكة – السّياسيّة - و امتهان لغة سوقيّة تعبّر على انحطاط فكري و باطن إقصائي عدائي لا يحتمله الوضع الرّاهن في تونس ...
Comments
42 de 42 commentaires pour l'article 69391