الفجوة بين التعليم الخاص والعام... القنبلة الموقوتة!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/65056ae8ab3de9.61604694_gkpqohfneiljm.jpg width=100 align=left border=0>


راضية بوزيان
روشيستر/ بريطانيا

يعدّ التعليم حقا من حقوق الانسان ولعلّه من أهمّها، كالصحة والغذاء، وذلك لما له من تأثير على كيانه و توجهاته و دورهفي المجتمع الذي وجد فيه.
...


ولأنّه حق أساسيّ، يجب على كل دولة أن تحرص عليه وتجعله ضمن أولوياتها الرئيسية وتضع الاليات الكفيلة لنجاعته،فنحن اليوم لم نعد نتحدث عن تعليم وكفى!

إنّ كفاءة ومستوى التعليم أصبحا هاجسان يسكنان أولياء الامور الذين يحرصون على مستقبل ابناءهم في عالماصبحت فيه المنافسة شرسة جدا، والبقاء للاجدر!

فهل أصبح التعليم العمومي الذي كان منارة ينهل منها الجميع دون استثناء،يستجيب لهذه المعايير؟

ان المشهد التربوي في تونس يغصّ بالمدارس الخاصة، يمينا ويسارا!

أنا فعلا أسفت لهذا المشهد الذي كان شاذّا في بلدي، فأصبح أصلا بعد أن كان فرعا!

المدرسة العمومية التونسية التي كوّنت أجيالا من العباقرة و أجلست الفقير والغني على مقعد واحد، تعرف اليوم انتكاسة مؤلمة وانكسارا لم يُشهد له مثيل، بينما تعرف المدارس الخاصة المنتشرة كالفقاع في كل مكان،ازدهارا ونموّاً!

لست متحاملة على المدارس الخاصة ولكن الامر يدعو الى الحيرة وإن عُرف السبب!

كثيرا ما اتساءل من مصير الخريجين من الجهتين وعلى مستوى تكوينهما والهوّة المجتمعية بين الفئتين!

ان البون الشاسع بين التعليمين الخاص والعام سيحدث آثارًا اجتماعية كبيرة وان لم تظهر على المستوى القريب، فانها حتما ستولد انتقاما نحن في غنى عنه!

فمن أجل سدّ هذه الثغرات لا بدّ من تدخل عاجل لاصلاح التعليم العمومي ومناهجه والياته وجعله منافسا شرسا لهذه المدارس الخاصّة.

ولكن كيف السبيل إلى ذلك في بلد كل مشاكله عاجلة!

لا بدّ من ادخال الحوكمة في مجال التعليم العمومي.

تشريك الشركات الربحية المحلية في تمويل المدارس والمعاهد العمومية الكائنة في دائرتهم الترابية ومنحهم امتيازات ضريبية.

تقييم المدارس والمعاهد بصفة دورية ونشر نتائجها على موقع وزارة التربية، على ان يشمل التقييم الجانب الاكاديمي الى جانب جوانب أخرى كالاحاطة بالتلميذ وتوفير النوادي لصقل مواهبه …

ادراج مادة الاخلاق والتربية الدينية في كل المستويات التعليمية

ادراج مادة التغذية منذ الصفوف الاولى للدراسة لما لها من أهمية في تكوين الابدان والعقول خاصة مع زحف الماكولات المدمرة للصحة.

فرض الزيّ المدرسي الموحد حتى سن 16 وذلك قصد الارتقاء بالذوق اللباسي والقطع مع الابتذال في كل مظاهره.

إحياء روح الوطنية واحترام المعلمين

تكوين المدرسيين في علم الاجتماع وعلم النفس للاحاطة بالتلاميذ وفهم مقتضيات هذا العصر!

الاحاطة بالمدرسين و توفير العيش الكريم لهم و أسباب الرفاه لان مهنة التعليم وان كانت من اسمى المهم وانبلها الا انها تستنزف الطاقة الجسدية والنفسية لهذا السبب وجب الانتباه لمدرسي أبناءنا ودعمهم، فهم يتحملون جيلا صعب المراس.

لكل هذه الاسباب الآنفة الذكر، يتحتم علينا البدأ اليوم وليس غدا، فأجراس الخطر هاهي تقرع في كل الاتجاهات، فلا بناء الا بناء العقول ولا ازدهار الا بأمّة تقرأ!



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 273333

BenMoussa  (Tunisia)  |Samedi 16 Septembre 2023 à 11h 14m |           
الخطء الجسيم هو التفريق بين التعليم العمومي والتعليم الخاص فالفروق بسيطة جدا
ولا تتعدى غالبا بعض المظاهر والترف
فاصلاح التعليم ضروري جدا وينطبق على العمومي والخاص لا فرق في ذلك
ولا يحتاج لدراسات واختراعات واكتشافات وعبقريات
الامر بسيط جدا يكفي الاستفادة من تجارب الاخرين ونقلها بامانة
وكل المعلومات متوفرة يمكن الحصول عليها في بضع ساعات
ولا تحتاج الى زيارات وتنقلات ولقاءات
واكثر الانظمة التعليمية الناجحة معروفة ومتفق عليها عالميا
ومن ذلك على سبيل المثال دوام المعلمين والاساتذة كامل ايام الاسبوع وبنفس ساعات الدوام مثل بقية الموظفين
ويقضون الوقت خارج ساعات التدريس في اعداد الدروس والامتحانات واصلاحها والتاطير والمساندة
مثلما يحدث في بعض دول الخليج وغيرها


babnet
All Radio in One    
*.*.*